بعد ردود فعل متضاربة على مسلسل quot;الجماعةquot; هل يصح الإتهام القائل بأنَّه مدعوم من قبل الدولة للتأثير على شعبية الأخوان قبل الإنتخابات.

القاهرة: على الرغم من الإعتراض المسبق المعلن من قبل جماعة الأخوان المسلمين على مسلسل quot;الجماعةquot; الذي كتبه السيناريست وحيد حامد، وأخرجه محمد ياسين، يبقى السؤال الذي بات يطرح نفسه بعد إذاعةعدة حلقات من المسلسل، وهو هل حصل العمل على دعم من الحكومة كما يردد الأخوان من أجل إزاحة أو تقليل نواب الجماعة في مجلس الشعب البالغ عددهم 88 نائبًا في الانتخابات البرلمانيَّة المقررة في أكتوبر المقبل؟

والسؤال لن يجد جوابًا ملموسًا لأنَّ كل طرف من أطراف النزاع لديه حججه وبراهينه لكن يمكن رصد العديد من الظواهر الَّتي يترك الحكم بعدها للمشاهد.

المسلسل وعلى الرغم من معالجته تاريخ جماعة الأخوان المحظورة قانونًا، والَّتي لا يسمح لأي من أعضائها بالظهور على شاشة التليفزيون المصري بإستثناء أعضاء مجلس الشعب، والذين يظهرون بصفتهم نوابًا وليس أعضاءً ضمن الجماعة في أضيق الحدود، حرص التليفزيون على عرضه على القنوات الأرضيَّة والفضائيَّة وهو ما برره المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بأنَّه عمل تاريخي كبير كتبه المؤلف وحيد حامد.

أمَّا الحلقات الأولى الَّتي تمَّ عرضها حتَّى الآن من العمل فكانت كافية لإثارة الكثير من الجدل حوله، لاسيما وأنَّها تناولت العرض العسكري الذي قام به طلاب الأخوان في جامعة الأزهر قبل عدة سنوات، وهو أحد المشاهد الضخمة الَّتي تم تنفيذها بجامعة الأزهر فعلاً وسط عدد كبير من الكومبارس.

والغريب أنَّ الجامعة سمحت لأسرة المسلسل بالتصوير فعليًّا داخل حرم الجامعة بهذه الطريقة، وداخل المدينة الجامعيَّة التابعة للأزهر، وهو الأمر الذي يتطلب إجراءات روتينيَّة معقَّدة للغاية يصعب على العديد من المنتجين إنهائها.

ولأوَّل مرَّة يتم تصوير مشاهد تليفزيونيَّة داخل مقر جهاز مباحث أمن الدولة بمدينة نصر حيث ظهر باب الجهاز الأمني الرفيع في أحد مشاهد دخول السيارات الَّتي تحمل عدد من طلبة الأخوان الذين تم اعتقالهم على خلفيَّة العرض.

وبعدها بدقائق في نفس الحلقة يظهر منظر لأحد السجون تحت الأرض، وهو السجن المعروف أنَّه داخل جهاز داخل أمن الدولة بمقره بمدينة نصر، والذي تمَّ التَّصوير فيه على الأغلب، وهي المرَّة الأولى الَّتي يظهر فيها سجن تحت الأرض داخل هذا الجهاز الحيوي.

وقام الفنان حسن الرداد بتقديم دور وكيل النيابة الذي يعتذر عن التحقيق مع الطلبة نظرًا لارتباطه بعلاقة أسريَّة مع أحدهم، وعدم قدرته على التحقيق مع طلبة quot;الجماعةquot; دون أن يكون عليمًا بخلفيَّة بتاريخ quot;الجماعةquot;.

وتعرَّض المسلسل إلى كيفيَّة اختيار الأخوان لأعضائهم، حيث يكون طلاب الأقاليم من خارج القاهرة هو الأسهل والأقرب إلى الانضمام اليهم نظرًا إلى حاجاتهم إلى السكن، وعدم قدرتهم على التأقلم مع ظروف الحياة المعيشيَّة المرتفعة للغاية في القاهرة مقارنة بالأقاليم، وهي حقيقة ملموسة في شباب الأخوان بالجامعات حيث ينتمي عدد كبير منهم إلى الأقاليم ويتم ضمهم في سنوات الجامعة الأولى.

وعلى الرغم من أنَّ الأمن يتصدى لحركات الأخوان الإحتجاجيَّة الَّتي ينظِّموها في الشارع من خلال جنود الأمن المركزي القادمين من الأقاليم أيضًا وهو ما لم يتم ذكره في المسلسل.

وقدَّم الفنان عزت العلايلي واحد من أجمل أدواره في مشواره الفني من خلال شخصيَّة المستشار كساب، والذي يقوم بتوفير المذكَّرات الأصليَّة للإمام حسن البنا، لوكيل النيابة الذي يسعى إلى معرفة تاريخ الجماعة الحقيقي.

أمَّا بالنسبة لكل من أحمد حلمي، ومنه شلبي، الذين ظهروا كضيوف شرف في الحلقة الأولى قدَّم كلاًّ منهما مشاهد أدائيَّة جيدة، حيث قدم حلمي دور الموظف الشريف وسط مجموعة من المرتشين الذين يحاولون تلفيق تهمة رشوة له.

وقال السيناريست وحيد حامد كاتب المسلسل لـquot;إيلافquot; أنَّه لا يهتم بالهجوم على المسلسل من قبل الأخوان مشيرًا إليى أنَّه يقدِّم عملاً للمصريين كافة وليس للإخوان فحسب للتعبير عن وجهة نظرهم.

وأضاف حامد أنَّ العمل لا يمكن الحكم عليه من الحلقات الأولى موضحًا أنَّه استند إلى العديد من الكتب والوثائق التَّاريخيَّة الَّتي تؤكِّد كل ما جاء في العمل، نافيًا أن تكون الدولة قد تدخلت لمساندة العمل.

ويأتي هذا فيما أعلن أحمد سيف الإسلام حسن البنا عن عزمه رفع دعوى قضائيَّة ضد أسرة المسلسل، فيما تعتزم الجماعة لتقديم عمل درامي يتناول قصة حياة الإمام من وجهة نظر الجماعة.