اوتاوا: اعتبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس أنه سينبغي على الرئيس الأميركي جو بايدن إثبات جدّيّته والتزامه في مكافحة الاحترار المناخي أثناء قمة يُفترض أن تجسّد عودة الولايات المتحدة إلى هذه القضية البيئية البارزة.
وما إن وصل بايدن إلى البيت الأبيض، حتى أعلن عودة بلاده إلى اتفاقية باريس حول المناخ الموقعة عام 2015، بعد أربع سنوات من انسحاب الولايات المتحدة منها في عهد دونالد ترامب.
والقمة العالمية التي ستُعقد في 22 و23 نيسان/أبريل هي أول لقاء واسع النطاق حول مسألة المناخ ينظّمه بايدن.
وقال رئيس الوزراء الكندي أثناء المقابلة عبر الانترنت الجمعة إن "الالتزام الذي أظهرته الولايات المتحدة عقب بُعدها لسنوات عن طاولة المفاوضات بشأن المناخ هو أمر سيراقبه الناس فعلياً عن كثب (أثناء القمة)، ليتأكدوا من أنها جدية وملتزمة".
وستتسلط الأضواء على الصين، وهي قوة اقتصادية عملاقة أخرى وأول منتج للغازات الدفيئة في العالم بالقيمة المطلقة.
وأعلنت الولايات المتحدة والصين السبت أنهما "تتعهدان التعاون" بشأن قضية ملف تغير المناخ، في بيان مشترك وقعه في شنغهاي المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري ونظيره الصيني شي شينهوا.
ومنذ توقيف كندا المديرة المالية لشركة هواوي أواخر العام 2018 بطلب من الولايات المتحدة واعتقال الصين بعد أيام مواطنَين كنديَين متهمَين بالتجسس، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين بكين وأوتاوا إلى أدنى مستوياتها.
لكن في الملف البيئي، يؤكد ترودو لنظرائه الغربيين أن الصينيين "يأخذون على محمل الجدّ ضرورة تخفيض التلوّث".
وذلك ليس فقط من أجل صورة بكين أمام العالم إذ أوضح ترودو أن الصينيين "يستثمرون بكثافة في الابتكار، سواء كان في الطاقة الشمسية أم السيارات الكهربائية أم تكنولوجيا بطاريات".
ووعد الرئيس الصيني شي جينبينغ مرة جديدة الجمعة خلال مؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بتحقيق "الحياد الكربوني" بحلول العام 2060.
وشدد ترودو على "أننا ندرك أن (الصينيين) يأخذون على محمل الجدّ الفرص الاقتصادية المرتبطة بتخفيض الانبعاثات ومكافحة التلوّث"، داعياً الدول المتطوّرة إلى عدم السماح لدول أخرى بأن تتفوّق عليها.
وقال "كدولة تأخذ هي أيضاً على محمل الجدّ مسؤوليتها حيال الطبيعة والأجيال المستقبلية، لن أترك الصين تحتكر الابتكارات والنمو الاقتصادي الذي يأتي مع سياسة أكثر مراعاة للبيئة".
ويضيف "هناك الكثير من المجالات التي نختلف فيها مع الصين، لكن إذا يمكننا جميعاً أن نخلق زخماً مماثلاً في مسألة تؤثر على كل زاوية من كوكب الأرض، فأعتقد أن هذا أمراً جيداً".
وستكشف الحكومة الليبرالية برئاسة ترودو الاثنين عن أول ميزانية لها خلال عامين. ويُفترض أن تتضمن خصوصاً استثمارات في مشاريع الطاقة "النظيفة" لإعادة إطلاق اقتصاد متضرر كثيراً جراء أزمة فيروس كورونا.
ويلفت ترودو إلى أن الوباء أرغم الحكومات والمواطنين على التأقلم. وخصصت أوتاوا مئات ملايين الدولارات لتقديم مساعدات من كافة الأنواع للكنديين، الذين انتقلوا بدورهم بأعداد كبيرة للعمل عن بُعد.
ويشير إلى أنه "إذا تمكنا من القيام بذلك بسبب أزمة الوباء، فسينبغي بالطبع أن ندرك أننا قادرون على القيام بذلك من أجل الأزمة البيئية".
في إطار اتفاقية باريس حول المناخ، تعهّدت كندا بتخفيض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة بنسبة 30% بحلول العام 2030، مقارنة بمستوى انبعاثات هذه الغازات في العام 2005.
ويعتبر ترودو أن قمة الأسبوع المقبل ستكون فرصة للقول إن مكافحة التغير المناخي ليس "واجباً أخلاقياً" فحسب، إنما أيضاً "فرصة اقتصادية كبيرة للوظائف والنمو".
التعليقات