دبي: في وقت يفرض فيه الكثير من دول العالم قوانين ضد المثلية الجنسية، خصوصا في الدول العربية والإسلامية، فإن الموقع الاجتماعي Facebook أصبح ملاذا quot;آمناquot; لهؤلاء في مسعاهم للبحث عن تنظيم أنفسهم.
فقد لجأ عدد من المثليين العرب، إلى إنشاء جمعيات ومجموعات خاصة بهم على الانترنت، في دول مثل المغرب، والسعودية، والأردن، وسوريا.
وفي مجموعة تدعى quot;شواذ جدة،quot; وتضم أكثر من 500 عضو، قال أحد المثليين، ويسمي نفسه quot;قمر جدةquot;، إنه انضم للمجموعة لأنه quot;يريد تكوين صداقات دائمة للتعارف الجاد والصداقة بمعناها الحقيقي،quot; واصفا نفسه بأنه quot;إنسان طيب القلب وراق ومثقف ومتعلم.quot;
ولا تتهاون معظم الدول العربية، خصوصا السعودية، مع المثليين ولا تمنحهم أي حقوق على الإطلاق، بل إن تلك الدول فيها قوانين تجرم المثلية الجنسية، بعقوبات تصل أحيانا إلى الإعدام.
وفي سوريا، التي عمد فيها نحو 200 مثلي إلى إطلاق مجموعة على Facebook سموها quot;مثلي مثلكquot;، كتب أحد القائمين عليها، يقول: quot;أنا مثلي ويحق لي أن أعبر عن رأيي..أنا لست شاذا أو منحرفا، كما يعتقد البعض.. أنا إنسان له مشاعر أحب وأفرح وأغضب وأحزن.quot;
وطالب المسؤول عن المجموعة، والذي لم يسمي نفسه، بإلغاء مواد في القوانين الجزائية في بلده سوريا، والتي تعاقب المثلية الجنسية، قائلا: quot;أنا مثلي ولم أختر ذلك، فمن منا يختار أن يكون أبيض أو أسمر، طويل أو قصير.quot;
وفي الأشهر الماضي، ومع الشهرة الواسعة التي حققها Facebook، أصبح الموقع ملاذا للمجموعات التي كانت تبحث عن تنظيم نفسها، بدءا بالمثليين، وانتهاء بالحركات المسلحة، مثل تنظيم القاعدة، ونمور التاميل، وغيرها.
وفي الإطار ذاته، أطلقت مجموعة من المثليين حملة على الموقع الاجتماعي تهدف لجمع مليون عضو، لكن هذه المرة، وسعت المجموعة اهتماماتها، لتحوي المثليين من الرجال والنساء، والمتحولين جنسيا والجنس الثالث، وثنائيي الجنس أيضا.
وقال القائمون على المجموعة، في صفحتها على الموقع، إنهم يهدفون إلى quot;معرفة كم عدد الشواذ جنسيا على Facebook الذي يضم 200 مليون مشترك.
ونجحت المجموعة حتى الآن، في جمع أكثر من 56 ألف عضو، من مختلف الأعراق والجنسيات، بعد أن قال القائمون على المجموعة إن جميع الشواذ يمكنهم الانضمام، quot;حتى هؤلاء الذين لم يدركوا بعد ميولهم الجنسية.quot;
وليست هذه المجموعة وحدها المعنية بحقوق المثليين على ذلك الموقع، بل هناك مئات منها، لكن هذه وسعت اهتمامها ليشمل كل من لديه ميول جنسية quot;غير طبيعيةquot;.
وتعرض المجموعة، بحسب القائمين عليها، نصائح جنسية لهؤلاء الذين يريدون أن يعرفوا طبيعة ميولهم الجنسية، بالإضافة إلى quot;الدعم والمساعدةquot; على مدار الساعة، قائلا، إن من يريد المساعدة فعليه quot;الاتصال بكل ثقة مع مسؤولي المجموعة.quot;
ويتداول أعضاء المجموعة آخر الأنباء والأحداث المعنية بالشواذ جنسيا، بالإضافة إلى الصور والفيديو، ومواعيد حملات التوعية بحقوق المثليين.
ومع تنامي ظاهرة المثليين، تحاول بعض الدول مواكبتها من خلال إصدار تشريعات خاصة بها.
فمنذ بداية العام الجاري أقرت أكثر من خمس ولايات أمريكية قوانين تجيز زواج المثليين، لتتبع بذلك خطى العديد من الدول الأوروبية.
أما بالنسبة للدول العربية والإسلامية، فيعد موضوع الحديث عن المثليين من quot;المحرمات،quot; وتعد الطريق نحو فكرة زواجهم شائكة وطويلة، وتبقى الشبكة العنكبوتية ملاذا لمجتمعاتهم.
التعليقات