طلال سلامة من برن (سويسرا): قريباً سنستطيع القول وداعاً لمثقب الأسنان والأوجاع والخوف من طبيب الأسنان. اذ خلال السنوات 3 الى 5 القادمة، سيتم علاج تسوس الأسنان بواسطة غاز البلازما البارد الذي يتم quot;رشهquot; داخل سوسة السن. هكذا، يتم تنظيف السن من جميع أنواع البكتيريا عدا عن استئصال تلك الأنسجة التي تتخذ البكتيريا منها وكراً لها. وتتم هذه العملية بأكملها من دون ايذاء السن. ويأتي هذا الحل العلاجي العبقري من الباحثين الألمان بجامعة quot;سارلاندquot; بمدينة هامبورغ. في غضون ثوان قليلة ينجح غاز البلازما في تقليص كثافة مصدر تسوس السن، أي البكتيريا، بنسبة 10 آلاف مرة. للآن، فان علاج تسوس الأسنان الكلاسيكي يتمحور حول استعمال المثقب. صحيح أن الأخير ينجح في استئصال البكتيريا والأنسجة المتضررة بسرعة بين أن صلابة الأسنان وسلامتها تتزعزع.

لو نظرنا قليلاً الى تركيبة غاز البلازما لوجدنا أنه عبارة عن جزئيات مشحونة كهربائياً(الجذور الحرة) تنتج عن تفاعل حقل كهربائي-مغناطيسي قوي على ماء مؤكسجة متبخرة. في السابق، تم استعمال غاز البلازما لتعقيم الأدوات الجراحية الحساسة للحرارة. يذكر أن حرارة التعقيم عبر هذا الغاز لا تتعدى 50 درجة مئوية.

علاوة على ذلك، استعمل الباحثون الألمان غاز بلازما بارد ولا يسبب الوجع. اعتماداً على نتائج الدراسة، التي شملت عدد من المتطوعين المصابين بنوعين رئيسيين من بكتيريا تسوس الأسنان، هما بكتيريا (Streptococcus mutans) و(Lactobacillus casei)، فانه يكفي quot;رشquot; الأسنان المتسوسة بغاز البلازما، لمدة تتراوح بين 6 و18 ثانية، لازالة البكتيريا والأنسجة المتسوسة معاً. كلما تعرض السن أكثر لهذا الغاز(المرشوش بواسطة رذاذ) كلما تقلصت كثافة بكتيريا التسوس داخل السن الى حد أبعد.