رغم الممارسات الديمقراطية المميزة في عراق اليوم والتي تسجل بامتياز الى الشعب العراقي دون غيره، فان كفة الميزان تكون غير متساوية وغير متوازنة اذا قورنت بردود افعال quot; العاملين في السياسة العراقية quot; حيث سيلاحظ المراقب المنصف والمحايد ان هناك بون شاسع و فجوة كبيرة بين العراقيين كشعب وافراد وبين هذه الفئة السياسية. اذ ان سلوك هذه الفئة تشير الى تقدم العراقيين باشواط كبيرة عليهم.
أخر ابتكارات السياسة في العراق اكتشاف ان هناك مطارت خاصة وطائرات خاصة لبعض الاشخاص! وقد يكون الخبر الذي تناقلته وكالات الانباء حول طائرة اياد علاوي التي اتخذت من مطار المثنى وسط بغداد باب حارة مكسورا ومهشما للهبوط والاقلاع دون أدنى رقيب او أدنى مساءلة، لكن الامور لاتقف عند اياد علاوي دون غيره فالاكيد ان هناك طائرات خاصة لاشخاص اخرين جعلوا من مطار المثتنى مطارا خاص لهم، حتى وان جعلت قناة تلفزيونية الموضوع وكأنه حرب ايضا خاصة على اياد علاوي ومحاولة اغتيال تدبر للرجل بسلاح قناص كاتم للصوت كما جاء باخبار القناة والتايتل الخاص بها !! وكأن مشاكل العراق البلد والعراقيين الشعب اختزلت فقط بمكان هبوط واقلاع طائرة اياد علاوي.
ان جوهر المشكلة ليس مع طائرة علاوي فحسب بل مع غالبية ممن يعملون في السياسة العراقية بعد نيسان 2003 وينظرون الى العراق كضيعة او كغنيمة يجب الاستفادة منها باقصى درجة ممكنة قبل ان يحين يوم الحساب القانوني والدستوري على هذا السلوك المشين والعابث بمقدرات البلد والذي أتخذه معظم هولاء كمنهج كسب فردي وفي الوجه الاخر تدميري لكل مقدرات البلد مع الاستخفاف التام بردود افعال العراقيين وايضا بالدستور والقانون العراقي. وفات على هولاء الاغلبية العابثة ان يوم الحساب أت لامحال وان القاعة التي حوكم فيها الصنم واعوانه ستكون حاضنة كبيرة اليهم لينالوا جزائهم القانوني ولو بعد حين.
ان بلد فيه فرق الراتب بين عضو البرلمان والوزير من جهة والموظف والمتقاعد من جهة اخرى يصل الى حوالي عشرين الف دولار فمثل هذا البلد بحاجة ماسة الى quot; جرعات كبيرة quot; من الغيرة السياسية المفقودة عند quot; غالبية quot; العاملين في السياسة العراقية. وان بلد تتجاوز فيه درجات الحرارة اكثر من خمسين درجة ولايحصل المواطن الا على ساعات محدودة من الكهرباء التي تسمى وطنية بينما قصور صدام السابقة والتي يستوطنها quot; بعض ابناء quot; العهد الجديد لاتعرف مشكلة اسمها انقطاع الكهرباء. فمثل هولاء بحاجة الى تربية أنسانية بحته هم بامس الحاجة اليها دون غيرهم. وان بلد تقفل فيه الشوارع الرئيسة العامة وسط العاصمة لان عائلة الوزير تريد ان تتناول العشاء في احد المطاعم العامة فان هذا السلوك يشير الى خلل عظيم في البناء العراقي الجديد. وان بلد يدفع فيه وكيل وزير عشرة ملايين دينار عراقي لاجل افراغ مطعم اخر من زبائنه فقط لعيون عائلته التي تصر على تناول العشاء وحدها دون الاخرين من الزبائن فان مثل هذا السلوك يحمل مؤشرات على عقدة النقص والحرمان التي يعاني منها هذا المسؤول او ذاك ومثل هذا السلوك هو امتداد جوهري وحقيقي لسلوك الصنم ورموزه البائسين وهو الذي سلم العراق الى القوات الاجنبية ولاذ بحفرة حقيرة. مما قد يستوجب ترقب حفر جديدة خلال السنوات القليلة القادمة.
اما مسالة الطائرات الخاصة والمطارات الخاصة وقد يكون المدرج الخاص فهي نكته من النوع المسخ في بلد تتكدس الازبال والنفايات في شوارعه العامة، لذلك السؤال الاول والبديهي يجب ان يوجه الى كل هولاء دون استثناء من اين لكم هذا !؟ ثم الاتعرفون ان الخجل والحياء والغيرة في الكثير من المواقف تصبح نوع من الواجب الملزم. فاذا كنتم لاتحسبوها جيدا و تستهينون ولاتخافون لكن.... ألأ تخجلون.
التعليقات