إنها قصة مليوني لاجئ تركوا منازلهم عندما اتفقت اليونان وتركيا على تبادل هائل للسكان في نهاية الحرب بينهما، فنُقل المسيحيون اليونانيون في آسيا الصغرى ومناطق تركية أخرى إلى اليونان، بينما أُجبر اليونانيون المسلمون على الهجرة إلى تركيا.

"إيلاف" من بيروت: بين عامي 1922 و2019، عبر ملايين الأشخاص البحار هربًا من الحروب في جميع أنحاء العالم، معرضين أنفسهم وعائلاتهم لمخاطر كبيرة ومصير غامض.

تحكي رواية "أيفاليك: قصة الإغريق والأتراك في 1922" Aivali: A Story of Greeks and Turks in 1922 المصورة (444 صفحة، منشورات سموريست هول، 30 دولارًا) للمؤلف اليوناني أنتوليس نوكولوبولوس، الملقب "سولوب"، قصة اليونانيين والأتراك الذين عاشوا جيرانًا في بلدة أيفاليك، وهي مدينة ساحلية على ساحل بحر إيجه المطل على منطقة مرمرة، وأماكن أخرى على طول بحر إيجه خلال أواخر العهد العثماني. وتتطرق إلى طردهم اللاحق من أوطان أجدادهم بموجب اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركيا، المعروفة باسم "الكارثة" أو "كارثة آسيا الصغرى".

هجرة جماعية

خلال تقسيم الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى بين عامي 1919 و1922، دارت الحرب بين اليونان والثوريين الأتراك من الحركة الوطنية التركية التي قادت في وقت لاحق إلى إنشاء جمهورية تركيا.

بدأت الحملة اليونانية بتشجيع من حلفائها الغربيين الذين وعدوا اليونان بمكاسب إقليمية على حساب الدولة العثمانية. انتهت الحملة بتخلي اليونان عن كل الأراضي التي اكتسبتها خلال الحرب، والعودة إلى حدود ما قبل الحرب، والانخراط في عملية تبادل السكان مع الدولة التركية في إطار الأحكام الواردة في معاهدة لوزان.

كانت اتفاقية التبادل السكاني بين اليونان وتركيا في عام 1923 مرتكزة على أساس الهويّة الدينية، وتتضمن نقل المسيحيين اليونانيين الذين يعيشون في تركيا إلى اليونان ونقل المواطنين المسلمين الذي يعيشون في اليونان إلى تركيا.

بموجب الاتفاقية، نُقل مليونا شخص تقريبًا، مليون ونصف منهم مسيحيون كانوا يعيشون في تركيا ونصف مليون مسلم كانوا يعيشون في اليونان، أغلبهم هُجّر بالقوّة وبشكل قانوني من أوطانهم.

النزوح القسري

يغوص الجزء الأكبر من الرواية - نُشرت باللغة اليونانية في عام 2014 وترجمها توم باباديميتري أخيرًا إلى الإنكليزية - في الماضي، ويسرد قصة حقيقية لثلاثة لاجئين: فوتيس كونتوغلو وإلياس فينيس اللذين تم نقلهما من تركيا إلى اليونان، وأحمد يورولماز، وهو مسلم أرسِل إلى تركيا. ويظهر كلام الشخصيات الثلاثة ممزوجًا بألم ووصمة النزوح القسري.

يكيّف نوكولوبولوس، وهو رسام كاريكاتير سياسي مشهور في الصحافة اليونانية، أسلوبه الكارتوني ليتوافق مع جاذبية القصة. وحتى عندما ينحرف عن أسلوبه المعتاد في تبني خطوط أكثر عمقًا وأكثر تفصيلًا، فإنها تكون أقرب إلى نحت الخشب من التوضيح الهزلي.

صدمة عبر أجيال

يربط نوكولوبولوس في الرواية الحوادث التاريخية بحركة اللاجئين الأخيرة في اليونان. وعندما يروي القصة الحقيقية لجندي تركي ينقذ فتاة يونانية من القتل على يد رفيقه في عام 1922، فهو يسقط هذه الحادثة عمدًا على واقع اليوم.

بعد ما يقرب من قرن من الزمان، تُظهر الرواية أثار هذه الصدمة عبر أجيال في اليونان وتركيا، فضلُا عن تسليط الضوء على معاناة النازحين الفارين من العنف اليوم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 50 ألف لاجئ منتشرين حاليًا في الأراضي والجزر اليونانية.

يقدم فن المؤلف اليوناني وكلماته لمحة عن قوة الروح الإنسانية، توضح كيف تم اضطهاد الأشخاص على جانبيّ تلك المياه، وكيف وجدوا أيضًا القدرة على التسامح ومساعدة بعضهم البعض. كما يتطرق إلى موضوع بالغ الأهمية عندما يوضح مدى إشكالية التعامل مع البشر وكأنهم مجرد أرقام.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط:
https://www.theguardian.com/books/2019/dec/09/aivali-a-story-of-greeks-and-turks-in-1922-by-soloup-review-a-moving-graphic-novel