أظهرت دراسة ان الأطباء الذين يفهمون تأخر الكلام عند الأطفال يفهمون نموهم.

لؤي محمد: ليس هناك أبسط من الكلام وليس هناك أسهل من تأخره لذلك يجب البدء بتحدي أي تشخيص يتعلق به.

يعرف كل طبيب أطفال كم هو معقد تقييم المهارات الكلامية لطفل يبكي. إذ كم من الكلمات يستطيع ان ينطق بها؟ وهل تستطيع أن تضع كلمتين معا في جملة؟ وهل بامكان الأشخاص القريبين منه أن يفهموه حين يتكلم؟

قال الدكتور جيمس كوبلان المتخصص في التطور العصبي للأطفال إن quot;الأطباء الذين يفهمون تأخر الكلام عند الأطفال يفهمون نمو الأطفالquot;. وابتكر كوبلان طريقة لفحص لغة الأطفال من الولادة وحتى سن الثالثة.

وقالت ديانا بول المتخصصة في تشريح الكلام لمراسل صحيفة نيويورك تايمز أن quot;الأطفال خلال السنة الأولى يبدأون فهم الكثير مما يسمعونه حولهم فهم يبدأون باستخدام كلمات منفردة تتبعها توجيهات بسيطة والتأشير على أجزاء الجسد والاستماع إلى القصصquot; ومع الوصول إلى عمر السنتين يبدأون بوضع الكلمات مع بعضها البعض ومع بلوغهم سن الثالثة يجب أن يكونوا قادرين على النطق بجمل متكونة على الأقل من ثلاث كلمات.

لذلك بالنسبة للآباء القلقين على أطفالهم المتأخرين في الكلام هو استفسار ما إذا كان أطفالهم قادرين على الاستماع. واليوم أصبح التوثق من ذلك سهلا مع توفر أجهزة متطورة لهذا الغرض.

أما السؤال الثاني فهو متعلق ببقية العناصر المتعلقة بنمو الطفل؟ يقول الدكتور كولان: quot;أنت ستشاهد تأخرا في فهم لغة الآخرين وتأخرا في المهارات البصرية مثل التأشير باليد وتأخرا في استخدام المعلقة أو استخدام القلم. فإذا كان الطفل في سن الثامنة عشر شهرا عاجزا عن تأدية انشطة من هذا النوع فإنك في هذه الحالة تتكلم عن تأخر شاملquot;.

كذلك فإن قضايا التأخر في الكلام مرتبطة أيضا بحالات الخلل في النمو العصبي للطفل بما فيها حالات متنوعة من متلازمة التوحد. لكن هذا لا يعني أن كل الأطفال الذين يعانون من التوحد يعانون من تأخر في الكلام.

ولكن إذا كان سمع الطفل ونموه جيدين فإن هناك سؤال آخر: هل هناك أي شخص يتكلم مع الطفل؟ هل هناك عائق يقف أمام تحقيق ذلك؟ ربما تكون حالة البيت الفوضوية عائقا للتواصل معه فتطور اللغة والكلام بحاجة إلى محفزات.

وقال الدكتور كوبلان: quot;أظن أن الأطباء العامين اليوم أكثر ميلا لإرسال الأطفال إلى الاخصائيين بدلا من الانتظارquot; وهذا شيء محبذ فالكثير من الآباء اشتكوا له من أن سبب التأخير في معاينة أطفالهم هو رفض الطبيب العام تحويله إلى اختصاصي.

مع ذلك فإنه كطبيب أطفال لم يتعامل مع الآباء بشكل مثالي دائما. فذات مرة توصل مع طفل بعد فحصه بأنه مصاب بمتلازمة التوحد. إذ لم يكن يراه يتعلم الكلمات كذلك فلم يكن يعمل تواصلا عبر العينين ولا يرد أبدا على أي سؤال يوجهه والداه إليه بشكل واضح. لكن الوالدين رفضا تحويله إلى الاختصاصي إذا كان الطفل في البيت مع جديه قادرا على التواصل بشكل مثالي ولذلك فهو لا يحتاج إلى أي مساعدة. وأضاف كوبلان: quot;في تلك الحالة كنت محقا .. لكنني لم أكن املك مهارات التواصل بالمستوى المطلوبquot;.

لا يتعامل أطباء الأطفال بشكل طارئ مع التأخر في الكلام عند الصغار فهم يأخذون بنظر الاعتبار أن الذكور يتأخرون في الكلام قياسا بالأناث ولكن يجب عدم استعمال ذلك لعدم الانتباه أن هذا الطفل او ذالك لم يحقق الشروط الأولية المناسبة لعمره.

من جانبها قدمت الدكتورة بول هذه النصائح للآباء: quot; تكلموا مع أطفالكم حول ما يركزون عليه. اقرأوا دائما للأطفال، وإذا كان للطفل لغتان في البيت فاقرأوا له باللغة التي تشعرون فيها بالراحة أكثر. تكلموا بوضوح وبشكل طبيعي معه واستعملوا كلمات حقيقية معه وعبروا عن حماسكم وفرحتكم حينما يتكلم الطفل. واستمعوا إلى ما يقوله الطفل أيضاquot;.