تضامن مع غزة أم موضة وقتية؟
الشباب التونسي يقبل على ارتداء الكوفية الفلسطينية
تصوير آمال الهلالي
أمال الهلالي من تونس
: حين تتجول في شوارع العاصمة سوف يسترعي اهتمامك بالتأكيد ظاهرة لم تكن جلية بشكل لافت من قبل كل أعناق الشباب لفت بكوفية فلسطينية والحال أن هذا اللباس التقليدي كان الإقبال عليه مقتصرا على الكهول وكبار السن أما الآن فقد صار محل اهتمام شريحة كبيرة من الشباب يقبلون على شراءها و يرتدونها بألوان حمراء وسوداء. إيلاف توجهت لهؤلاء بالسؤال حول إن كان هذا الإقبال على ارتداء هذا اللباس فرضه فعلا الواقع السياسي الراهن الذي تعيشه غزة تحت وطأة الاحتلال أم هو من باب مجارات الموضة لاغير.
رؤوف بائع ألبسة وإكسسوارات في قلب العاصمة بين لنا أن الإقبال على شراء الكوفية شهد كثافة لم يعهد من قبل لا سيما من شريحة الشباب وتحديدا أبناء المعاهد الثانوية والجامعات مما اضطره إلى مضاعفة طلبياته على هذه البضاعة في المقابل شهدت تجارة القبعات العصرية والصوفية تراجعا ملحوظا.محدثي برر هذا الإقبال وفق ما رواه له العديد من الشبان على أنه من باب التضامن مع أطفال ونساء غزة عبر ارتداء الكوفية التي تعد من أشهر الألبسة التقليدية عند بلدان الشرق عامة وفلسطين بالخصوص. لكنه في ذات الوقت لم يخفي إقبال شريحة أخرى على شراء هذا الزي من باب مجارات الموضة.

درة تلميذة بالمعهد الثانوي شارع باريس أكدت أن ارتدائها للكوفية ليس من باب المباهاة أو التظاهر بل هي حركة إنسانية بسيطة للتعبير عن تضامنها مع أطفال ونساء غزة وأكدت لنا أن جل أصدقاءها اقتدوا بها وارتدوا نفس الزي.كما أنه تم خلال مراسم تحية العلم في باحة المعهد صباحا ارتداء الكوفية من أغلب التلاميذ إناثا وذكورا دون استثناء وبشكل تلقائي.
الموقف ذاته تشاطرها فيه زميلتها لبنى التي ارتدت كوفية حمراء وبيضاء وبررت دوافع ذلك بأنه أضعف الإيمان لإبراز تعاطفها مع أهل غزة بحركة بسيطة لكنها عميقة الدلالات.لبنى لم تخفي في ذات الوقت استياءها من استغلال بعض التجار والسماسرة الموقف للترفيع في سعر الكوفية فبعد أن كانت لاتتجاوز ال3 دنانير صارت تزيد عن ال5 دنانير.

صفوان تلميذ بذات المعهد أعرب عن أسفه من هذه التصرفات التي تجعل السماسرة يتاجرون حتى بمواقف إنسانية وحركات نبيلة مبينا أنه اشترى رغم ذلك 6 كوفيات له ولبقية شلته للتعبير عن مساندتهم لشعب فلسطين الشقيق.
وعلى عكس سابقاتها تنفي اسمهان تبريرات بعض الفتيات لارتدائن الكوفيات وتصفها بالكاذبة معتبرة أن هذا الإقبال من باب مجارات بعض الفنانين وتقليدهم على غرار رامي عياش في احد كليباته وراغب علامة وفادي أندراوس فلسطيني الأصل مؤكدة أن التعاطف لايكون باللباس بل بتقديم المساعدات المادية والتبرع بالدم.
حسان يشاطر اسمهان في موقفها ويتساءلquot; لماذا لم يرتدي هؤولاء الكوفية في أوقات سابقة فغزة كانت دائما تحت الحصار هي مجارات عمياء لبعض الفنانين الذين يظهرون من حين لآخر على القنوات الغنائيةquot;ويضيفquot; منذ وقت غير قصير كان ارتداء الكوفية مقتصرا على الكهول والعجائز ومن يرتدي هذا اللباس في معهدنا كنا نصفه بالرجعي والغير مواكب لعصره والان تغيرت المقاييس وصارت الكوفية منافسة للقبعات والشال العصري.