أزمة جنسية عالمية وراء الاغتصاب في أماكن العمل
عدنان أبو زيد: الحديث عن الاغتصاب ليس جديدا ولم يعد ملفتا لكثرة حوادثه، لكن ما يدعو الى القلق اليوم كثرة عمليات الاغتصاب في أماكن العمل، فمدير يغتصب مدرسة، وتلميذ يعتدي جنسيا على زميلته الطالبة، ومدير معمل ينقض على فريسته العاملة محولا ورشة الى العمل الى شريعة غاب.
تقرير اصدرته منظمة حقوقية في 05 -02- 2009 تضمن إن مصر شهدت 211 اعتداءا جنسيا على نساء وأطفال خلال عام 2008 |
وأحلام (وهذا ليس اسمها الحقيقي) فلسطينية من الاردن، عاملة في مطعم هولندي منحت لجوءا انسانيا في هولندا، بعد أن حرمها شخص اغتصبها من اعز ماتمتلكه المراة بحسب تعبيرها، وهو الشرف. فتلطخت سمعتها ما اضطرها الى النزوح الى بلد اوربي بعد ان استمعت الى نصائح محبيها. وكانت احلام اغتصبت في معمل لملابس الخياطة، ففي اللحظة التي خرج فيها الجميع من الورشة تاخرت هي قليلا لامر ما، حتى سمعت قرقعة البوابة وهي تغلق ليفاجئها مسؤول العمل برغبته الجنسية، وعلى رغم مقاومتها وصراخها، انتهى الامر الى فض غشاء بكارتها، لتنطلق وسط مجتمعها ذليلة مكسورة الجناح بين حديث الناس، وشماتة الاعداء والخوف من quot;أنتقامquot; الشرف، لكنها اختارت وخلال اسبوع قرار الرحيل والى الابد.
لم ولن تتصل احلام باهلها بعد الان، فهي الان حرة، بحسب ماصرحت به لـ quot;إيلافquot;، تقول أحلام.. اعيش عيشة كريمة، ولدي صديق روسي، ولم أعد أتذكر، بل لا أريد أن أتذكر من الماضي شيئا.
وتخضع احلام الان الى علاج نفسي، وتزورها باحثة اجتماعية في شقتها كل اسبوع، في محاولة لاعادة ثقتها بنفسها من جديد. وما يثير في احلام انها اندمجت بسرعة في مجتمع مختلف العادات والتقاليد، فبدأت تاكل ماكلهم وتلبس لبسهم وتتداول افكارهم وتحتسي البيرة، وتسهر حتى الصباح في ديسكو المدينة وهي المتدينة الورعة في بلادها. وبحسب قولها فانها تريد ان تعيش حياتها وانها استبدلت ثقافتها باخرى ودينها باخر، وياليتها غيرت سحنتها باخرى لو امكن ذلك بحسب قولها.
العبور الى الضفة الاخرى
واذا كانت احلام قد نجحت في عبورالبحر الى الضفة الاخرى، فربحت ما ربحت في رايها وخسرت ما خسرت في راي الاخرين، الا ان النتيجة النهائية انها كانت ضحية اغتصاب، ومجتمع يابى ان يسامحها.
واللقاء مع احلام تزامن مع تقرير اصدرته منظمة حقوقية في 05 -02- 2009 تضمن إن مصر شهدت 211 اعتداءا جنسيا على نساء وأطفال خلال عام 2008. وأفاد التقرير الصادر عن quot;الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحرياتquot; أن
إحدى ضحاياه كانت فتاة تبلغ من العمر 14 عاما أجبرها على إقامة علاقة جنسية معه 10 مرات وأجبر عاملة تبلغ من العمر 23 عاما على ممارسات شائنة معه تحت تهديد السلاح |
وعلى هذا المنوال نشرت الراي الكويتية الاسبوع الماضي ان صحافية اعترفت امام رجال مباحث السالمية، بجريمة زنا ارتكبتها وأنجبت بموجبها طفلا ليس من صلب زوجها. والصحافية الوافدة تعمل بصحيفة يومية وبعد البحث والتحقيق اعترفت أن الطفل ليس من صلب زوجها، والاعتراف أتى في سياق التحقيق معها امام رجال مباحث السالمية الذين اقتادوها بناء على شكوك من زوجها بأن الطفل الذي أنجبته له لا يشبهه مطلقاً. ومن جملة ما قالته الصحافية في اعترافاتها امام المباحث بأن الوالد الحقيقي للطفل غادر إلى البلاد.
تحت تهديد السلاح
وفي 2005 وقع ضابط في شركة حراسة إسرائيلية اسمه عوديد زخاريا في قبضة الشرطة بعد ان اغتصب امرأة فلسطينية، وهذه المراة تعاونت مع الشرطة وتسجيل حديث معه تضمن طلبه إقامة علاقة جنسية معها مقابل الدخول للمستوطنة كونها لا تحمل تصريحا. واعتاد عوديد بحسب صحيفة quot;معاريف الإسرائيليةquot;، على نصب كمائن للعاملات الفلسطينيات اللواتي يترددن على المستوطنة ومطالبة من لا يحملن تصاريح بالاستجابة لرغباته الجنسية.
حوادث الاغتصاب بالعالم سببها quot; ازمة جنسية quot; خانقة يمر بها العالم.فعلى رغم الاباحية الغربية الا انها لم توفر الجنس بطريقة أخلاقية،واصبح الجنس بضاعة استهلاكية شانها شان البضائع الاخرى تتطلب راسمالا وتكاليفا لمن يريد ان يمارس الجنس |
وورد في اللائحة أن إحدى ضحاياه كانت فتاة تبلغ من العمر 14 عاما أجبرها على إقامة علاقة جنسية معه 10 مرات وأجبر عاملة تبلغ من العمر 23 عاما على ممارسات شائنة معه تحت تهديد السلاح.
وفي النيبال نشرت صحيفة quot;كاتماندو بوستquot;، أن المتمردين الماويين اغتصبوا 25 امرأة بجنوب شرقي البلاد. وروت تسعة من المغتصبات تفاصيل اغتصابهن. وفي 2005 نشرت وسائل الميديا فضيحة اغتصاب الطبيبة شاذية خالد من قبل ضابط باكستاني وأربعة من الجنودrlm;rlm;. ومثلما هاجرت احلام الفلسطينة الى هولندا، وجدت شاذية خالد المملكة المتحدة مكانا امنا لها، وكان خروجها من باكستان جرى تحت شرط أن تغلق فمها وألا تتحدث في هذه القضية حسب ما صرحت به أخيرا في لندن.
أزمة جنسية
rlm;وفي راي الباحث الاجتماعي الهولندي روي فنسنت الذي نشر سلسة مقالات في جريدة quot;تروم بترquot; حول ظواهر الشذوذ الجنسي لغربيين يسافرون الى الشرق، ان حوادث الاغتصاب بالعالم سببها quot;ازمة جنسيةquot; خانقة يمر بها العالم. فعلى رغم الاباحية الغربية الا انها لم توفر الجنس بطريقة أخلاقية، واصبح الجنس بضاعة استهلاكية شانها شان البضائع الاخرى تتطلب راسمالا وتكاليفا لمن يريد ان يمارس الجنس. كما ان الزواج في رايه لم يعد أمرا مقدسا، بل نزهة عابرة تقترن الى حد كبير بالجنس وليس بالاخلاق. يقول روي quot; لسنا الاكثر تحضرا، بل نحن اول من حول الانثى الى بضاعة والجنس الى تسوق، وجعلنا من العلاقة الزوجية امرا طارئا في الحياة، وسخرنا الميديا والثقافات للاشباع الغرائزي، كل ذلك يساعد اليوم على جعل الاغتصاب عملية سهلة كتدخين سيكارة الذي اصبح امرا ملفتا في الشارع الغربي بعد ان كنا نسمع عنه مستغربين وهو يحدث في الشرق وبلاد اخرى.يضيف quot;رويquot; لـquot;ايلافquot;.. كان هناك تصورا ان الكبت وراء الاغتصاب والشذوذ لكني اقول لك ان الاباحية تفعل فعل الكبت وتزيدquot;. وربما هي فعلا ازمة جنسية يمر بها العالم كما يرى quot;رويquot; بعد ان نشر موقع quot; سي أن أن quot; في 05/02/2009 خبر مطاردة الشرطة في باكستان ثلاثة نساء اختطفن رجلاً وخدرنه وقمن باغتصابه لمدة أربعة أيام متتالية وإلقائه قرب نهر في مدينة كراتشي.
وقالت صحيفة quot;ديلي تايمزquot; الباكستانية في موقعها الإلكتروني إن الضحية، ويدعى خليل، 23عاماً، وصل حديثاً لكراتشي بحثاً عن الرزق، والتحق بالعمل كنادل بمطعم بضاحية quot;كليفتونquot; الراقية. وفي ليلة الحادثة، 27 يناير/كانون الثاني 2009، وجد quot;الضحيةquot; عندما استرد وعيه، أن النساء قد انتزعن ثيابه ومارسن الجنس معه.
شرق وغرب
فقد اغتصبت طالبةٌ فرنسية شابة بعد فقدانها لوعيها نتيجة تناول مادة مخدرة وضعت لها في الشاي من قبل زميل دراسة.وفي 2009 اغتصبت شابة هولندية حين كانت تقود دراجتها في بارك المدينة من قبل مجهول بعد أن اعترض طريقها لياخذها خلف الاحراش بعيدا عن اعين الناس ليغتصبها بالقوة .واطلت الفتاة من على قناة تلفزيونية تروى تفاصيل اغتصابها، ووزع البوليس تخطيطا محتملا لوجه الفاعل، ثم تبين ان الفاعل كان زميلا لها في العمل ايضا.
الجدير بالذكر ان مساعدة عمدة باريس كليمانتين اوتان، كشفت في في كتاب نشرته تعرضها للاغتصاب قرب جامعة باريس الثامنة، عندما كانت طالبة هناك.
وتعرضت موظفة إغاثة فرنسية للاغتصاب على يد مجموعة من المسلحين شرق الكونغو. وذكرت صحيفة (لوبارزيان) الفرنسية أن الجناة هاجموا مجموعة تتكون من خمس فرنسيين (بينهم ثلاث سيدات). ووفقاً للصحيفة فإن الجناة كانوا يرتدون زياً موحداً في حين لم يتضح بعد ما إذا كان الأمر يتعلق بمليشيات أو بجنود ينتمون لجيش الكونغو.وبينما يرى quot;محمد متوليquot; وهو اسلامي متشدد في ضعف الوازع الديني وقلة الخوف من الله واتباع الهوى من قبل المعتدي سببا رئيسا للاغتصاب، يرجع quot;كريم حلقيquot; وهو مدرس في جامعة بلجيكية الامر الى الادمان على المخدرات والخمور.
لكن سوزانا ملحم وهي لبنانية هولندية ترجع الامر الى خلل في الشخصية او مرض عقلي او نفسي مزمن لكن quot;كاميليا قادرquot; وهي نادلة هولندية تعرضت الى الاغتصاب قبل عشر سنوات من قريب لها عندما كانت في لبنان ترى في مشاهدة القنوات الفضائية وسماع الاغاني العاطفية اثارة للشهوة وتحرك الغريزة الجنسية لاسيما بعض الافلام التي تعرض الصور الخليعة والعلاقات المحرمة. وتضيف مثلما الامر يحدث هناك يحدث هنا ايضا،ولسوء الحظ فان احدهم حاول
اغتصابي وانا في العمل مما اضطرني الى الاتصال بالبوليس.
الاغراء
اما quot;سليمة كاملquot; فهي فتاة مغربية محجبة، تستغرب من الموضوع وترى ان هناك مبالغة في الامر، كما ترجع السبب الى الفتاة نفسها، فثمة نساء يذهبن الى اماكن العمل والجامعات في ملابس وquot;لوكquot; يثير الرجل جنسيا ويغريه وان بعض
وتضيف.. انصح بالملابس المحتشمة التي لا تخدش الحياء ولا تظهر العورة، فكل المصائب وراء ذلك. وتضيف.. أعرف صديقة لا تلبس الا البنطال الضيق وهي تتعمد فعل ذلك لجلب الانتباه وقد حاول البعض التحرش بها جنسيا في المدرسة.
وبينما يرى quot;سعيد كاملquot; وهو ذو افكار محافظة ضرورة ان توفر الاسرة الحماية للفتاة ومتابعتها وعدم فسح المجال لها في اقامة علاقات بعيدة عن اجواء العمل والدراسة فان quot;ثريا نجمquot; وهي صاحبة محل ازياء لا ترى في الحشمة واخفاء المفاتن اسبابا مانعة للاغتصاب وهي ترى ان الاعتداء الجنسي هو حصيلة عوامل نفسية وجسدية وثقافية كونت شخصية المغتصِب، اما الفتاة فقدرها ان تكون جميلة مثيرة وليس ذلك مدعاة لان يعتدى عليها جنسيا. تضيف quot; ثرياquot;.. جمال الوردة ليس سببا يشرع قطعها من قبل الاخرين.
[email protected]
التعليقات