يبدو أن الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني ذو الأصول الكوردية، أثبت بكل جدارة حياديته في منصبه، رغم أنه كوردي إلا أنه لم يمل يوماً ما وهو على عرش الرئاسة الى جذوره، وكان على الدوام يعالج الأمور متنبهاً الى قسمه الذي أقسمه في البرلمان الفدرالي الذي يمثل جميع شرائح ومكونات الشعب العراقي.

الولاية الثانية لرئاسة العراق على ما يبدو ووفق ما حصدته قائمة التحالف الكوردستاني كنتائج أولية، من أصوات، ستكون بنكهة كوردية وبطلب من أطراف غير كوردية quot;شيعية - سنيةquot; إذا لم أكن مخطئاً.

في عدة لقاءات، أجرتها وسائل إعلام كوردية وعربية وأجنبية، فضل الرئيس طالباني أن يتفرغ لكتابة مذكراته والإهتمام بشؤون حزبه، الإتحاد الوطني الكوردستاني الذي يتزعمه، إلا أن الشأن العراق المختلط نوعاً ما، حالياً، وطلب الأطراف والقادة السياسيين في العراق لبقائه في منصبه رئيساً لجمهورية، يدفع بالرئيس مام جلال الى دخوله مرة أخرى، الى قصر الرئاسة لأن الرئاسة لاقت به.

وهنا، أود أن أذكر، أن بعض الأطراف السياسية أو بالأحرى أشخاص، قد خرجوا عن المألوف في العراق الجديد، نستطيع تسميتهم بالمياليين الى الشوفينية، وذلك وفقاً لكل القواعد، أبان هتافهم : بأن العراق بلد عربي وبحاجة الى رئيس عربي!!!!.

من هنا، أنوه، بل وأوكد حقيقة أمر غير مخفي، وهو أن الرئيس العراقي (الكوردي) إعتبر نفسه دوماً رئيساً للعراقيين بمختلف انتمائاتهم وقومياتهم، لاسيما عندما ندرك، أن الرئيس عندما يخاطب العرب والتركمان والمسيحيين، فأنه يخاطبهم من منصبه الرئاسي، أما الكورد فعلى مستوى جانبي، وهذا ليس تقصيراً تجاه الكورد، وإنما حيادية في مهمته الصعبة وترسيخاً لمبادئه التي أقسم عليها.

الشئ الآخر الذي أنوي التطرق اليه، هو أن الدستور العراقي أثبت أن الكورد هم قومية رئيسية الى جانب القومية العربية واللغة الكوردية لغة رسمية في البلاد، والأشخاص الذين تحدثوا عن عروبة العراق، ما زالوا يواصلون مهامهم تحت قبة البرلمان، ذلك البرلمان الذي مكتوب على واجهته باللغتين الكوردية والعربية.

أنا، شخصياً أعتبر العراق العربي الكوردي عراقاً quot;كربياًquot; في دمج لكلمتي كوردي وعربي. وليس على المستوى الشخصي، فعلى الجميع أن يتفهم الأمر ويأخذ الأمور بواقعية بما يتنافى مع الأعراف الدولية والدستور العراقي الدائم، ويقبل بكوردية العراق كما يقبل بعربيته.

حالياً، يدخل العراق الجديد عراكاً سياسياً جديداً، ألا وهو توزيع المناصب السيادية والوزارية بعد الاعلان عن نتائج إنتخابات 3/7/2010، وفق مبدأ quot;خذ وأعطنيquot; أتصور أن تكون هذان المصطلحان رهان المباحثات الحامية بين الكتل السياسية الكبيرة والصغيرة أيضاً للحصول على المناصب المرغوبة، فشئ من هذا النوع جرى قبيل الانتخابات لرسم الخطوط الرئيسة في العراق، وكانت كبرى الكتل قد ألمحت برغبتها القصوى في تجديد ولاية فخامة الرئيس مام جلال لرئاسة ثانية.

سواء إن كنت على حق، أو لم أكُ، أترك هذا الأمر للقارئ الكريم، ولكن ما لا يمكن إغفاله، هو أن الرئيس طالباني ووفق التصورات والقناعات الشعبية العربية والكوردية سيحظى بمنصب رئيس الجمهورية لأنه الأكثر قدرة على تجميل صورة العراق داخلياً وخارجياً، ولكي نستطيع أن نوصل للعالم أجمع، بأننا شعب نتقبل روح الأخوة والتعايش السلمي والتعددي في العراق المتعدد الأطياف.

إذاً عراق quot;كربيquot; مختصر لـ quot;عربي ndash; كورديquot; هو واقع لا مساومة عليه، مع كل إحترامي لكل القوميات الأخرى، التي أتقبلها وأتقبل وجودها كما يتقبلها جميع الكورد، بإثبات تواجدها في دستور إقليم كوردستان.

[email protected]