شخّص الفنان والكاتب الدرامي قحطان زغير العديد من السلبيات التي تضرب قلب الفن العراقي ، مشيراً الى أن الدراما العراقية تأخرت كثيراً جداً .


بغداد:أكد الفنان العراقي قحطان زغير ان المخرجين الدراميين العراقيين اصبحوا ادوات بيد المنتجين الذين يبحثون عن الربح السريع ولا يهمهم مصير الدراما التي تسير من سيء الى اسوأ ، مشيرا الى ان الفن العراقي دخله العديد ممن اسماهم بالطفيليين وهوما جعله يتوقف في المدة الاخيرة عن العمل في التلفزيون في محاولة منه لفهم ما يجري على الساحة .

* ما الجديد لديك ؟
- في مجال التأليف عندي عملان قيد التصوير ، الاول بعنوان (المضيف) يتحدث عن وحدة العراقيين وهو رسالة الى السياسيين يقول لهم ان العراقيين متحدون قبل مجيئكم الى العراق ، فالعراقيون متحدون منذ زمان بعيد ، والثاني بعنوان (فتنة) مدته ستون ساعة تلفزيونية ، وهو عن قصة واقعية يتحدث عن طفلة تسرق من قرية اسمها فتنة ويتحول اسمها الى فاتن والان هي دكتورة كبيرة في بغداد ، والعمل الثالث تم الانتهاء من تصويره للمخرج جمال عبد جاسم .

* والتمثيل .. اينك الان منه ؟
- اعتذرت عن المشاركة في مسلسل (ايوب) للمؤلف صباح عطوان بعد ان قرأت النص ووجدته لم يكن جيدا ، فهو عمل موسمي يتحدث عن (برايمر) وفترة حكمه للعراق بعد عام 2003 ، وانا اعتقد ان هذه الامور علينا ان نجتازها في اعمالنا العراقية ، المهم انني اعتذرت لهذه الاسباب واسباب اخرى عائلية .

* اخر اعمالك كممثل ؟
- صورت مع المخرج صاحب بزون في مسلسل اسمه (شندل مندل) صورت حلقة واحدة وتوقف العمل ولا اعرف متى سيكمل المخرج التصوير وان شاء الله قريبا ، والعمل يعتمد على كوميديا الموقف .

* والمسرح ؟
- ما زلنا نتمرن على مسرحية بعنوان (بوكا) تأليفي واخراج حسين علي صالح ولدينا مشاركة في مهرجان في تونس واخر في اذربيجان وغيرهما في تركيا باعمال منها مسرحية (جلسة سرية) تأليف جان بول سارتر واخراج علاء قحطان زغير التي سبق ان شاركت في مهرجان القاهرة التجريبي وقد حورب المخرج من قبل الكثير من الفنانين والمهتمين بدائرة السينما والمسرح لانه شاب بل انه كان اصغر مخرج في مهرجان القاهرة التجريبي للموسم الماضي واعتقد انه قدم عملا يفوق قدرته الابداعية، وهذا ما اغاظ الكثير من الفنانين في العراق وتمت محاربته على اساس هذا العمل الناجح ، علما ان العمل تم اختياره من بين 22 مسرحية عراقية ارسلت الى اللجنة في القاهرة لمخرجين عراقيين كبار اساتذة ويحملون شهادات دكتوراه في الكليات لكن الاختيار وقع مسرحية الشاب علاء ونالت استحسان النقاد وكتبت عنها الصحافة المصرية خير كتابة ولكن للاسف لما عدنا من القاهرة لم نستقبل ولم تكتب عنا الصحافة وتم التعتيم على هذا النجاح ، وانا اقول انها شرفت المسرح العراقي ، ورسالة هذه المسرحية ان رجالات المسرح في العراق الان هم الشباب وليس الكهول وعلى وزارة الثقافة وعلى دائرة السينما والمسرح ان لا تبعث بالكهول والعجزة ليمثلوا العراق في المهرجانات وانما ليرسلوا الشباب الذين هم قنبلة موقوتة في كل المهرجانات والمحافل وقدموا اعمالا جميلة وكنا خلية نحل على الرغم من انني اكبرهم سنا الا انني كنت شابا مثلهم ووفرنا لهم المصاريف من حسابنا الخاص .

* الا تشعر بالحنين الى الشاشة وانت ممثل كوميدي مميز ؟
- اشعر بالحنين بالطبع ولكن كما تعرف ان الاعمال تصور في سورية وانا ملتزم اجتماعيا بالعائلة ومن الصعب ان اترك العائلة وسط الظروف الحالية، والكثير من الاصدقاء والفنانين والمخرجين دعوني الى للسفر الى سورية .

* بغض النظر عن التزامك الاجتماعي ، انت مع او ضد التصوير في سورية ؟
- انا اعتراضي على الاعمال بسبب ان البيئة تختلف ، ثانيا ان بعض القنوات الفضائية تقدم اعمالا فنطازية لكنها تسيء للشعب ، الكثير من الاعمال يعتبرونها جريئة وهذه ليست جرأة ، فأنا عندما اتحدث بكلمات بذيئة ، هذه ليست جرأة، على سبيل المثال : احد الاعمال الذي صور في القاهرة وتناول منطقة الباب الشرقي، اكيد هو دس من بعض القنوات ، لان اي شيء لم يحدث في الباب الشرقي ،ولكن الكثير من الامور السياسية دخلت الفن ، الان نحن نعالج وضع العراق ، حب العراق، اخوتنا في العراق، ننتقد من داخل العراق، في مسرحية (بوكا) اتحدث عن معاناة الشجناء الابرياء وكيف يعاملون في سجون بوكا، والتعذيب، هذه الصورة انقلها من داخل العراق واتحدى بها ، وفي مسلسل (فتنة) اتحدث عن الانتخابات والتزوير ، انا اتحدث من هنا من بغداد وانتقد على اساس وثائق ولا انتقد على اساس ما يدار في الاعلام ، ما اشاهده انتقد به الحكومة، وفي الكثير من اعمالي انتقدت الحكومة وبشدة .

* ايهما اقرب الى نفسك الان : الكتابة ام التمثيل ؟
- التمثيل ، وخاصة المسرح ، وهذه رسالة اوجهها الى احد المسؤولين في دائرة السينما والمسرح الذي يكره قحطان زغير بشدة ، فقد قال في احد الاجتماعات (لماذا لا ننقل قحطان زغير الى شبكة الاعلام العراقية لانه كاتب درامي) ، هذه رسالة اوجهها للسيد او السيدة التي طرح او طرحت هذا المشروع وفي اجتماع مهم في الدائرة ،لاعتقاد ان الفنان العراقي ممثل مسرحي فقط وانا ممثل مسرح، يعني لا يتنوع الممثل في التمثيل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي ، فهل في عرفهم ان المخرج الاذاعي يجب ان ينقل الى الاذاعة مثلا؟ ، الا يجوز للممثل ان يكتب للتلفزيون ؟ الا يجوز للممثل المسرحي ان يخرج؟، هناك الكثير من المخرجين المسرحيين اصبحوا مخرجين تلفزيونيين واذاعيين ، هذه رسالة ، والحادثة حدثت بعد عودتنا من القاهرة .

* هل تعتقد ان قحطان زغير مغبون او محارب ؟
- لا يستطيع احد ان يحاربني، ولا انا مغبون ، وللحقيقة عرضت علي الكثير من الاعمال وما زالت موجودة ، ولكن انا اتحدث عن المخرجين الذين يختارون اصدقاءهم ويمهدون لهم للسفر فقط ، وخاصة في المسرح، لكنني الان متوقف عن العمل عن التلفزيون لاسباب انني اريد ان اضع حدا لهذه المهزلة من بعض المتطفلين على الاعمال التلفزيونية، الان تغيرت عيون المخرجين، الان المخرج اداة بيد المنتج ، المخرج كان هو (رب العمل)، هو الذي يختار، الان المخرج لا حول له ولا قوة ، الان المنتج هو الذي يوزع الاعمال ، يوزع الشخصيات والادوار، وهذا ما حدث في مسلسل من تأليفي هو (صدى الماضي) الذي صور العام الماضي من قبل المخرج الكبير الذي دمر المسلسل اكرم كامل والمنتج الكبير الذي ذبح العمل عمار علوان ، ذبحا العمل واصبح اقبح عمل في تاريخ الدراما العراقية.

* لماذا لم تمثل في العمل لتكون قريبا من تفاصيله ؟
- لا .. العمل عندما كتبته لم افكر ان امثل فيه لانني الان ضد ان امثل بأعمال كثيرة ، فللأسف الفن في العراق ينحدر الى الحضيض بسبب بعض الممثلين المتطفلين الذين تاجروا بالفن العراقي والكثير من الامور التي جعلت الفن العراقي في درجة غير مميزة .

* الا يحق لك ان تختار الممثلين لمسلسل انت كاتبه ؟
- في كل الاعمال انا من يختار الممثلين، انا اشخص، اضع امام كل شخصية ثلاثة ممثلين ،وتشخيصي يأتي من جذوري كممثل ، فأنا لست كاتبا قبل ان اكون ممثلا، انا ممثل وعندما اكتب اضع الشخصية امامي ، فأرشح ثلاثة ممثلين ، وطالما يتوافق معها المخرج، الان الاعمال بأيدي المنتجين، فهم لا يأتون بالممثل الذي اجره عاليا بل بالممثل الرخيص، ويأتي بالمخرج الذي يصور يوميا 50 مشهدا ، هل تعلم ان 50 مشهدا في اليوم بعني اكثر من ساعة تلفزيونية، هل تعلم كم تبقى لدي الساعة التلفزيونية لكي اكمل كتابتها؟ من اسبوع الى عشرة ايام، والمهم ان (يمشي) المسلسل ويربح المنتج 90 % من الانتاج ،هذا على حساب العمل ودقة العمل ، هل تعلم ان المخرج اكرم كامل صور في يوم من الايام 58 مشهدا ، وزعل وسافر وترك العمل على مساعد مساعد مساعد المخرج، وليس مساعد مخرج فقط، هل يجوز هذا؟، ونحن نعرف ان المخرج المنفذ لايجرؤ ان يخرج، فكيف بالراكور ان يصور 60 مشهدا، هذا معناه استسهال لما يكتبه المؤلف، وسببه المنتج لان عقله تجاري ويفكر فقط في الربح ، لا يفكر في نوعية العمل .

* هذا يجرني الى سؤال : ما رأيك بالدراما العراقية الان ؟
- الدراما العراقية من سيء الى اسوأ .. للاسف ، كانت في السابق كتقدمة على الخليج وكانت بعد الدراما المصرية، الان الخليج تقدم علينا وسورية وحتى في موريتانيا تظهر دراما افضل من الدراما العراقية، والسبب هو المنتج والقنوات الفضائية .

* ما الحل اذن ؟
- دعونا الى تشكيل لجان ، وانا ادعو من خلالكم الى تشكيل لجان للدراما العراقية ، ان تقوم كل قناة حبا واحتراما للدراما العراقية ان تشكل لجنة تختار النص الجيد وليس اختيار اصدقاء، وتختار المخرج الجيد وتختارين الممثلين المناسبين للشخصيات وليس عشوائيا .

* ما رأيك بواقع الكوميديا العراقية ؟
- ليست بالمستوى المطلوب بسبب وجود المتطفلين ، واصبح من يحكي نكتة في الشارع ينقلها الى المسرح او التلفزيون ، ومن يجد نفسه يضحك الاخرين اصبح ممثلا كوميديا ، من يقفز ويصفق اصبح كوميديا ، هذه ليست الكوميديا ، سبق ان قدمنلا اعمالا كوميدية بقيت في اذهان الناس .

* لماذا لاتكتب لنفسك ؟
- لا اكتب لنفسي لانني مثلت في بعض الاعمال واتهمت بأنني اكتب لنفسي ، انا اكتب والمخرج يختار ، انا انتظر النص الجيد لكي نقدم كوميديا ليست التي تقدم الان ، والمتعارف علينا تقديم كوميديا الموقف ، وليست كوميديا الكلمة البذيئة او الحركة او الصراخ.

* اكثر من مرة ذكرت كلمة (المتطفلين) من تقصد ؟
- هناك الكثير منهم ، حين اجلس في كافتريا السينما والمسرح اكثر من نصف الجالسين لا اعرفهم ، الكثير من الناس جاءوا بعد عام 2003 واصبحوا فنانين ، لانني لا اعرف كيف صاروا ممثلين ، انا اعرف الممثل يأتي من معهد وكلية الفنون الجميلة، الان هؤلاء مركونون جانبا ، فالذي مثل مرة بحكم العلاقة اصبح الان عضوا في الفرقة القومية للتمثيل ، ربما يكون الخلل بي ان لااعرف هؤلاء كفنانين ، ولكن ما اشاهده منهم هو الاداء السيء ،وحين اسأل عنهم اجد ان يرتبطون بعلاقات اما مع المنتجين او المخرجين .