بعد توقف حوالي 38 من المخابز الرئيسية عن الانتاج
غزة بلا خبز... كارثة جديدة تتربص بالسكان

خلف خلف من رام الله: quot; البحر من ورائكم وإسرائيل أمامكم، وفوق رؤوسكم والمعابر مغلقة من حولكم quot; ، هكذا يبدو المشهد الحالي في قطاع غزة في ظل ما يتعرض له من حصار خانق منذ ما يزيد عن 9 شهور، ولم يعد القطاع يواجه مشكلة في تقليص كميات الوقود والكهرباء فحسب، بل تتربص بالسكان كارثة جديدة بعد توقف حوالي 38 من المخابز الرئيسية عن إنتاج الخبر منذ الساعات الأولى لفجر الأربعاء. وجاء ذلك في ظل احتجاج أصحاب المخابز على ارتفاع أسعار الدقيق والسولار والخميرة اللازمة لتشغيل المخابر، مقابل إصرار الحكومة الفلسطينية المقالة التي يتزعمها إسماعيل هنية القيادي في حركة ( حماس ) على تثبيت سعر ربطة الخبز عند حدود الثمانية شواقل ( نحو دولارين وربع ). وبحسب معطيات أوردها مركز الميزان لحقوق الإنسان العامل في قطاع غزة فأن المخابز كانت تحصل على الدقيق عند سعر 37 دولاراً للكيس الواحد، بعد أن كانت تحصل عليه في منتصف عام 2007 بنحو 25 دولاراً. وعليه، يطالب أصحاب المخابز برفع سعر ربطة الخبز، أو خفض سعر (كيس) الدقيق، أو النظر في خفض قيمة الضرائب والرسوم التي تجبيها الحكومة منهم. وتستهلك هذه المخابز كمية تتراوح بين 1500-1700 كيس من الدقيق يومياً في قطاع غزة، وبتوقف هذه المخابز تزداد الأوضاع المعيشية لسكان القطاع سوءاً.

أزمة أخرى ينتظرها قطاع غزة في حال تمكن من تفادي مشكلة المخابز، تتمثل بكيفية الحصول على المياه الصالحة للشرب، حيث تبين التقارير الرسمية الفلسطينية أن القطاع سيواجه كارثة حقيقة، في ظل سرقة استنزاف إسرائيل للمياه الجوفية، وندرة الأمطار التي هطلت على الأراضي الفلسطينية لهذا العام، ويشتري الفلسطينيون من إسرائيل ما يعادل 55% من حجم المياه التي يستهلكوها فعلياً، بينما ينتجون الكمية المتبقية من مصادر ذاتية تتمثل في الآبار الجوفية، ونتيجة ندرة الأمطار، وبخاصة في قطاع غزة، يتوقع أن يواجه الغزاويون مشكلة حقيقة في توفير المياه.

إلى جانب ذلك، حذرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء من وقوع مكرهة صحية وبيئية في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، جراء تراكم القمامة و النفايات الصلبة في شوارع وطرقات البلدة والأحياء السكنية فيها، وذلك بعد أن أعلنت لجنة العاملين في بلدية جباليا النزلة توقف العمل في مبنى البلدية ومختلف الإدارات ابتداء من صباح يوم الأحد الموافق 23/3/2008، لعدم تلقيهم رواتبهم وأجورهم منذ ما يقارب العام.

والأمر السابق أدى إلى تكدس أكوام القمامة والنفايات الصلبة على أبواب المنازل و في نطاق الأحياء السكنية وفي الطرقات والشوارع العامة، وباتت أكوام القمامة والنفايات تشكل خطراً بيئياً ومكاره صحية تهدد صحة السكان و البيئة.

وأكدت مؤسسة الضمير في تقرير لها على حق الموظفين والعاملين في قسم النظافة بالإضراب، غير أنها دعتهم إلى تجنيب بلدة جباليا المكاره الصحية والبيئية، التي من الممكن أن تقع على المنطقة والسكان فيها، إضافة إلى المخاطر البيئية الناجمة عن تكدس النفايات الصلبة وتأثيرها على كل من التربة و الهواء والمياه الجوفية، الأمر الذي بدوره يؤدي إلى التسبب في انتشار الأمراض، وزيادة عمليات حرق القمامة ما يسبب تلوثاً للهواء، وانتشار الحشرات والقوارض وناقلات الأمراض، وتشويه المنظر العام في الشوراع والطرقات، إضافة إلى تلوث المياه الجوفية و السطحية.

ودعت مؤسسة الضمير لتشكيل لجنة طوارئ خاصة تابعة لبلدية جباليا النزلة بشكل فوري، بحيث تعمل على إزالة جميع النفايات الصلبة وأكوام القمامة المتكدسة في الطرقات، لمنع المكاره الصحية والبيئية التي من الممكن أن تصيب كل من المواطنين والبيئة.

كما طالبت المواطنين إلى ضرورة تسديد الالتزامات المالية للبلديات بشكل عام و بلدية جباليا النزلة بشكل خاص للمساهمة في صرف رواتب وأجور الموظفين والعمال في البلديات. ودعت كذلك السلطة الفلسطينية إلى الوقوف أمام مسؤولياتها، مطالبتها أيضا بالاستجابة لمطالب موظفي وعمال البلديات في قطاع غزة بشكل عام وبلدية جباليا النزلة بشكل خاص، والتوصل إلى حلول تضمن صرف رواتبهم وأجورهم عن الفترات السابقة، والاتفاق على آلية واضحة للحصول على أجورهم السابقة، و الأخذ بالاعتبار سرعة التحرك خاصة مع استمرار التدهور الحاصل في الأوضاع المعيشية، جراء الحصار والإغلاق الإسرائيلي للقطاع.