الرياض:تعرضت الحلقة الرابعة من مسلسل quot;طاش17quot; لقضية تعدد الأزواج، وليس تعدد الزوجات، كما هو مألوف في المجتمعات العربية، حيث انقلبت الصورة؛ فبدلا من زواج الرجل على امرأته، تزوجت المرأة على زوجها ثلاثة أزواج، بل وأرادت تطليق أحدهم للزواج بآخر حتى لا تزيد عن أربع بحسب الشرع كما يحق للرجل، وأثناء ذلك تعرضت مشاهد الحلقة لمشاعر الرجل الأول عندما واجهته بقرارها للزواج بزوج ثاني عليه، وكان مبررها في ذلك أنه مشغول بالعمل عنها، وأنها تريد تجديد شبابها، ولكن ذكَّرها بأنه فعل كل ما بوسعه لإسعادها، ولكن دون جدوى، ثم يعرض الزوج الأول مشكلته على زميله بالعمل، ويقترح عليه زميله بأن يغير من نفسه ومن ملابسه وشكله وعطره حتى يجذب انتباهها إليه..

ويتشاجر الزوجان بعد فترة على تقسيم الليالي بينهما والعدل في ذلك، وتقرر الزوجة أن تتزوج بثالث عندما تجلس مع صديقاتها وتتفاخر بشجاعتها وجرأتها بأنها متزوجة باثنين، وتريد الزواج بثالث، وتعرض صديقاتها وجهات نظرهن في الموضوع وبأنهن مكتفيات بزوج واحد، وتقرر مواجهة الزوجان الأول والثاني بقرارها، وهما يسترضيانها؛ أحدهما بعطر غالي، والآخر بخاتم ألماس، ولكن دون فائدة، وتتزوج الثالث، وعندها يُذكِّر الزوج الأول الزوج الثاني بالمشاعر التي عاشها عندما تزوجته عليه..

ويأتي الزوج الثالث ويتشاجران معه ويهاجماه بسبب وظيفته في إحدى البلديات الفرعية باعتباره مدير مساحين، مظهرين عدم تميزه عنهما بشيء، ولكن تأخذه إلى الغرفة باعتبارها ليلة الدخلة، وعندما يدخل الحمام يغلق الزوج الثاني الماء عليه ليخرج من الحمام يصرخ بسبب الصابون والماء المقطوع، وهذه أحد المقالب باعتباره أصبح ضرتهم في البيت..

ثم تجمعهم لتخبرهم بشيء هام؛ ألا وهو قرارها بالزواج من رابع حتى تكمل النصاب الشرعي وتقهرهم، ويطالبونها بالعدل وتقوى الله، في حين تفاجئهم بأن الزوج الرابع ليس سعوديًّا وإنما سيكون جنسية أخرى، والسبب في ذلك أنهم أصبحوا مستهلكين، كما تريد تحسين النسل، وعندما يسمعون ذلك يبكون ويُظهرون عدم وجود حيلة في منعها..

ويأتي الرابع من المطار، ويدخل عليهم، ويلومها كل واحد منهم، ولكن بلا فائدة، وتناديه بابن عمي، ويناديها بابنة عمي، ويظهر على لهجته وكأنه لبناني الجنسية، وعندما يطالبوها بالحقوق الزوجية، وتقسيم الليالي، يرد عليهم الزوج الرابع بأنه عريس جديد في شهر العسل، وتطالبهم بعدم فتح الموضوع مرة أخرى، وتهددهم بالطلاق أو الخروج من المنزل إذا لم يعجب أحدهم الوضع...

ثم يظهر الأزواج الثلاثة ومعهم زوجتهم والزوج الرابع وهو يطعمها الأكل بدلع في فمها، ويطلب منها أن تأتي بأخويه الاثنين ليعملا في السعودية، وتحويل مبلغ مناسب لوالديه بسبب مرضهما، وهي تبدي موافقتها دون تردد..

وأخيرًا بعد مرور فترة تجمع أزواجها الأربعة لتخبرهم بقرارها الزواج بخامس بسبب انشغال كل واحد منهم بأولاده، ولكن على حساب أحدهم الذي ستطلقه، وتعمل قرعة، وتمر عليهم واحدًا تلو الآخر، تبدأ بالزوج الرابع ثم الثالث ثم الثاني ثم الأول والذي تقع عليه القرعة وتطلقه...

بقي المشهد الأخير من الحلقة حيث تخرج الكاميرا إلى قاعة عرض بها شاشة عرضت الحلقة، ويجلس أمامها فريق العمل والجمهور، ويتحدث أحدهم عن الحلقة باعتبارها تحفة فنية، ويقدم مخرجة الحلقة نوال أحمد ndash; ولكن المخرج الحقيقي للحلقة محمد عايش- لتعرض وجهة نظرها وتجيب على الأسئلة باعتبارها امرأة؛ فتؤكد أنها استفزت الرجال، ولكنها تتحدث عن المرأة ومشاعرها عندما يتزوج عليها الرجل أكثر من زوجة، وبهذه المبررات الضعيفة المذكورة في الحلقة.. وعندما يسألهم أحد المشاهدين عن أن المنطق في ذلك يعتبر مخالفًا للشرع، ترد عليه بأن هذا تمثيل وليس حقيقة، وأنها تناقش شعور المرأة فقط عندما يتزوج الرجل عليها، وما تتعرض له من اضطهاد وأذى نفسي...

وفي النهاية نقول كلمة حق، نحن مع مراعاة مشاعر المرأة في تعدد الزوجات، وضد ما تتعرض له من أذى نفسي واضطهاد وأضرار متعددة، ولكن كل هذا بسبب سوء استخدام بعض الرجال لهذا الحق الشرعي، والذي أجازه الله في أسباب وحدود وشروط يُسأل عن تفاصيلها أهل العلم، وكان من الأَوْلى ألا يلجأ مخرج العمل والكاتب إلى طريقة العرض هذه التي تخالف الشرع ولو في التمثيل، كما تستفز مشاعر الرجال بسبب طبيعتهم التي خصهم الله بها، وفي الختام نشكر كل من شارك في هذه الحلقة التي ناقشت قضية تمس مشاعر غائبة في مجتمعاتنا لمكون يمثل نصف المجتمع ألا وهي المرأة... بعد ان قامة الفنانة السعودية ريم عبدالله تقديم نفسها في دور ( نورة ) الزوجة المعددة من خلال اقترانها بثلاثة أزواج هم : ( ضيف الله ) عبدالله السدحان و ( فهد ) خالد سامي و ( أسامة ) عبدالإله السناني.