القاهرة: الفنان لا يمكن أن ينفصل عن مجتمعه، إنها الحقيقة التي تأكدت مؤخرًا مع حالة الحراك السياسي التي يعيشها المجتمع الآن، إذ حرص عدد كبير من النجوم على إعلان مواقفهم السياسية في مشهد لم نعتد عليه منذ سنوات طويلة.
في خندق البرادعي
في مقدمة هؤلاء، الفنان خالد أبو النجا والذي كان في استقبال الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقرر إقامتها العام القادم لدى وصوله من العاصمة النمساوية فيينا بعد انتهاء فترة عمله في الوكالة وعودته إلى موطنه.
وفي الأسبوع الماضي حرص عدد آخر من النجوم على الالتقاء بالبرادعي لتأييده، وكان من بينهم الفنانة الشابة بسمة، والفنان خالد ابو النجا، والفنانة نجلاء فتحي، والمخرج خالد يوسف، والمخرج علي بدرخان، والمخرج يسري نصر الله، وعدد من الفنانين الشباب.
وإتفق الفنانون المشاركون في اللقاء على مساندة البرادعي في موقفه ومطالبه بتعديل الدستور المصري، بل ومساندته في الانتخابات الرئاسية في حال قرر الترشح لمنصب الرئيس، وقاموا بالتوقيع على بيانه لتغيير الدستور .
يعتبر خالد أبو النجا أن الفنان يجب أن يكون عليه واجب سياسي تجاه بلده، مشيرًا إلى أن اشتراكه وإنتمائه لأي حزب، أو تيار سياسي موجود، هو أمر شائع في مختلف بلاد العالم.
ونفى أبو النجا أن يكون هناك خوف من تأثير عمله بالسياسة على فنه، مؤكدًا أن ثقافة الخوف التي تسيطر على تفكير أغلبية المجتمعات العربية هي أخطر من الخوف من نفسه.
من جهته، إعتبر المخرج علي بدرخان أن الفن هو مرآة المجتمع، مشيرًا إلى أن الأحداث السياسية دائمًا ما تلقي بظلالها على الأعمال الدرامية، لافتًا إلى أن الفنانين هم قدوة للعديد من الشباب الذين قد ينضمون إلى التيار السياسي الذي يؤيده الفنان المفضل له .
في خندق الرئيس مبارك
على الجانب الآخر، حرص عدد من النجوم على إعلان تأييدهم للرئيس مبارك في كل المناسبات بدءًا من تهنئته بسلامة الوصول، وشفائه من مرضه، وإنتهاءً بتأييده للاستمرار بالحكم، وترشيح نفسه لفترة رئاسية قادمة. ومن بين هؤلاء شيرين عبد الوهاب التي غنت له ريسنا، كذلك هانى شاكر، وشعبان عبد الرحيم، ومحمد حماقي الذي أحيا حفلاً غنائيًا في جامعة عين شمس يوم السادس من إبريل، ما إعتبره بعضهم محاولة من النظام الحاكم لشغل الشباب عن إحياء ذكرى هذا اليوم، وإجهاض أي تظاهرات فيه، خصوصًا أنها المرة الثانية له على التوالي.
وهو ما نفاه حماقي في المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب الحفل، مؤكدًا أن حفلته ليس الغرض منها إجهاض مظاهرات 6 ابريل، وأنه لا يغني أبدًا بتكليف من أحد، وأنه جاء من أجل الغناء، والذي يمكن عن طريقه إصلاح الدنيا.
الهجوم نفسه لحق أيضًا كل من هاني شاكر وشيرين عبد الوهاب من معجبيهم بعد غنائهم للرئيس مبارك فور عودته من ألمانيا.
إذ انتشرت على المواقع الالكترونية عدد من المجموعات التي يطالب أعضاؤها بمقاطعة هؤلاء النجوم، مما دفع شيرين للإعتراف بأنها غنت للريس بتكليف من وزير الإعلام لأن الرئيس معجب بصوتها.
على الحياد
بينما يقف البعض من نجومنا على الحياد أو بتعبير أدق يرفضون الإفصاح عن مواقفهم، أو حتى التعليق على أي حدث سياسي. فهل يتحول الفنانون إلى وسيلة جديدة في الدعاية الانتخابية، أم سيقتصر الأمر على تأييد الرئيس الحالي والحزب الحاكم، خوفًا من بطش الحكومة؟