في صراحة نادرة تحدث احد الساسة العراقيين وصرح بأن منصب رئيس الوزراء سيكون حكراً للشيعة، وترجمت هذا الكلام سياسيا على الواقع يعني ان العراق بلد مقسم بشكل فعلي وعملي وواقعي واصبح ثلاث دويلات: شيعية وسنية وكردية وما يجمع هذه الاطراف هو اغراء الحصول على الموارد المالية من النفط وعدم وجود ظرف دولي مناسب يسمح لها بأعلان الأنفصال.
واقعياً كلام السياسي صحيح، فالشيعة يسيطرون على معظم الثروات النفطية والميناء الوحيد للعراق في البصرة ولديهم أغلبية سكانية، وبالتالي حسب اجواء المحاصصة من حقهم المطالبة بمنصب رئاسة الوزراء.
أتساءل لو كانت الثروات النفطية وميناء البصرة بيد السنة أو الاكراد.. هل كانوا سيوافقون على اشراك الشيعة فيها وتقاسم الثروات المالية معهم؟
أعتقد من الانصاف القول ان شيعة العراق كانوا كرماء مع شركائهم السنة والاكراد في تقاسم الثروات والسلطة معهم رغم ما يسود البلد من سموم الطائفية والقومية.
وبما ان كل المؤشرات تقول لايمكن بناء دولة عراقية تقوم على اسس المواطنة والديمقراطية والنظام العلماني.. وان الدولة العراقية أنتهت فعلياً وحدث انشطار نفسي وفكري وطائفي وقومي بين مكونات الشعب، فأن الحل الواقعي الذي لابد منه مستقبلاً هو تقسيم البلد الى ثلاثة دول: شيعية وكردية وسنية، وانهاء هذه الشراكة المزيفة، ولعل التقسيم سيساهم في الاستقرار أكثر ويمنح الأطراف الفرصة في التركيز على البناء والتنمية.
سابقاً كانت مشكلة السنة في عدم وجود موارد لهم تمكنهم من اقامة دولة مستقلة، ولكن بعد اكتشاف النفط في مناطق كردستان، فأن المشكلة انتهت وصار بالأمكان حصول السنة على مدينة كركوك وثرواتها النفطية، واقناع الاكراد باعلان دولتهم على حدود مدن: اربيل ودهوك والسليمانية.
أعرف ان هذا الكلام صادم ومؤلم، ولكن الواقع يقول من المستحيل منع التدخل الإيراني في الشؤون العامة للشيعة والسماح لهم تقرير مصيرهم بأستقلالية تامة، وايضا من المستحيل منع تدخل الدول العربية في شؤون السنة، وكذلك من المستحيل خلق مشاعر انتماء وطني عراقي لدى الاكراد فهم يرون انفسهم دولة محتلة من العراق ويجب ان يتحرروا منه ويستقلوا ويعلنوا دولة خاصة بهم، فأمام هذا الوضع المأساوي والانقسام.. سيكون ( أهون الشرين ) هو تقسيم البلد.
ختاما: كلامي عن تقسيم العراق هو عكس قناعاتي وإيماني بدولة المواطنة العلمانية الديمقراطية، وانا هنا أقدم توصيفاً للواقع ولاأضيف جديدا، اما الكلام عن الوحدة الوطنية وغيرها فهو لم يعد مجدياً امام الانهيار الشامل للعراق وتجاوز الواقع الكارثي للأمنيات والأحلام الرومانسية.
هل هو الاحباط واليأس؟.. للأسف نعم.
- آخر تحديث :
التعليقات