الاستاذ ابراهيم الزبيدي اعلامي عراقي مخضرم دخل حقل الاعلام وانا لم أخلق بعد في الحياة، وهو ذاكرة هامة جدا تحتزن محطات ثرية من تاريخ الاعلام والفن والثقافة، وبودي مناقشة مضمون مقالته المنشورة في إيلاف التي تحدثت عن وطنية السيد برهم صالح رئيس حكومة كردستان.
سبق ان سمعت شخصيا في لقاء عام من الاستاذ الزبيدي عن صداقته الشخصية لبرهم صالح، وهذه المعلومة تصح كمفتاح ومدخل للمناقشة، وبما ان الزبيدي عاطفي وحنون وتؤثر فيه العشرة والصداقة... فقد وقع في مشكلة تقديم العاطفي على الوطني في مقالته هذه، ودفعاً لسوء التفسير أشير الى ان الزبيدي ثري مالياً وهو ليس بحاجة الى كتابة هذه المقالة من اجل تحقيق مصلحة شخصية، وانما كتبها بدوافع عاطفية فقط.
نقطة الخلاف مع الزبيدي في وصفه لسياسي كردي بالوطني... فهذا الوصف لو صدر عن شخص كردي فهو تعبير طبيعي ومنسجم مع التوجهات السياسية للشعب الكردي في النظر الى ساسته وتقييمهم واطلاق القاب الوطنية والنضال عليهم، ولكن ان يصدر هذا الكلام عن مواطن عراقي فالأمر من المنظور الوطني مختلف وقابل للنقاش والأعتراض لأسباب مبدئية وقانونية.
فكما هو معروف ان جميع التنظيمات السياسية الكردية حملت مشروعا قوميا معاديا للدولة العراقية - وليس للحكومات - وبحسب اعترافات الساسة الأكراد المنشورة فأنهم اقاموا علاقات تعاون عسكري مع الاتحاد السوفيتي سابقا وايران وسوريا وليبيا وحملوا السلاح ضد العراق وخرجوا عن قوانين الدولة، وحتى بعد تحرير العراق مازال تعامل عدد من الساسة الأكراد ليس مع الدولة العراقية، وقد ظهر هذا واضحا في الاصرار على كتابة الدستور الذي كرس المحاصصة، وكذلك تعامل الأكراد مع العراق بروح انتقامية عطلت معظم التشريعات والقوانين واعادة الإعمار، بل ووصلت في بعض الأوقات الى منع العرب من دخول مدن كردستان وطلب كفيل كردي منهم، بينما الدول المجاورة استقبلت العراقيين من دون كفيل !
وعليه فمن الناحية الوطنية يظل السياسي الكردي شخصا يعمل على اضعاف العراقبأستمرار لأن هذا يخدم مشروعه القومي.. لذا فلا يجوز ان يصدر عن مواطن عراقي وصف وطني لسياسي كردي يحمل مشروعا ليس وطنيا لأن هذا خلاف المباديء والتاريخ والحقيقة، وكنت افضل لو وصف الاستاذ الزبيدي برهم صالح بالشخص المخلص لمشروعه القومي الكردي.
- آخر تحديث :
التعليقات