أمل إسماعيل من جدة : نوف فتاة سعودية تعرفت على زوجها من خلال شاشة الحاسب الآلي في أحد المنتديات , و أعجبوا بأفكار و أراء بعضهم البعض, وظل زوجها يتابعها في كل مكان ولمدة خمس سنوات, حتى تم إضافتها في بريده الإلكتروني, ومن بعدها بدأت باكتشاف شخصيتهبعد أن فهمت طريقة تفكيره , واستطاعت أن تتعرف على عالم ادم الغامض لها ولكل فتاة سعودية , بحكم الدين والعادات والتقاليد في المجتمع السعودي .

نوف واحدة من ملايين السعوديات اللاتي عشن واكتشفن من خلف تلك الشاشة الصغيرة ما لم تسمح به مجتمعاتهم , وكانت قصتها ناجحة وليست كل قصة نهايتها كتلك .

فالإنترنت عالم مجهول يتم التواصل من خلاله عن طريق شاشة تكون هي الفاصل , فلا نرى سوى حروف تكتب وكلمات تخط بغض النظر عن الكاتب أو المتحدث , ومن عادات المجتمع السعودي وتعاليم ديننا الإسلاممنع المرآة الاختلاط بالرجال الأجانب بأي شكل من الأشكال , فسمحت هذه الشاشة الصغيرة للمرآة التحدث معهم, ومعرفة عالمهم الغامض بالنسبة لها.

وكما قالت طالبة العلاقات العامة رحاب العوبثاني 22سنه أن المرأة وجدتفي الإنترنت مجالاً للعمل والتعارف وفي بعض الأحيان للحب , لأن المجتمع المغلق الذي عاشت به المرأة السعودية جعل الكثير منهن لا يعلمن عن عالم الرجال أي شي , لذلك تلجأ في بعض الأحيان إلى الانترنت لتختلط بالرجل لمعرفة خفايا هذا العالم , ووضحتأن هنالك من تريد المعرفة فقط وهناك أخريات يعشقن التعرف على تفاصيل الرجال , ولا تستغربوا من كلمة يعشقن لأن ذلك العالم كان عالماً مبهماً بالنسبة لهن , فعندما وجدوا الوسيلة لمعرفته عشقن التعمق فيه أكثر , ولكنفي كثير من الأحيان بطريقة خاطئة لكثير من الفتيات اللاتيوقعن في فخ وكمين الرجال الذين يستغلونهم أبشع استغلال ، ربما لإشباع رغباتهم في حب التحكم أو حب السيطرة على المرأة , لذلك يجب أن يكون هناك حدود ورقابة في استخدام الانترنت من قبل الأهل .

وأكدت كلامها إيمان عبدو 28سنةإدارية في إحدى المدارس الثانوية والاختلاط موجود بل أصبح على نطاق واسع , رغم أن العادات والتقاليد لازالت تحكمنا وهذا ما نراه من خلال الأسماء المستعارة في المنتديات وخلافه .

وبالمثل أيدت وبشدةندى عبد الرحمن وجود المرأة السعودية في الإنترنت ، حيث فتح لها مجالاً للاختلاط بالرجل ولو بطريقة غير مباشرة , سواء في المنتديات أو المسنجر عن بعد , وهذا ما يرفضه مجتمعها ويحرمه دينها حيث قالت ((أنا لا اسميه اختلاط بمعنى الكلمة لان المرأة السعودية تنقسم لقسمين في استخدام الإنترنت ، هنالك من تستخدمه لتقوم بمهمات وظيفية وأعمال تجارية وخلافه من منزلها ، لكونه ملائم لطبيعة المرأة في تمسكها بالقيم الإسلامية التي تحتم عليها عدم الاختلاط بالرجال , وقد ساهمت شبكة الإنترنت في نمو أعداد السعوديات في قطاع العمل الخاص وقيامهن بأعمال خاصة من منازلهن , وهناك النوع الأخر يقمن بالتعرف على الرجال عن طريق المنتدى وغيره , البعض من باب الفضول والتعرف على النص الآخر من المجتمع والبعض للتسلية ، و لا أنكر أنه ربط بين العديد من الأزواج واعرفكثير من الصديقات اللاتي تزوجن من خلال الإنترنت ويعيشون حياة سعيدة وآخرون يعانون الأمرين وفي النهاية كل شي قسمة ونصيب )).

الاء سالمين طالبة إعلام بجامعة أم القرى توافقهم ولكن إلى حد ما حيث قالت : (( يوجد اختلاط بين الرجل والمرأة عن طريق الانترنت ولكن بطريقة غير مباشرة ولم تصل إلى درجة الاختلاط بعالمه وذلك من المستحيل ، لأن الرجل بطبيعته غامض )).

بينما ترى رنا احمد أنه رغم قربالمرأة والرجل من بعض من خلال الشات أو المنتديات ومعرفتهم الكثير عن الجنس الآخر , لكن الإنترنت ليس كافياً لمعرفة المرأة السعودية كل شي عن عالم الرجل , و يبقى هنالك جانب مظلم لابد من أن تتعايش معه حتى تعرفه أكثر )) .

خالد جابر أكدت أن النساء شقائق الرجال , و هن جزاء من الرجل و أنها وجدت من ضلعه عن أصل الخلق وكلاهما مكمل للآخر في جميع المجالات في هذه الحياة , وهو يرى أن المرأة السعودية وجدت نوعاً من الاختلاط الأيدلوجي والتبادل المعلوماتي , وأن الإنترنت يعتبر لها فرصة لعرض مشكلتها في حوار حضاري مباشر مع الرجل وتبادل الأفكار وتلاحقها ، ويضيف لها شيئاً من الراحة النفسية لأنها حصلت على ما تريده من الرجل دون واسطة .

طلال فهديرى أن الإنترنت كسر الحاجز الذي فرضه الدين والمجتمع وساهم بالتقريب بين الرجل والمرأة ولكن بطريقة خاطئة .