تونس: يصل المخرج والمنتج اللبناني سيمون أسمر هذا الخميس إلى تونس لإنهاء التحضيرات الأخيرة لبرنامجه quot;ستوديو الفنquot; في نسخته التونسية.
سيمون أكد في هذا الحوار الخاص بإيلاف أنه أنهى تقريبًا التحضيرات الخاصة بالبرنامج من ناحية إختيار الفئات المشاركة، وفقرات البرنامج والمادة الإعلانية، والتقنية، ولم يبق سوى الإعلان قريبًا عن موعد الندوة الصحافية للإعلاميين.

ما هي العوامل التي جعلتك تختار تونس دون بقية البلدان العربية؟
نحن قدمنا نسخة في لبنان، ونسخة في مصر، لكن بحكم تجربتي وجدت أن تونس هي البلد الوحيد الأقرب في ثقافته وفنونه للبنان، كما أن التشجيعات التي تقدمها الدولة التونسية للاستثمار في ميدان الفن والثقافة تحفز أي منتج على القدوم لتونس، والأهم من ذلك الأمن والحرية الذي يتمتع به هذا البلد الشقيق.

هل أن فكرة الانتقال لتونس ناتجة عن قرار شخصي أم أن الدعوة وجهت لك من جهات تونسية؟
ما لايعرفه الكثيرون أن الفكرة خامرتني منذ عشر سنوات تقريباً حين قدمت لتونس مع ماجدة الرومي ووائل كفوري لإحياء سهرات فنية في مختلف المهرجانات التونسية بدءًا من قرطاج والحمامات، وصولاً لسوسة وصفاقس،وإتضح لي أن الجمهور التونسي متشوق للفنون ومتعطش للمهرجانات وللفنانين، كما أن له دراية رهيبة بما يجري في الساحة الفنية العربية، ويتفاعل بشكل ايجابي مع شتى الأنماط الموسيقية،لكن بوقتها لم تكن هناك إمكانيات مادية تسمح للقيام بمثل هذه البرامج الضخمة.

غياب شركات الإنتاج في تونس هل كانت حافزًا لكم للقدوم ؟
ليس تحديدًا شركات الإنتاج بل غياب شركات الإنتاج الخاصة بإعداد البرامج للتلفزيون.

ألا تخشى فشل هذه التجربة في تونس ولا سيما أنّ هناك من المنتجين التونسيين من قدم في ما مضى برنامجًا لاكتشاف المواهب بعنوان quot;طريق النجومquot; ولم يكتب له النجاح، والأمر نفسه معquot;ستار أكاديمي المغرب العربيquot; الذي أنتجت قناة quot;نسمة تي فيquot; نسخة وحيدة منه ثم توقفت؟
بالنسبة إلى quot;طريق النجومquot; لم اسمع عنه صراحة لكن الأكيد أنه مختص فقط في الغناء، وبرنامجنا يختلف عن سواه كونه أكاديميًا وشاملاً بحيث لا يقتصر على اكتشاف المغنين بل يتعداه لمقدمي البرامج، والراقصين، الشعبيين، والملحنين، والشعراء، ومخرجي الكليبات، وعروض الأزياء، والأهم من كل ذلك انه يقوم بتتبع المواهب بعد تخرجها، وتقديم يد المساعدة والإرشاد، وفي ما يتعلق بـ quot;ستاراك المغرب العربيquot; فقد شاهدته وما أعيبه عليه أن الاستوديوهات كانت صغيرة جدًّا لمثل هذه البرامج التي تتطلب إستوديوهات ضخمة، كما ان توجهاته الفنية كانت غربية، بالتالي لم تغذ ما ينتظره الجمهور العربي نفسيًا. أعتقد أن تونس ليست بحاجة إلى برنامج منوعات، بل بحاجة إلى برنامج تنشئة جيل كامل من الفنون، فالشباب التونسي من حقه التفاعل مع فنون العالم العربي حتى لا ينحصر طموحه في الغناء.
ألا تخشى منافسة ستار أكاديمي لبنان لأستوديو الفن، خصوصًا أنه يستقطب من سنة لأخرى مواهب تونسية شابة؟
ليكن في علمك أني كنت مخرج النسخ الأولى من ستار أكاديمي، والفرق بيننا وبينهم أننا لا نهتم فقط بفئة الغناء، بل بمختلف الفئات الفنية الأخرى، والاهم أننا نقوم بمتابعة المتخرجين بعد انتهاء البرنامج.
لمن سيتوجه البرنامج وهل سيكون حكرًا على التونسيين أم يسمح لبقية المواهب العربية الموجودة في تونس التقدم للكاستينغ؟
البرنامج أنجز خصيصاً للمواهب التونسية دون غيرها، كما أن لجنة التحكيم و طاقم العمل وأستوديوهات التصوير، والديكور كله تونسي.
وهل تم تحديد المحطة التي ستتكفل بنقل سهرات البرنامج ؟
لحين اللحظة المفاوضات جارية مع القنوات التونسية الحكومية والخاصة لكن مكان التصوير والاستوديو الخاص بالبرنامج هو المحدد للقناة التي ستظفر بحقوق البث، بحيث تتوفر فيه الشروط من ناحية المساحة والتقنيات السمعية والبصرية المتوفرة.

وهل ستبقي على التصور العام للبرنامج كما شاهدناه في نسخته اللبنانية أم هناك تغييرات؟
نحن لا نضع توجهًا معينًا لأستوديو الفن بل من الضروري أن يتأقلم مع ثقافة البلد الذي هو فيه وطبيعة الفئات. فالمواهب الموجودة في تونس ليست كغيرها في لبنان أو مصر أو سوريا ، مع العلم أننا نتهيأ مع موسم 2011 لدخول السوق الخليجية.
وهل حددتم تاريخاً مضبوطاً للكاستينغ؟
الكاستينغ ينطلق تقريبا يوم 15 أغسطس.
بخصوص فئة الغناء هل سيقتصر على أداء اللون التونسي؟
بل 4 أنواع :الشعبي التونسي، والكلاسيكي العربي، والأغنية الشعبية العربية، والأغنية الطربية العربية.

وهل ستبقي على النسخة اللبنانية للبرنامج ؟
سيتواصل لكن ليس بالفئات نفسها
هناك من يرى أنquot; ستوديو الفنquot; فقد بريقه مع بروز برامج أخرى لاكتشاف المواهب في الوطن العربي لعل أهمها ستار أكاديمي؟
أؤكد لك أن قرابة 30 بالمائة من مذيعي التلفزيون و80 بالمائة من الفنانين في لبنان هم خريجي ستوديو الفن، بدءًا من وليد توفيق، وغسان صليبا 1972 مرورًا بماجدة الرومي، اليسا، وائل كفوري، رامي عياش، نوال الزغبي وصولاً إلى ميريام فارس، وأيمن زبيب سنة 2001 ومن يحكي العكس يبرهن هو ماذا فعل للثقافة والفن في لبنان.
هل واجهتكم أي عراقيل في تونس؟
ليس من مصلحتنا ولا من مصلحة تونس وجود عراقيل لأننا نهدف لتقديم المواهب وتحضيرها ثم نذهب في حال سبيلنا.
لكن غيرك لا يرى ذلك بل يرى انك تخدم أهدافك الشخصية وتهيئ المواهب التونسية للغناء في مطعمك quot;نهر الفنونquot;؟
أولا المطعم إحترق منذ 4 سنوات بسبب الحرب ونحن بصدد إعادة إصلاحه وتجديده، ثم إن لدينا في لبنان المواهب، ولسنا مجبرين على استيرادها من تونس أو أي بلد آخر، وقد أنجب البرنامج منذ انطلاقه تقريبًا 160 موهبة لبنانية أي أنه لدينا طفرة وليس نقص .
فقط أريد أن أوجه رسالة لكل التونسيين وهو أني حين فكرت في تحويل البرنامج لتونس، معنوياتي مرتفعة للغاية وكلي ثقة في نجاح النسخة التونسية، بالنظر للحوافز والعوامل التي ذكرتها لك سابقا، وإلا لكنت قبلت دعوة ليبيا والأردن وكل البلدان التي أعلنت عن رغبتها لاستضافة quot;ستوديو الفنquot; نحن متأكدون أن نجاح البرنامج من نجاح التونسيين. ولا يسعني في الختام الا أن أقول quot; الله يسامح كل واحد بيحكي عاطلquot;.