تساؤل ملح يدورفي أذهان كل أب وأم لديهما طفلاً مصاباً بالتوحد، ما السر في إصابته بهذا المرض؟ هل هي جينات إنتقلت إليه عن طريق الأسرة؟ أم أنه تعرض لنوع من السموم في فترة الحمل؟ أم هي عدوى أصابته في مرحلة الطفولة المبكرة؟ وهل يكون لكبر عمر الأبوين دوراً في هذا؟

كل هذه الأسئلة دارت بخلد (إيمي ساويلسون) من ولاية كاليفورنيا بالإضافة إلى سؤال آخر وهو: هل تسببت الأدوية التي تناولتها لتحفيز حدوث الحمل في إصابة ابنها (تيد) بمرض التوحد؟ لقد جاءت الإجابة في مؤتمرأبحاث التوحد والذي عقد في فلادلفيا مؤخراً حيث أعلن مجموعة من الباحثين في كلية هارفارد للصحة العامة عن نتائج دراسة تشير إلى وجود علاقة بين أدوية تحفيز الحمل ومرض التوحد.

لقد أكدت الدراسة التي أجراها الباحثون أن نسبة الإصابة بمرض التوحد في أطفال الأمهات اللاتي عولجن بمحفزات الإباضة مثل (الكلوميد) تبلغ ضعف نسبة الإصابة في الأطفال اللاتي لم تضطر أمهاتهم لتعاطي مثل تلك الأدوية، كما وجد الباحثون أنه كلما زادت الفترة التي تعالج فيها الأم من العقم كلما زادات احتمالات الإصابة بالتوحد.

ولقد قدّم باحثون إسرائيليون دراسة أخرى في نفس المؤتمر تؤكد إرتفاع نسبة الإصابة بمرض التوحد في حالة التخصيب الخارجي وهي الحالة التي تحتاج لإستخدام محفزات الإباضة، مما يعطي دليلاً جديداً على أن وجود العقم ووجود تاريخ علاجي له من الممكن أن يلعب دوراً في إصابة الأطفال بمرض التوحد.

وقالت كريستين ليال المشرفة على فريق البحث في جامعة هافارد أن الدراسة أجريت على 3.985 إمرأة ، منهن 111 إمرأة لديها طفل مصاب بالتوحد وأنهم وجدوا أنه إذا كانت احتمالات إصابة ابن الأم التي يزيد عمرها عن 35 عاماً بمرض التوحد تصل إلى 2% فإن احتمالات الإصابة ترتفع إلى 4% إذا كانت الأم قد عولجت بمحفزات الإباضة للتغلب على العقم.