د. مزاحم مبارك مال الله : رغم الاعتراض على تسمية مرحلة أنقطاع الحيض الفسيولوجي وفقدان القدرة الطبيعية على الأنجاب لدى النساء بـ quot;سن اليأسquot; ولكن يبدو أن الخطأ الشائع أكثر تداولاً من الصح غير الشائع، وأرى أن كلمة الـ quot;يأسquot; قاسية على النساء من الناحية النفسية والأجتماعية، فلا يأس مع الحياة.
وقد برزت الى السطح منذ مدة غير قصيرة نظرية جديدة تقول أن الرجال أيضاً يدخلون بمرحلة quot;سن اليأسquot; لما يحصل لديهم من تغيرات واضحة وتدريجية في القدرة الجنسية والجسمانية وهنا أيضاً فالتسمية عليها أعتراض.
إن الهبوط المفاجئ لهورموني الأنوثة(البروجستيرون والأستروجين)في جسد المرأة، بين نهاية الأربيعينيات وبداية الخمسينيات من عمرها(وهذا هو الأمر الطبيعي الفسيولوجي الذي يحصل لدى الغالبية العظمى من النساء)،يؤدي الى أنقطاع الدورة الشهرية جراء تغيرات كبيرة تحصل ومنها توقف أنتاج البويضات وبالتالي تفقد المرأة القدرة على الحمل والأنجاب وهذا لايحصل بمعزل عن جملة من التغيرات التي تطرأ على جسدها ونفسيتها، وكل ذلك نطلق عليه مصطلح quot;سن اليأسquot;.
العلماء يُنسبون هبوط مستوى هورموني الأنوثة الى تقادم العمر والفقدان التدريجي للخصائص الطبيعية في ألأعضاء والأنسجة المختصة.
ومن الممكن أن تنقطع الدورة الشهرية بمصاحبة الأعراض والعلامات المعروفة بغير الأعمار التي ذكرناها آنفاً والسبب يعود أما لحالة مَرَضية أوعلاجية.
وطبيعياً فالرجال يُعانون خلال حياتهم الأعتيادية وأبتداءً من بعد سن الأربعين من العمر أنخفاضاً تدريجياً بمستوى هورمون الذكورة(التستستيرون)والذي بدوره يؤدي الى ظهور علامات وأعراض ما يُطلق عليه اليوم quot; سن يأس الرجال، أو أزمة منتصف العمرquot;وهذه الأعراض والعلامات تشمل:
1.تناقص الرغبة الجنسية.
2.تأخر الأنتصاب،أوتلكؤ بالقدرة على الأنتصاب.
3.تقلص بالكتلة العضلية وبالتالي بالقوة الجسمانية وقلة القدرة على الحركة وألم بالظهر مع عدم توفر الطاقة والشعور بالتعب.
4.هشاشة العظام وتنخرها، وزيادة الكتلة الدهنية في منطقة البطن.
5.الأكتئاب وأضطرابات النوم مع نوبات من الغضب غير المبرر.
6.قلة التركيز ومشاكل في الذاكرة.
7.تساقط الشعر.
8.تغير المزاج كالتوتر والتحسس أزاء الأنتقادات ،الأنغلاق والشعور بالخيبة.
9.الأضطرابات النفسية والتي تتراوح بين الشعور بأقتراب الأجل وبين التصابي والهروب من الواقع الى عالم الخيال والسراب، وهنا سيعاني من نظرة المجتمع كونه ناضح ومكتمل الخبرة وبين الجنوح نحو عودة العمر الى عهد الشباب.
10.هناك شعور لدى بعض الرجال بأن شئ ما قد حصل لفحولته، واغلبهم يربط حيويته ونشاطه بقدرته على ممارسة الجنس مقارنة بمرحلة الشباب التي مرت به.


هذه الأعراض والعلامات تحكمها الضوابط التالية:
1.أنها تحصل تدريجياً بعد الأربعين من العمر وبشكل غير محسوس ولغاية ما بعد السبعين من العمر.
2.قلة مستوى هورمون الذكورة لايعني فقدان القدرة على التخصيب، حيث بالرغم من النسبة القليلة من الهورمون فالرجل بأمكانه أن ينتج الحيامن0رغم قلتها)،عكس المرأة التي يتوقف عندها التبيض تماماً.
3.لايتطابق الرجال مع بعضهم بالأعراض والعلامات لا من ناحية حصولها أو المعاناة منها ولا من ناحية حدتها.
4.بعض من الأعراض والعلامات تتفاقم وبعضها تتراجع وبكل تأكيد فأن المستوى الثقافي والأجتماعي للرجل يلعب دوراً مهماً في ذلك.
5.بعض الرجال يعانون من الأنكسار النفسي مما ينعكس على علاقاتهم الزوجية وكجزء من quot;العلاج الذاتيquot; يبدأ بعضهم بالبحث عن مصدر الهام لعواطفهم القلقة بتأسيس علاقات جانبية أو بأستخدام العقاقير التي تساهم في أشباع غرائزهم الجنسية.
6.أعراض وعلامات quot;سن يأسquot; الرجال تتأثر سلباً بوجود أمراض مزمنة كالسكري وأرتفاع ضغط الدم أضافة الى العادات المكتسبة كالأدمان على الكحول والمهدئات والمخدرات وكذلك التدخين.
7.إن مرحلة quot;سن اليأسquot;تمتاز بحصولها في فترة عمرية يُفترض أن يكون فيها الرجل ناضج بتجربته بالحياة وبالتالي تقع على كاهله حسن التدبير والتصرف.
إن الهورمون الذكري(التستستيرون)تفرزه خصية الجنين منذ يوم تخصيب بويضة أمه بكرموسوم والده الذكري(Y)،ويزداد أفرازه تدريجياً من بعد الولادة الى أن يصل الى أعلى المستويات في مرحلة البلوغ ويستمر هكذا ثم يبدأ بالتناقص التدريجي غير الملحوظ منذ الأربعينيات من العمر.
تقول الدراسات أن كل عشرة رجال من بين 40 ـ 60 رجل يعانون من أنخفاض مستوى هورمون الذكورة وأبتداءً من عمر الأربعين عاماً وتتضاعف النسبة لتصبح عشرين رجلاً من بين كل 40 ـ 60 رجل بعد سن الستين من العمر،(حيث أن النسبة السنوية لتناقص هورمون التستستيرون هي 1%.)
ان الهورمونات الأنثوية والذكرية هي تحت سيطرة عالية التخصص من المسار الجهازي العصبي المركزي والتي يُطلق عليها quot;السلسلة العصبية الجنسيةquot; والتي ستتحكم بـ quot;الدورة الجنسية الكاملةquot;(وهي الدورة التي يتمكن بها كلا الجنسين من أجراء عدة ممارسات جنسية أسبوعياً)،هذه السلسلة تتأثر وبالتالي تؤثر على الدورة الجنسية وأول أمر يظهر جراء هذا التأثر هو التناقص في عدد مرات الممارسة الجنسية،وبالتالي فأن المساحة الواسعة من التغيرات التي تحصل تشمل كل الأعضاء والأنسجة في الجسم كونها تشمل أكثر من موقع مهم في الجسم ذي مسؤولية هورمونية وتراكيب بايوـ كيمياوية معقدة جداً وهذا ما يُفسر كل التغيرات التي تحصل في quot;سن الياسquot; لدى المرأة أو الرجل.
.إن التغيرات التي تحصل ليست بمعزل عن كل الظروف الموضوعية التي تحيط بالأنسان.


النصائح:
1.الموضوع في غاية البساطة ويحتاج الأقتناع بأن كل ما يحصل هو أمر أعتيادي يحصل لكل الناس.
2.التوقف عن التدخين والأمتناع عن تناول المشروبات الكحولية.
3.مزاولة الرياضة حتى ولو بأبسط أشكالها كالمشي في الهواء الطلق.
4.تنظيم الطعام والتركيز على تناول السمك والفاكهة والخضروات الطازجة كونها تحتوي على مضادات الأكسدة.
5.تنظيم الحياة الجنسية وعدم الأسراف بممارستها بمفهومها الأنساني البحت.
6.الأبتعاد عن الروتين والعمل على تجديد الممارسات اليومية والأستمتاع بحياة متجددة أبتداءً من تغيير ديكور المكتب والبيت وموقع العمل وأنتهاءً بالسفر والسياحة.
7.أبعاد كل الأفكار السوداوية والعمل على تجديد الحياة اليومي .
8.مراجعة العيادات الأستشارية والأستفادة من المشورة الطبية.
9.عدم اللجوء الى الطب البديل(الأعشاب الطبية) والتي لها تأثيرات سلبية.
10.الأبتعاد الكلي عن الأستعمال العشوائي للعقاقير التي تستثير الرغبة الجنسية لما لها من تأثيرات جانبية سلبية(فالشركات التجارية تروج لمثل هذه العقارات) وعدم أستخدام الهورمونات التعويضية ألاّ بأستشارة الطبيب كون العلاجات التي تحتوي على هورمون التستستيرون الذكري تؤدي الى مشاكل غير مرغوبة في البروستات.
11.للمتزوجين أن يزيدوا من الحميمية بالعلاقات الزوجية وليعدّوا الموضوع كونه حالة يجب أن تتوفر فيها عناصر الشراكة الزوجية لتجاوز كل سلبياتها.
12.على الطرف الأخر(الزوجة)أن تمتلك القدر الكافي من المعلومات عن هذا الموضوع وتسهم بشكل أيجابي بتحمل قسط من المسؤولية في التخفيف من حدّة الأعراض والعلامات.
13. من المفيد مراجعة الطبيب المختص لغرض أجراء الفحوصات المطلوبة ومنها نسبة هورمون الذكورة.
حقائق لابد من معرفتها:
1.إن الرغبة الجنسية هي غريزة تحكمها دوافع نفسية وليست عمل ميكانيكي للأعضاء الجنسية أو للجسد فقط .
2.أن العمل الجنسي يتحفز بكافة الحواس والتي تتأثر بالمحيط وتؤثر فيه.
3.بعض العلماء يطلقون على هذه المرحلة بمرحلة quot; تغير الحياةquot;كجزء من المراحل التي يمر بها الأنسان من المهد الى اللحد فالذكر يكون طفلاً ثم شاب ثم رجل ثم كهل ويصاحب كل هذه المراحل تغيرات هورمونية في جسده تبعاً للعمر.