فتحي الشيخ من القاهرة: أصبحت القمامة في القاهرة من المشاكل اليومية التي تواجه المصريين بحيث يجب على سكان بعض المناطق أن يحملوا أكياس القمامة الى أماكن معينة تاتي اليها شركات جمع القمامة. هذا بجانب عدم انتظام هذه الشركات في رفع القمامة مما تسبب بان القمامة اصبحت احد الظواهر التي تملء الكثير من الشوارع في القاهرة الكبري وتحتل الشوارع بل وتعيق حركة المرور فيها احيانا، كل هذا جعل اكبر مسئول في الدولة المصرية و هو رئيس الدولة يولي الامر عنايته الشخصية مؤخرا وذلك من خلال تصريح ماجد جورج وزير البيئة المصري بأن الرئيس مبارك طالب بضرورة العمل علي تحسين عملية جمع المخلفات ونقلها خارج الكتل السكنيةrlm; واشار الوزير في تصريحه الى حجم المشكلة قائلا: ان هناك فجوة مشيرا إلى أن حجم المخلفات في القاهرة الكبري يبلغrlm;25rlm; ألف طن يومياrlm;،rlm; وأن ما يتم تدويره يبلغrlm;20%rlm; فقطrlm;.rlm;

هاني سيد صاحب سوير ماركت يقول لايلاف :اضطر إلى حمل القمامة والذهاب بها إلى صندوق القمامة الكبير بالشارع الرئيسى لأن الشركات لم تعد تأتى لجمع القمامة كما كان يحد ث سابقا، خالد محمود 50 سنة موظف يصف حالتهم بالاسواء قائلا اصبح الزبال اتفق مع سكان الشارع عندنا ان يضع كل بيت اكياس القمامة الخاصة به امام المنزل وفي حالة تغيبه لمدة يوم واحد يكون الشارع اشبه بمقلب قمامة بطول الشارع كله للاسف.

زاد حجم مشكلة القمامة في القاهرة مع تخلص الحكومة المصرية من 350الف خنزير خوفا من انفلونزا الخنازير و كانت تلك الخنازير تتغذي علي القمامة، ويشير في هذا الخبراء إلى أن الخنزيرالواحد يستهلك يومياً نحو 20 كيلو من الزبالة على الأقل، وهذا معناه أن الخنازير كانت تتولي التخلص يومياً من نحو 7000 طن من القمامة، ليصبح التخلص من هذه القمامة عبء بالنسبة لجامعي القمامة، حنا ملاك 36 سنة احد جامعي القمامة يقول اصبح التخلص من الزبالة الرطبة التي كان يتغذي عليها الخنازير مشكلةبالنسبة لنا، لا نستطيع ان نحملها الى المدافن التي حددتها الحكومة لانها تعتبر بعيدا جدا بالنسبة لنا وتحملنا تكلفة نقل وايضا يصعب التخلص من هذه الكمية ولهذا اصبحنا نتخلص من هذه النفايات بتركها في بقعة نائية قريبة او نحرقها.

حرق القمامة هو من اخطر وسائل التخلص منها واكثرها ضرر على البيئة،ومع هذا يعمد الكثير من الاشخاص للتخلص من القمامة بحرقها خوفا من انتشار الامراض والرائحة الخارجة عنالخبير البيئي الدكتور احمد عبد القادر يحذر من خطورة حرق النفايات قائلا : يسبب حرق القمامة تلوثا للهواء والمياه والتربة، حيث تنطلق نتيجة الحرق الكثير من الغارات السامة والدقائق العالقة بالجو والسامة ومن اكثر المواد سمية انطلاق دقائق الدايوكسين والتي تنطلق من حرق النفايات والتي تسبب السرطان نتيجة تراكمها في جسم الانسان. واحراق مادة البلاستيك المستخدمة في عبوات ذات الاستخدام المنزلي يؤدي الى انتاج مادة الكلور الذي يسبب سقوط الامطار الحمضية الملوثة للمياه والتربة والنبات،بالاضافة لغازات مسببة للسرطان نتيجة الحرق من مواد معدنية ثقيلة وخطيرة على حياة الانسان والحيوان والنبات كالرصاص والزئبق.

أما السكان المحيطون بالمناطق القريبة من تجمعات جامعي القمامة، فلم يجدوا أمامهم إلا محاولة التكيف مع البيئة المحيطة، يقول فرج رضوان 40 سنة مدرس مقيم بالخصوص: نعاني أشد المعاناة من التلوث والروائح الكريهة، وأعمال الحرق المستمرة على المصرف لبقايا النفايات التي تصيبنا بالربو والاختناق، هيام احمد ربة منزل تقيم في مدينة الخصوص بالقرب من منطقة الزرايب تقول : ابنتي هبه اصيبت بالتهاب رئوي نتيجة التعرض للدخان الناتج عن حرق القمامة واختها هند أيضًا عندها حساسية علي الصدر مع أي نسبة دخان تزداد هذه الحساسية.. ومنعها الطبيب منعًا نهائيًا من التعرض لأي دخان، وعندما ازداد الأمر سوءًا ونحن مضطرون للاستمرار في هذه الشقة فانتقلت إلى بيت والدي حفاظا على أولادي حتي تتحسن حالتهم.

ايهاب زغلول 37 سنة يسكن مدينة 15 مايو يقول يقع بالقرب من المدينة مدفن نفايات و كل يوم تقريبا وابتداء من الثامنة مساء وحتي الثامنة صباح اليوم التالي تكون رائحة الدخان منتشرة في المنطقة كلها ورغم اني احكم اغلق النوافذ خوفا على ابني الرضيع الا ان رائحة الدخان تكون واضحة جدا وبالتاكيد توثر عليه.

مما يثير الدهشة ان مع حجم المشكلة الكبير لم يلتفت احد لدراسة للدكتور محمود حلمي رئيس البحوث بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة التابع لمركز البحوث الزراعية والتي جاء فيها أن القمامة في مصر هي أغني وأغلي قمامة في العالم.ويتحدث حلمي موضحاهذا قائلا: قمت بدراسة عن قمامة القاهرة فوجدت أنها أغني قمامة في العالم فقيمة القمامة في محتواها من المادة العضوية خاصة أن هذه المادة هي الأساس في صناعة السماد العضوي ونطلق عليه سماد القمامة ومحتوي المادة العضوية في قمامة القاهرة يفوق 55%.