التشريع الرياضي
فتحي سند


عدم وجود تشريعات رياضية تحكم وتفصل في القضايا والنزاعات.. هل سببه قلة إيمان بدور قطاع ضخم في المجتمع.. أم سببه غياب وعي laquo;وشراء دماغraquo;. إذا كان قلة إيمان فمن الممكن ببعض التوجيه والإرشاد تحسين الوضع. أما إذا كان غياب وعي لدرجة laquo;شراء الدماغraquo; فلا أمل إلا بمعجزة أو معجزات.

والغريب أن السؤال المكرر والمتكرر، والذي تجده على كل لسان من الخليج إلى المحيط هو: laquo;هل الدولةraquo; laquo;عايزةraquo; رياضة.. أم أنها لا تهتم؟ سؤال تجده يتردد في كل مكان.. ولا يفرق تناوله بين مثقف وجاهل.. بين موظف في الدولة أو رجل أعمال حر.

والمدهش.. أن نغمة السؤال ترتفع جداً مع كل أزمة، أو كبوة، وربما مع خسارة مباراة. هذا الواقع العام.. المؤلم موجود بشكل مرعب، ولا تظهر آثاره السلبية إلا على فترات.. قد تكون متقاربة إذا كانت الكبوات متلاحقة، وقد تأتي متباعدة إذا جاءت النكبات على فترات طويلة.

أحد أهم أسباب هذا التباين في كل شيء مصدره عدم وجود تشريعات رياضية بالمعنى الذي يتيح توفير المناخ لنظام ثابت وسياسة محددة تسمح بدفع الحركة إلى الأمام. أعود هنا إلى كلام الدكتور خليفة الشعالي الذي تصدى لمحور laquo;التشريع الرياضي في الجلسة النقاشية للجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة بالمجلس الوطني الاتحادي في دبي. ومرة أخرى.. كم أعجبني الشعالي عندما أكد على أن التشريع يقصد به استصدار القواعد الخاصة بتنظيم نشاط معين وفق قواعد قانونية.

أي أن التشريع لا يقف عند الحدود المادية للتغييرات الخاصة ببنود محددة، وإنما أيضاً يمتد إلى كونه منهاجا وأسلوب عمل يحكم الجميع ولا يفرق بينهم، وهو ما أشار إليه د. خليفة من أن الأسس التي يقوم عليها هذا التشريع لابد أن تخضع لجانبين.. الأول أن تكون آمرة ولديها سلطة وقدرة على التنفيذ الجبري والثاني أن تصدر من قبل سلطة مختصة أياً كانت، وتختلف من بلد إلى آخر فهي في الإمارات المجلس الوطني، وفي مصر الحكومة أو المجلس القومي للرياضة.. وهكذا.

لقد أصبحت التشريعات الرياضية مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، وبخاصة بعد التحول الرهيب في ساحة الاستثمار الرياضي. وبما أنه استثمار. فلا يخفى على أحد ما أشار إليه رجل القانون، الشعالي وهو أنه، كيف لحركة رياضية أن تنمو دون أن تخضع لقوانين وتشريعات منظمة. ببساطة شديدة.. هناك تشوه في شكل الرياضة داخل كل أو معظم الدول العربية، ومن يلحق سيكون في المقدمة أو الصدارة.

أحد أسباب التشوه على سبيل المثال.. أن الناس تتكلم في العمل الاحترافي، أو الاحتراف، وهم هواة.. وناس لا يؤمنون بقيمة الرياضة ولكن يتكلمون فيها. الأصل في الحكاية.. قاعدة تشريعية فعلاً.

عن البيان