بيروت: الحفل الذي كان يفترض أن يكون الأكبر في لبنان ليلة رأس السنة ويجمع النجم المصري عمرو دياب وفرقة آبا فيفر والفنانة مليسا، فشل، وبالتالي تقرر الغاؤه، والأسباب تضاربت وكل طرف يلوم الآخر.
عمرو دياب يهدد بمقاضاة المتعهدين
فالمكتب الإعلامي لعمرو دياب وزع بيانا في ساعة متأخرة من مساء أمس يعلن من خلاله الغاء الحفل الذي كان مقرراً إقامته بمناسبة رأس السنة الميلادية بسبب مخالفات وصفها بالجسيمة في عقد الحفل.
وجاء في نص البيان إن quot;عمرو دياب يعرب عن استيائه الشديد لما تردد من أسباب غير حقيقية حول إلغاء الحفل واتهامه بالمسؤولية رغم أنه متضرر بشكل كامل وأنه كلف محاميه باتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه الجهة المنظمة للحفلquot;.
وأوضح البيان أن سبب الإلغاء ، هو quot;مخالفات جسيمةquot; صدرت من الجهة المنظمة أهمها أنها لم تصدر تأشيرات الدخول لمعظم أفراد الفرقة الموسيقية ولم تقم بسداد تكاليف إقامتهم فضلا عن عدم سداد المستحقات المالية لمهندسي الصوت الذين يتعامل معهم دياب والذين وصلوا بيروت بالفعل لعمل البروفات اللازمة.
وكلف دياب ، بحسب البيان ، محاميه باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الجهة المنظمة بهدف الدفاع عن حقوق الجمهور الذي سدد قيمة التذاكر لضمان استردادهم لما دفعوه والتحقيق فيما حدث للكشف عن الأسباب الحقيقة وراء إلغاء الحفل بعدما تبين أنهم لم يقوموا بسداد المقابل المالي المستحق عن قيمة استغلال المكان المقرر إحياء الحفل به.
وأعلن دياب تضامنه الكامل مع الجمهور الذي حضر من جميع الدول العربية لحضور حفله في بيروت ، مؤكدا أنه قرر توفير 5 تذاكر مجانية شاملة السفر والإقامة لخمسة من جمهوره الذين حجزوا في حفله في لبنان لكنه لم يكشف عن الطريقة التي سيختار بها هؤلاء الأشخاص من بين ما يقرب من ألف شخص حجزوا في حفله الذي تم إلغاؤه.
صليبا لا يرد والإعلام يتكهن الأسباب
أما جان صليبا فهو لا يرد على الإتصالات، ولكن وزعت خدمة جرس سكووب رسالة تفيد بأن الحفل ألغي لان الحجوزات لم تتجاوز 60 بطاقة، بينما ذكر موقع quot;خبر عاجلquot; الالكتروني أن أسباب الإلغاء والتي نسبت لمصادر خاصة وموثوقة دون تحديد هويتها قد ترجع لأسباب عديدة منها عدم بيع عدد كافِ من التذاكر، وحصول خلاف بين السيد داني فارس والسيد جان صليبا متعهدي الحفل مع عمرو دياب حيث يذكر الموقع نسبة الى هذه المصادر بأنه تم الإتصال مع دياب لتأكيد حضوره الى لبنان يوم أمس الساعة الخامسة بعد الظهر بعد أن وصل أمس مدير أعماله السيد تامر ليضع شروطه ويتشرط على متعهدي الحفلة داخل المطار وبأمور سخيفة منها دفع إيجار التاكسي وبعض الأمور البسيطة كما تشرط عمرو دياب على متعهدي الحفلة بدفع قيمة الفندق الذي كان سيقيم فيه وهو تحديدا الموفنبيك على أساس أنه سيقيم في بيروت. كما علمنا أنه تشرط على أن يدفع كامل المبلغ الذي وصل منه 140 الف دولار من أصل القيمة الاجمالية 240 الف دولار من المنطقي ان يرفض جان هذا الطلب الا ان عمرو طلب منه أن يدخل الناس مجانا ً كي يضمن نجاح الحفل.

العوامل التي أدت الى فشل الحفل
وكنا قد نشرنا قبل أسابيع مقالاً تحدثنا فيه بإسهاب عن أسباب إنهيار سوق الحفلات الفنية، وللأسف فإن جان صليبا وشركاءه أصروا على العمل بالصورة التقليدية لمتعهدي السوق ووقعوا في جملة أخطاء أدت الى هذه النتيجة نذكر منها:
1-بعد أن كان مقرراً أن يكون الحفل بشكل quot;كونسرت كبيرquot; يقام في مبنى الفوروم دو بيروت ليتسع لعدد كبير من الناس ويكون سعر التذاكر من 100، 200، الى 500 دولار... قرر صليبا حسب تصريح سابق له لمجلة الشبكة بأن يغير صيغة الحفل ليتحول الى سهرة في موقع يتسع كحد أٌقصى لـ 1500 شخص في جو مريح وذلك نزولاً عند رغبة quot;فئةquot; من محبي عمرو دياب المصنفة في دائرة quot;Top Vipquot;... ورفع أسعار التذاكر لتبدأ من 250 دولارا وصولاً الى 1000 دولار...
ورغم أن الأسعار التي وضعها في الحفل الأول أساساً غالية وكان من المفترض أن يبدأ من 50 دولارا وصولاً الى 300 دولار كحد أقصى، ويقيم الحفل في ملعب مغلق لكرة السلة مثلاً، ويباع المشروب والساندويشات للحضور من أماكن مخصصة، ويكون المكان عبارة عن مساحة كبيرة لأستقطاب جمهور الشباب الذي يقدر بالآلاف، وهو الجمهور الحقيقي لعمرو دياب، الذي أتى ليرقص ويستمتع، لا ليجلس على طاولات يأكل ويشرب، لأن عمرو دياب ليس فناناً طربياً تجلس لتسلطن على أدائه، ولا مليسا ولا فرقة آبا فيفر تنطبق عليهم هذه المواصفات.
2-تركيبة الحفل من جديد غير متجانسة، والأسباب نفسها التي أدت لفشل حفل فضل شاكر، وميليسا، والفنانة اليونانية ديسبينا تتكرر هنا، ففرقة آبا فيفر ليست فرقة آبا الحقيقية، وميليسا لا تتمتع بقاعدة جماهيرية أو شعبية تضاهي شعبية عمرو دياب ، وبالتالي كان إعتماد صليبا على جمهور عمرو دياب ليملأ الصالة، ولكن جمهور عمرو دياب لن يقبل بتضييع نصف السهرة في إنتظار رؤية نجمه المفضل الذي أتى لحضوره، ففي ليلة رأس السنة هذا العامل غير ممكن، فمن يدفع هذه المبالغ الطائلة ينوي أن يستمتع بمجمل الحفل وليس بالجزء الأخير منه فقط مهما بلغ حبه للفنان.
3-وجود هذا الحفل وسط 8 أو 9 حفلات كبرى أخرى تجمع نجوماً متجانسين في مستوى الشعبية (نتوقع لنصفها الفشل كذلك) لأن السوق من جديد لا تتحمل هذه الأسعار الباهظة من التذاكر، والجمهور سيتوزع على هذه الحفلات التي ربما تسد تكلفتها أو تفشل.
بينما لو حدد العدد بأربع حفلات فنية كبرى كانت جميعها ستكون مباعة بالكامل لأن الخيارات ستكون أٌقل، وبالتالي نسبة المجازفة ستكون أٌقل، والنجاح سيكون شبه مضمون.
4-الأجر الباهظ للفنان في هذه الظروف يقلل هامش الربح، ويرفع هامش المخاطرة كما حصل مع صليبا.
السوق بحاجة لوقفة وإعادة تنظيم
على المتعهدين التفكير بدعم نجوم شباب ممن يتمتعون بشعبية معقولة وقبول من الجمهور بحفلات شعبية الطابع رخيصة التذاكر لفترة من الزمن، والعزوف لبضعة مواسم عن تعهد حفلات لفنانين كبار وستجد أن هؤلاء تلقائياً سيقومون بتخفيض أسعارهم لمستوى معقول يعيد التوازن الى السوق.

تضارب مصالح
ولكن كيف يمكن ذلك اذا كان من يتعهد الحفل هو نفسه من ينتج للفنان، وهو يتعهد الحفل ليضع ارباحه في جيبه الخاص، ويأخذ نسبة من أجر حفلة الفنان (بحسب عقود إدارة الأعمال)ليضعها في جيب شركة الإنتاج التي يديرها؟!
أنها فوضى عارمة تسود سوق الحفلات سببها مجموعة من الجشعين قصيري النظر أغرقوا السوق بالحفلات الفنية بشكل غير مدروس فحرقوا الفنانين، بالإضافة الى جشع الفنان الذي لم يعد يفكر بجمهوره العادي ويغني للأثرياء فقط، وعلى هؤلاء جميعاً أن يدفعوا الثمن عاجلاً أم آجلاً.