لؤي محمد: قليل من الأطفال سيتم تشخيصهم باعتبارهم مصابين باختلالات من نوع quot;اختلال الشراهة بالطعامquot; أو quot;النشاط الجنسي المفرطquot;. كذلك سيتم مراجعة الكثير من الاختلالات العقلية التي كانت موضع تشخيص ومعالجة حتى اليوم.

وهذا يأتي بعد مراجعة قام بها أطباء أميركيون للانسكلوبيديا الخاصة بالاختلالات العقلية، وهذا ما سيؤدي إلى صياغة الدليل الذي يقرر أين يرسم المجمتع الخط ما بين الطبيعي وغير الطبيعي وما بين من هو غريب أطوار ومن هو ومريض، وهو يقدم توجيهات للأطباء بخصوص الحالات التي ما عادت تعتبر أمراضا وفق المراجعة الجديدة.

وحسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فإن الطبعة الخامسة المنقحة من quot;الدليل الاحصاِئي والتشخيصي للاختلالات العقليةquot; ستصدر في عام 2013.

وضمن هذه المراجعة ستتم إعادة النظر بما يعرف بمتلازمة quot;اسبرغرquot; الذي كان يحسب على quot;التوحدquot;.

وضمن هذا السياق قال الدكتور مايكل فيرست بروفسور الطب النفسي والعقلي في جامعة كولومبيا الذي قام بتحرير الطبعة الرابعة من الدليل لكنه لم يشارك في الطبعة الخامسة إن quot;أي تعديل بسيط في الكتاب له عواقب كبيرة لا على الطب النفسي والعقلي فحسب بل على التسويق الصيدلاني والبحث في النظام القانوني عمن هو طبيعي ومن هو غير طبيعي ومن يعتبر معاقا ومن يعتبر غير معاق. كذلك فإن له عواقب على التعميمات. إذ كلما زادت الاختلالات التي تضعها زاد معها وضع الناس في خانات وزادت معها احتمالات المعالجة غير الصحيحةquot;.

ومن ضمن الاختلالات التي سيعاد النظر فيها هو ما اختلال quot;عدم الانتظام المصحوب بعدم الارتياحquot;. فحسب الكشوف الاخيرة اتضح أن الكثير من الاطفال العدوانيين والمهتاجين وضعوا تحت هذه اليافطة واعطوا أدوية قوية لها أعراض جانبية سيئة.

وأعطى الخبراء لجمعية الطب النفسي والعقلي الأميركية تقييمات مزدوجة فالبعض شعر بالارتياح للتعديلات الكبيرة بينما انتقد آخرون مؤلفي الدليل بطبعته الجديدة. فمؤرخ الطب النفسي والعقلي ادوارد شورتر قال إن هذه التعديلات ستحرر الكثير المرضى من التشخيصات التي ينضوون تحتها لكن ما هو سيئ في الدليل هو المكانة العلمية للأمراض الأساسية في الطبعات السابقة من هذا الدليل ضئيلةquot;.