محمد الدحيات من عمّان : تعتبر معسكرات الحسين للعمل والبناء أهم حدث شبابي يشهده الأردن كل عام، إذ بدأت هذه المعسكرات في العام 1961م بفكرة أطلقها الملك الراحل الحسين بن طلال ، لاستثمار أوقات الفراغ لدى الشباب الأردني في فترة العطلة الصيفية بأعمال تعود بالنفع العام .

رئيس المجلس الأعلى للشباب د. عاطف عضيبات وهي الجهة المنظمة للعمل الشبابي في الأردن قال لإيلاف : في السنوات القليلة السابقة، بدأ التفكير في الكيفية التي يمكن من خلالها رفع درجة التأثير على الشباب المشارك في المعسكرات والذي أصبح يمثل طلبة المدارس في مرحلتيها الأساسية العليا والثانوية، إلى جانب الطلبة على مقاعد الدراسة الجامعية، والطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال عقد جملة من الشراكات مع مؤسسات وطنية، تتشارك مع المجلس في الهم الشبابي، وتتقارب مع أسلوب تفكيره في البناء المتوازي ، فتكون القوات المسلحة هي نقطة البداية ، من خلال تفريغ عدد من الضباط والأفراد لتدريب المشاركين في المعسكرات على جانب من الفنون العسكرية الحديثة ضمن معسكرات المغامرة والتحدي.

وأضاف تمتد الشراكة لتشمل مديرية الأمن العام التي ركزت على الفتيات في معسكرات عيون الأردن، من خلال الممارسة الحقيقية لجوانب مهمة من أعمال الشرطة النسائية، ومنها إلى مديرية الدفاع المدني التي تهيئ كل فرص التدريب للشباب المشارك في معسكرات سواعد الإنقاذ التي تعمق الثقافة الشخصية في طرق الإنقاذ والإسعاف والعامل مع الحوادث المختلفة، وتم استحداث شراكة مع المديرية العامة لقوات الدرك لتعميق مفهوم الأمن المجتمعي ومنح الشباب فرص التعرف إلى كيفية مواجهة حالات الشغب والتعاون في التعامل معها.

ويتواصل عقد الشراكات أيضاً ليمتد إلى مؤسسة التدريب المهني، خاصة مع التوجهات الحديثة نحو تحفيز الشباب للتدرب إلى الحرف اليدوية التي لا غنى عنها، وتستحدث شراكة جديدة في العام الحالي مع المركز الوطني لإدارة الأزمات، الذي يعمل على تدريب الشباب في كيفية التعامل مع الكوارث والأزمات، وتشكيل فرق عمل في المحافظات لتكون جاهزة في حال حدوث أي طارئ، وأوضح د. عضيبات أن المجلس استمر في الاهتمام بالجانب الكشفي الذي يأخذ مساحة مهمة من معسكرات الحسين والتي تخصص للفرق الكشفية في مراكز الشباب المنتشرة في كافة محافظات المملكة.


وتحدث د. عضيبات عن تجربة معسكرات هذا العام والتي اختتمت منتصف الشهر الماضي وامتدت لأكثر من شهرين بالقول: أنجزنا معسكرات الحسين للعمل والبناء كما خطط لها، وتم تنفيذ البرامج مع الشركاء الذين نعتز بهم، ونعتبرهم محور العمل الأساس، وبحمد الله، غابت الإشكاليات، ولم يعق عمل المعسكرات ما يذكر، كما لم تسجل أي حالة إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، بفضل الرعاية المميزة بشبابنا بالشراكة مع وزارة الصحة.

يذكر أنه تم اكتشاف 11 إصابة في مرض انفلونزا الخنازير هذا العام خلال معسكر شبابي دولي خارج معسكرات الحسين.

وأشار عضيبات في حديثه لإيلاف إلى أن الشباب المشارك في المعسكرات، عكس التزاما مميزا، من خلال سلوكيات أدبية رفيعة، واستيعاب تام لما يتم تقديمه، واندفاع مميز على التدريبات التي كان بعضها شاقا ومرهقا، لكنه في الوقت نفسه امتاز بالمتعة في معايشة الحياة العسكرية في معسكرات المغامرة والتحدي وعيون الأردن وأعوان الدرك وإدارة الأزمات، والحياة المهنية التطبيقية في معسكرات التدريب المهني، وهو ما دلت عليه عمليات التقييم التي لم تتوقف طوال فترة المعسكرات، سواء التقييم القبلي مع بداية المعسكر للتعرف إلى التوقعات التي تكتنف مشاعر الشباب عما سيقدم لهم، ومن ثم تقييم بعدي حول المحتوى الذي اكتسبوه خلال أيام المعسكر، والاقتراحات التي يمكن أن تسهم في تطويره مستقبلا، فكانت النتائج الأولية لهذه التقييمات مبشّرة، وتصل إلى درجة كبيرة من الرضا حول ما قدم للشباب خلال فترة المعسكرات، ولن نتوقف عند هذه النتائج فقط، فهناك تحليل علمي لآراء الشباب وتقييمهم، سيصاغ بشكل هادئ، وسيعطي مؤشرا نهائيا عن الأداء خلال فترة المعسكرات.

صور من معسكرات الحسين