قبل إنطلاق كأس العالم للأندية في المغرب الشهر المنصرم، وجد نادي الرجاء البيضاوي المغربي نفسه بلا مدرب بعد استقالة مدربه محمد فاخر لسوء النتائج، ووجدت إدارة النادي نفسها في سباق مع الزمن لاختيار خليفته، فبعد فشل المفاوضات معالتونسي نبيل معلول نجحت في الاتفاق مع مواطنه المدرب القدير وصاحب التاريخ العريق فوزي البنزرتي الذي وافق على تدريب الفريق في وقت صعب.


الجزائر : وصف الكثير من المتابعين الخطوة التي اقدم عليها المدرب فوزي البنزرتي بأنها مجازفة حقيقية قد تنسف بتاريخه المجيد بالنظر إلى اهمية الاستحقاق الذي كان الرجاء مقبلاً عليه، إلى جانب وضعية الفريق الفنية،غير أن البنزرتي أكد خطأ تلك التوقعات وقاد الرجاء لتحقيق أكبر إنجاز في تاريخ النادي بعدما بلغ معه نهائي كأس العالم للأندية، والتي خسرها بصعوبة أمام بايرن ميونيخ بطل أوروبا بنتيجة هدفين دون رد ليصبح البنزرتي بطلاً قومياً بلا منازع .

صحيفةquot;ايلافquot;نجحت في إجراء حوار حصري مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي تناول فيه الكثير من الأمور التي تخص إنجازه مع الرجاء، حيث لم يخلُ الحوار من صراحته المعهودة،حيث كشف عن وجهة نظره في العديد من المواضيع المتعلقة بالكرة التونسية والعربية وخبايا أخرى يجدها قرّاء وزوارquot;إيلافquot; في الحوار التالي.

في البداية ما هو شعورك، وأنت تساهم بوصول الرجاء البيضاوي إلى نهائي كأس العالم؟

- شعرت بالفخر والاعتزازوأحسست انني أمثل المدرب العربيبشكل عام و ليس فقط نفسي، وذلك لأن المدرب العربي مظلوم في الملاعب العربية وقدراته وكفاءته دائماً مثار شك، كما أنني سعدت كثيراً بهذا الإنجاز، لأنه ذو صبغة عالمية تختلف كثيراً عن الإنجازات المحلية والقارية التي حققتها مع الأنديةالتونسية.

جاء تعاقدك مع الرجاء قبل أيام معدودة فقط من انطلاق مونديال الأندية، وفي وقت كان النادي يعاني من سوء النتائج، ورغم ذلك نجحت في أول تحدٍ، فما هو السر وراء ذلك؟

الحقيقة لا توجد أي أسرار، فالفريق كان جاهزاً من الناحية البدنية، لأن الموسم انطلق قبل أشهر والمدرب السابق محمد فاخر كان قد قام بعمل جيد لإعداد الفريق، أما أنا فركزت على الجانب الذهني والنفسي طوال الفترة التي سبقت البطولة، وعملت برفقة أعضاء الطاقم الفني على رفع معنويات اللاعبين وجعلهم يخوضون الاستحقاق العالمي من دون أية ضغوطات وشعور بالنقص أمام أبطال قارات العالم، من أجل تجاوز الحالة النفسية التي كانوا عليها بعد تسجيلهم عدة نتائج سلبية كانت أبرزها خسارة نهائي كأس العرشالمغربي، والحقيقة أن الجميع قام بعمل جبار كان في مستوى عراقة نادي الرجاء، وعلى قدر من طموحات جماهيره .

هذا يدفعنا إلى طرح سؤال آخر، فهل هذا يعني أن ما حققه الرجاء البيضاوي ليس مفاجأة، ويمكن لنادٍ عربي آخر تحقيقه؟

- نعم ، هذا صحيح بالتأكيد العمل الجاد هو السبيل الوحيد لتحقيق النتائج الجيدة، وعلى كافة المستويات خاصة الجانب الإداري والتنظيمي وضرورة استغلال الإمكانيات المتاحة لدينا، فبلوغ الرجاء نهائي كأس العالم لم يكن سوى إنعكاس لما قام به من عمل في الفترة السابقة من قبل الإدارة والجهاز الفني، حتى يكون الفريق في الموعد، وهذا الأمر ينطبق على بقية الأندية العربية، لكن لا يجب تبرير اخفاقاتنا وتقصيرنا بأننا لا نمتلك إمكانيات سواء على صعيد اللاعبين أو المدربين، فهذا سيكون خطأ في حق الكرة العربية التي تمتلك كل مقومات النجاح.

لعبتم النهائي أمام بايرن ميونيخ، الذي يعد أفضل نادٍ في العالم حالياً، ويدربه الإسباني بيب غوارديولا أفضل مدرب في العالم أيضاً،أين يكمن الفرق بين الرجاء والبايرن ؟

- أولاً يجب أن نعلم بأن الرجاء لم يدخل المباراة وهو قد خسر النتيجة مسبقاً، فالفريق لم يكن مستسلمًا، وخاض لاعبوه المباراة النهائية من دون عقدة التفوق، واتيحت لنا فرص عدة للتسجيل ربما لو ترجمت لأهداف، لكانت النتيجة النهائية قد اختلفت عمّا هي عليه، اما بالنسبة للفرق بين الناديين فالحقيقة أن النادي الألماني يتفوق على الرجاء في الامكانيات المادية والتنظيمية باعتباره فريقاً محترفاً يطبق نظام الاحتراف بحذافيره منذ عقود، في حين لا يزال الرجاء مثله مثل بقية الأندية العربية في مرحلة انتقالية من الهواية إلى الاحتراف، وتنقصنا عن الألمان خطوات كبيرة ، كما أنه لا يمكن تجاهل المهارات التقنية العالية التي يتمتع بها الألمان، والذين يعتبرون الأفضل في العالم.

الرجاء يمتلك فرصتين للمشاركة مجدداً في مونديال الأندية في عام 2014 سواء من خلال التتويج بلقب الدوري المحلي أو ببطولة دوري أبطال أفريقيا، فعلى أي استحقاق ستراهنون ؟

- الرجاء البيضاوي نادٍ عريق وجماهيره دوماً تطالب بالمزيد من الألقاب، وبالتالي لا يمكن التفريط والتضحية بأي بطولة فنحن مؤهلون للمشاركة فيها، وسننافس على الجبهتين المحلية والقارية بنفس الطموح والهدف، وهو التتويج رغم صعوبة المهمة، ولكن الرجاء لديه الامكانيات ليقول كلمته وسنسير الاستحقاقات التي نخوضها مباراة بمباراة، من خلال خوض كل واحدة التيتختلف عن الأخرى وبالتالي فلِم لاالجمع بين اللقبين والمشاركة في المونديال كممثل للمغرب ولأفريقيا خاصة أن عشاق الرجاء متعطشون للقب الأفريقي الغائب عن خزائنهم منذ 1999.

إدارة الرجاء قامت بالتعاقد مع المهاجم المصري عمرو زكي ، فماذا تنتظرون منه؟

- التعاقد مع زكي كان ضرورياً لأن الرجاء كان يفتقد لمهاجم حقيقي في صفوفه، وزكي قادر على تقديم إضافة هامة لنا بفضل ما يتمتع به من مهارة تقنية ومن خبرة عالية بعدما صال وجال في الملاعب الأفريقية مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا، ونحن نراهن عليه ليكون صاحب اللمسة الأخيرة والفرصة مؤاتية أمامه لاستعادة بريقه.

هل سيكتفي الرجاء بجلب زكي أم سيستغل الأربعة ملايين دولار التي حصل عليها من الفيفا لدعم الفريق؟

- أنا كمدرب ضد جلب أكبر عدد من اللاعبين مع كل فترة انتقالات، خاصة أن تركيبة الرجاء ثرية وتضم عدداً هاماً من اللاعبين المميزين خاصة في خطي الدفاع والوسط، وقد طلبت من الإدارة جلب لاعبين أو ثلاثة فقط لتدعيم خط الهجوم الذي يبقى يعاني نوعاً ما ضعفاً على مستوى الفاعلية، ولكن بعد تعاقدنا مع عمرو زكي سننتظر التعاقد مع مهاجم آخر ثم سنقوم بإغلاق باب تعاقداتنا.

تألق لاعبيالرجاء في المونديال قد يدفعهم إلى الرحيل للاحتراف في الخليج العربي أو في أوروبا تحت تأثير العروض المغرية، ألا تخشون أن يصيب الفريق نزيف جماعي؟

- في الوقت الحالي لن نسمح لأي لاعب بمغادرة النادي لأننا بحاجة لكافة العناصر إلا في حالة جاء عرض احترافي من أحد الأندية الأوروبية الكبيرة يعود بالنفع المادي على النادي والفني على اللاعب، ففي هذه الحالة لن نقف في طريق احتراف أي لاعب .

تحدثت تقارير عن مغادرة المهاجم هشام الراقي للرجاء والانتقال إلى أحد الاندية الخليجية؟

- الراقي مستمر معنا لأنه مهاجم متميز والرجاء يحتاجه ولن نفرط فيه مهما كان الثمن إلا اذا كان للاحتراف في أوروبا فقط، و ما قيل من أخبار حول إنتقاله ليس صحيحاً

المنتخب التونسي وصل إلى العين ولكنه لم يشرب منه، فكيف تفسر فشله في التأهل إلى نهائيات مونديال 2014 أمام الكاميرون؟

- منتخب نسور قرطاج يمر بأزمة انعكست سلباً على نتائجه في التصفيات والمسؤولية لا يتحملها فقط المدرب الهولندي رودي كرول الذي تولى مهمته قبل شهر من المباراة الحاسمة ضد الكاميرون، لكن تعيين نبيل معلول كان قراراً ارتجالياً وانفرادياً من قبل جهة ما تولت لوحدها اتخاذ قرار هام مثل هذا القرار.

هل يفهم من حديثك انك كنت ضد تولي معلول مهمة الإشراف على تدريب المنتخب التونسي؟

- ليس هذا تحديداً ، ولكن القضية ليست قضية معلول أو غيره، فأنا كنت أرغب أن تكون هناك مشاورات من قبل جميع مكونات الكرة التونسية سواء أكانتالجامعة أو الوزارةأو المدربين أو الإعلام، والمدرب الذي يلقى ترحيباً من قبل هذه المكونات أو على الاقل غالبيتها يتم التعاقد معه لكن ذلك لم يحدث للاسف في تونس واختير معلول بناء على رغبات وليس بناء على مشاورات، لذلك النتيجة كانت قاسية والكرة التونسية هي من دفعت الثمن .

لو عرض عليك خلافة سامي الطرابلسي بعد نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013 هل كنت ستقبل بالعودة إلى تدريب المنتخب ؟

- بالتأكيد كنت سأقبل فأنا دوماً في خدمة الكرة التونسية .

المنتخب الجزائري سيكون سفير الكرة العربية الوحيد في نهائيات كأس العالم 2014، كيف تقرأون حظوظه من خلال المجموعة التي وقع فيها بجانب بلجيكا وروسيا وكوريا ؟

- يجب على المنتخب الجزائري أن يؤمن بامكانياته وبحظوظه في تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في المونديال، كما يجب عليه تفادي التفكير السلبي والانهزامي الذي يجعله يخسر ويقصى قبل إنطلاق البطولة، وفي هذا الصدد، أنا ضد التصريحات التي ادلى بها مدربه البوسني وحيد خليلوزيدش الذي قال إنه يفتقرللاعبين المميزين، فالمطلوب هو الإعداد الجيد قبل الدخول في المنافسة خاصة الجاهزية الذهنية للاعبين .

اما بخصوص المجموعة فهي عادية والمنتخبات التي ستواجه الخضر ليست منتخبات عالمية قوية، فروسيا وبلجيكا منتخبان عاديان يعودان للمونديال بعد غيبة طويلة ولاعبوهما لم يسبق لهم ان شاركوا في كأس العالم ، و كوريا يبقى منافساً في متناول الخضر للتغلب عليه .

من ترشح للتتويج بلقب كأس العالم في البرازيل 2014 ؟

- المنتخب البرازيلي مرشح فوق العادة، فهو مرشح حتى عندما يلعب خارج أميركا الجنوبية، فكيف وهو سيلعب البطولة أمام جمهوره وعلى أرضه، ولكن مهمته لن تكون سهلة بوجود منتخبات لا تقل قيمة عنه وبالاخص منتخبات الأرجنتين و ألمانيا و إسبانيا بطلة العالم وحتى إيطاليا تبقى مرشحة لإحداث المفاجأة المدوية وقوتها في عدم ترشيحها من قبل الخبراء.

يوم الاثنين المقبل سيتم الإعلان عن الفائز بجائزة الكرة الذهبية، من تفضل وترشح لإحرازها ؟

- الأرجنتيني ليونيل ميسي ، فهو يبقى أفضل لاعب في العالم و لو كنت مدرب منتخب لمنحت صوتي له من دون تردد فهو لاعب مميز في كل شيء، ثم يأتي بعده البرتغالي رونالدو.

هل من كلمة أخيرة ؟

الشكر الجزيل لصحيفة quot;ايلافquot; والقائمين عليهاعلى هذه الفرصة، و كل عام وهي وقرّاؤها بخير .