في محاولة للحفاظ على أصول النباتات امام التغيرات البيئية شيد مشروع أكبر مخزن في العالم للحفاظ على عينات منها.
ميونيخ: علي بعد 800 كيلو متر الى الجنوب من القطب الشمالي وفي منطقة خاضعة للحكومة النروجية، شيد هناك مشروع اكبر مخزن في العالم للحفاظ على عينات من كل انواع البذور الاصلية للنباتات الموجودة على سطح الكرة الارضية، خوفا من فنائها، امام التغيرات البيئية التي تجتاح العالم الان، والتي يمكن ان تؤدي بها الى الفناء.
اختير تشييد هذا المكان بعناية شديدة من قبل العلماء في جبل quot;شبيتزنquot; الجليدي، والمخزن عبارة عن مستودع عملاق يمتد داخل اعماق الجبل الثلجي الضخم ومحصن بشكل علمي دقيق امام المخاطر البيئية كالفيضانات والزلازل وحتى الصواريخ والحروب النووية، اما تكلفة بنائه فقد وصلت الي 6.3 ملايين يورو، ويعتقد العلماء ان بإمكانه في المرحلة الاولى ان يتم حفظ 100.000 الف عينة مختلفة من انواع الفاكهة والخضروات والزهور من كل ارجاء العالم، خاصة المهددة بالتعرض للانقراض.
أما في مرحلة المشروع الاخيرة فسيتم حفظ اكثر من 4.5 ملايين عينة بذور لكافة النباتات والمحاصيل الغذائية والزهور من على سطح الكرة الارضية، درجة حرارة المستودع ستبقى ثابتة تحت 19 درجة مئوية، وهي درجة كافية للابقاء علي البذور المحفوظة طازجة وقابلة للزراعة حال استخراجها. وصل بالفعل الى المستودع حتى الان 53 الف نوع من بذور النباتات المختلفة من 46 دولة وذلك وفق ما أفادت به quot;كاري فاولرquot; المدير العالمي لدائرة تنوع المحاصيل في منظمة الفاو.
كان رئيس وزراء النروج قد أيّد بشدة هذه الفكرة وتحدث عن اهمية المشروع وقال: quot;إنه بمثابة بنك للحفاظ على اصل النباتات خوفا من التغيرات الجينية والتلوث الذي قد يعرضها الى الانقراضquot; اما وزير الزراعة النروجي السابق تيري رييس يوهانسن كان قد اطلق على المشروع اسم quot; سفينة نوح لاصل النباتاتquot;، كذلك فالكينية حاملة جائزة نوبل quot;انجاري ماتايquot; فقد قالت انها تعتبر البلدان الافريقية كانت في مقدمة الدول التي أيّدت المشروع وأرسلت بذورا من نباتات القارة الى المشروع تأييدا منها للفكرة.
المعهد الدولي للزراعة الاستوائية ارسل هو الاخر20 صندوقا يحتوي على 7000 عينة من بذور المحاصيل والنباتات المختلفة من 63 بلدا افريقيا. في اجتماع لعلماء الزراعة في الولايات المتحدة الأميركية في العام الماضي في شيكاغو كانوا قد قرروا حفظ بذور المحاصيل شديدة الاهمية لحياة الانسان مثل القمح والارز والبطاطا والموز والفول والعدس وجوز الهند وغيرها على ان تحفظ عينة في مستودع ابحاث الدولة واخرى في المركز العالمي للجينات والثالثة في مستودع quot; سفينة نوحquot; في شبيتزن برج.
من المعروف ان البنوك الكبرى للجينات موجودة في أميركا واسبانيا ولا يوجد مثلها في المانيا ويقول البروفوسير هيربرت هوركا الرئيس السابق لبنك الجينات الالماني quot;لوكي شميدتquot; انه لايوجد في المانيا بنك للحفاظ على اصل البذور على غرار الدول السابقة انما يتم حفظ البذور بأشكال مختلفة وفي معاهد مختلفة وان ما تم حفظه حتى الان هو حوالى 3200 عينة فقط وهو جزء بسيط جدا من سجل النباتات والمحاصيل المعروفة.
التعليقات