أكَّد عزامصالح أنَّ الدراما العراقيَّة أصبحت مستوردة مشيرًا إلى أنَّ ما كتب عنه كان أفضل مما قيل عن نجدت أنزور.

بغداد: مع إقتراب شهر رمضان وبانتظار ما ستقدمه الدراما العراقيَّة من خلال القنوات الفضائيَّة المحليَّة، ابدى المخرج عزام صالح سخريته من الدراما العراقيَّة الَّتي وصفها بالمستوردة حال كل كل شيء في العراق.

حيث أنَّ اغلب الاعمال العراقيَّة الَّتي ستعرض على شاشة رمضان مصنَّعة خارج العراق، مستغربًا من كيفيَّة تصوير المسلسلات التَّاريخيَّة في بيئة غير بيئتها، معربًا عن حزنه من الحال الَّتي وصلت اليها، محملاً الدولة مسؤوليَّة تشريد الفنان .

وقال عزام: سقط نظام العراق خلال عهد صدام، وأوا بنا بشتى انواع الإستيرادات من أميركا بدء بشكل النظام الجديد الذي يقال عنه ديمقراطي، مرورًا بالأقراص المدمجة، وصولاً إلى الساتلايت أو القنوات الفضائيَّة، وبدل القناة الواحدة صار لدينا اكثر من 60 قناة ، وكلها مستوردة.

في السابق كنا نصدر المسلسلات الدراميَّة الى الخليج، وانا شاهدت مسلسلاً للكاتب الاستاذ عادل كاظم وهو quot;الايام العصيبةquot; عرض في تلفزيون الكويت قبل ان يعرض في تلفزيون العراق، يعني استوردوه قبل ان يعرض هنا، وانا واحد من المخرجين الذين عملوا في الخليج وكتب عني افضل مما كتب عن نجدت انزور، وهذا كلام تداوله الممثلون الخليجيون ولا أختلقه من عندي.

واضاف: بعد الانتخابات البرلمانيَّة بدأ كل سياسيينا يستجيرون بالدول الاقليميَّة والأجنبيَّة حتَّى يأتونا بالولاءات، وهذه ايضا استيراد، استيراد للاندماجات، وسمعنا في الاعلام ان العراق إنقسم بين دولتين مجاورتين.

واستطرد: الدراما الَّتي كنا نصدرها اصبحنا ايضا نستوردها، ففي الوقت الذي أنتجنا فيه الدراما كنا نمر بأصعب الأوقات حيث كان القتل في الشوارع، والصراعات السياسيّة تأثر على عموم الشعب، وكنَّا نعمل على الرغم من الطائرات والهجمات والاسلحة المنتشرة في الشوراع، وكنا ننتج بحدو الـ 18 عملاً، فيما العراقيون في سوريا لا ينتجون أكنثر من عشرة أعمال.

ونفس الفضائيات الَّتي كانت تعمل في العراق والَّتي اطلقت على نفسها quot;فرسان الدراما العراقيَّةquot;، أنتجوا أعمالاً كبيرة وأحبَّتها النَّاس وأعطتها قيمة فنيَّة، في حين لم تعط هذه القيمة لللأعمال الَّتي انتجت في سوريا بسبب غياب البيئة الملائمة لها، وبدأنا نستورد مسلسلاتنا العراقيَّة، نصنعها في سوريا ونستوردها، وهنا اتسأل: لماذا هذه الفجوة الَّتي حدثت؟ الفضائيَّات نفسها الَّتي كانت تعمل في العراق، تنتج في الوقت الراهن لاتعمل أعمالاً محليَّة، فمثلاً مسلسل quot;الحيدر خانةquot; انه عمل مستخرج من البيئة العراقيَّة، كيف يمكنني ان اصوِّره في سوريا، وكذلك بالنسبة إلى مسلسل quot;قنبر عليquot; او quot;بيوت الصفيحquot;.

كل القنوات الفضائيَّة تدعي الوطنيَّة والإلتزام والحياديَّة، ولكنها في الوقت عينه بعيدة من الفنان العراقي الذي يمثل وجه مجتمعه، فكل الأعمال العراقيَّة وخصوصًا الَّتي عرضت في رمضان الماضي لم تظهر إلاَّ وفيها وجوه سوريَّة ومصريَّة إضافة إلى الإستعانة بالمخرج السوري والكادر الفني السوري. فأين هويتها العراقيَّة؟

وتابع عزام: الأعمال الَّتي أنتجت بين عام 2003 والعام 2008، أوجدت قضيَّة فنيَّة واسلوبًا مميَّزًا للدراما العراقيَّة ووصلت الى نتيجة جديدة، فلماذا هذا الانقطاع ؟ انا لا احمل شخصًا معينًا المسؤوليَّة، ولكن أصاب الدراما ما أصاب السياسيون، فمثلما ذهبت حكومتنا إلى الدول الاقليميَّة وإستعانت بهم، كذلك الدراما العراقيَّة، ومن جاء بعد سقوط النظام شرَّد الفنان العراقي إلى خارج بلاده، الذي أصبح وكأنَّه معارض للسلطة بينما هو ليس معارضًا وانما يخلق اجواءًا متطورةً ويعكس صورة المجمتع الواقعيَّة.

ومضى في حديثه قائلاً: الدولة غير مهيئة لدعم الفنان والفن العراقي بالمطلق، ربما لان شكل النظام أصبح إسلاميًّا اصبح أو ربما لإعتقادهم أنَّ الفنان مازال مواليًا للنظام السابق، وهم مطالبون بصناعة فن عراقي ودعمه، على المواطن العراقي أن يشعر بالأمان وأن يمتلك أبسط حقوقه التَّرفيهيَّة بدءً بالسينما والمسرح وان تقدم مسلسلات ترفيهيَّة تفيد وتسلي النَّاس.

الدولة فشلت في استقطاب الفنان لبناء الانسان، ورحل جزء من الفنانين الذي عملوا واستقطبتهم الفضائيَّات المؤدلجة بالافكار والدعم الخارجي، واستغلت الفنان فظل يطرح اشكالاً من دون اتجاه، وما عاد لديه التزام وطني.