عبدالإله مجيد: حين يتعلق الأمر بشبكة المعلومات العالمية الانترنت فان استخدامها في العالم العربي لا يتناسب قطعا مع حجمه وثقله السكاني. إذ يقل محتوى الانترنت باللغة العربية عن 1 في المئة في حين يشكل العرب بملايينهم الـ 370 أكثر من 5 في المئة من سكان العالم.
قفز استخدام الانترنت بنسبة 1000 في المئة في الشرق الأوسط خلال السنوات السبع الماضية ولكنه ما زال يتلكأ وراء مناطق العالم الأخرى. وبلغت نسبة اختراق الانترنت 10 الى 12 في المئة رغم ان نسبة الذين تتوفر لهم امكانية الدخول على الانترنت تصل الى 50 في المئة من السكان إذا اخذنا في الحسبان الروابط المشتركة في المنطقة.
وتأمل شركة محرك البحث quot;غوغلquot; باستحداث الأدوات التي من شأنها مساعدة المستخدمين على زيادة المحتوى العربي على الشبكة. ويعكف فريق الشركة الهندسي الاقليمي الذي يوجد مقره في سويسرا ، على تكييف وعديل منتجات غوغول المتاحة حاليا بما يتلائم مع اللغة العربية وفي الوقت نفسه تطوير منتجات جديدة بالعربية ، كما تنقل صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية عن احمد حمزاوي مدير غوغل الهندسي لمنطقة الشرق الأوسط.
ثمة نسخ عربية من اخبار غوغول ومدونات غوغل ومتصفحها الجديد quot;كرومquot; Chrome. كما جرى تغيير تطبيقات أخرى مثل وثائق غوغل وتقويم غوغل لتتضمن سمات عربية. والابتكار الأحدث في هذا السياق هو تقنية Ta3reeb التي تتيح للمستخدمين الطباعة باللغة العربية من دون لوحة مفاتيح ذات حروف عربية ، أو نقلها صوتيا بواسطة لوحة مفاتيح ذات حروف لاتينية.
تقول جيزيل هيسكوك Gisel Hiscock مدير تطوير الأعمال الجديدة لمناطق اوروبا والشرق الأوسط وافريقيا ان تأثير هذه الابتكارات سيكون قويا لأنه سيمكن الأفراد من الشروع في النشر بطريقة سهلة وبسيطة وبالعربية مباشرة.
وفي حين ان اختراق الانترنت في المنطقة العربية ما زال متدنيا فانها تقبل بسرعة على اعتماد اتجاهات اعلامية اجتماعية مثل quot;فايس بوكquot; Facebook ، موقع التعرف والتواصل الاجتماعي وتويتر Twitter للمدونات المحددة.
كما تسعى شركة غوغل الى توسيع حضورها في تكنولوجيا الهاتف الجوال ، بحسب هيسكوك. ولكن في حين ان غياب الاعلام الحر في عموم الشرق الأوسط أسهم في زيادة جاذبية المدونات ومواقع العلاقات الاجتماعية فان رقابة الانترنت تضع شركة غوغل في موقف يكتنفه الغموض والابهام.
حرصت حكومات المنطقة على استثمار المنافع الاقتصادية للانترنت لكنها تنظر بحذر وتوجس الى امكانية استخدامها من قبل المعارضين والمنتقدين. وقد سُجن عدد من كتاب المدونات في الشرق الأوسط بعدما اصبحت المدونات مصدرا مهمها للأخبار والتعليقات إزاء القيود المفروضة على وسائل الاعلام التقليدية.
رغم امتناع غوغل عن نشر بيانات محددة فان مسؤولين في الشركة سقولون ان النطقة العربية تسجل اقبالا من حقها ان تفتخر به على أدوات التعريب. وتأمل غوغل في النهاية بتسهيل هجرة الاستثمارات التجارية الصغيرة الى الانترنت ، بحسب مسؤول يمثل الشركة في المنطقة. وهو يرى ان توفير الأدوات المناسبة لهذه المشاريع الصغيرة سيمكنها من التحول الى استثمارات ناجحة ماليا.
عن فايننشايل تايمز
التعليقات