في الوطن العربي لاتسمع علناً رؤية سياسية عقلانية قائمة على المصالح السياسية بشأن ضرورة التعاون مع اسرائيل بغية التصدي للعدو المشترك إيران واتباعها، ففي العالم العربي تجد السياسي والمثقف والمواطن العادي: أما انه خائف من اعلان موقفه الصريح بأهمية التعاون مع اسرائيل، واما انه مضلل غوغائي، وبحسب مقاييس العقل والمنطق ومصالح العرب.. لا يمكن لعاقل ان يؤيد تنظيمات إرهابية مثل : حماس والجهاد وحزب الله تحركها المخابرات الإيرانية السورية كأدوات ضد شعوبها واستقرارها وازدهارها!

والموقف العقلاني المرتكز على اهمية مصالح العرب واستقرار منطقتهم ونزع فتيل التوتر منها يقتضي هجر الشعارات الغوغائية التي لم تنفع العرب منذ أكثر من ستين عاما، واللجوء الى التفكير السياسي الواقعي الذي يقول: لاتوجد عداوات أو صداقات في السياسة، بل توجد مصالح، واليوم في هذه اللحظة تلتقي مصالح العرب واسرائيل عند قضية اسراتيجية في غاية الاهمية وهي : الخطر الإيراني المحدق بالمنطقة من خلال أذرعه المنتشرة التي تتجسد في القاعدة وحماس والجهاد وحزب الله الاخوان المسلمين وغيرهم، والسؤال السياسي الواقعي هو: اذا كان العرب بحاجة الى القوة العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية فلماذا لايتعاونون ويتحالفون معها لضرب عدوهم المشترك إيران وعملائها؟

فلا يمكن ابداً ان يظل لبنان رهينة وأسيرا بيد إيران تتلاعب به وبمصير شعبه وتدخله في قضية ليس له علاقة بها، ولاأدري ما دخل حزب الله بالقضية الفلسطينية اذا كانت الحكومة الفلسطينية الشرعية عقدت معاهدة سلام مع اسرائيل وتتفاوض معها مستقبلا على الحل النهائي؟.

والحرب على عملاء ايران هي إنهاء لمشكلة والقضاء عليها وليس خلق مشكلة في المنطقة، ففي جنوب لبنان من غير المسموح به اسرائيليا ودوليا وكذلك من قبل غالبية اللبنانيين اقامة هذه الدويلة الإيرانية الخارجة عن الشرعية والتي تحتضن تنظيما إرهابيا يعلن صراحة انه مرتبط بدولة إرهابية هي إيران، وامام هكذا وضع لايمكن القبول به يجب ان تتوحد الجهود العربية والدولية لدعم اسرائيل والأستفادة من قوتها العسكرية الهائلة واستعدادها المتحفز لسحق عملاء إيران في لبنان وانقاذ الشعب الللبناني والمنطقة العربية والسلام والأمن في المنطقة.

لايعقل ان يظل مصير ومستقبل الشعب اللبناني بأكمله مرهوناً بيد حزب الله، وان يستمر التوتر في المنطقة ويتهدد الأمن والأستقرار، ولابد من نهاية لهذه المأساة، والواقعية السياسية تقود العرب الى حقيقة واضحة وساطعة وهي ان مصالحهم في الوقت الحاضر مع اسرائيل للقضاء على عدو مشترك... فلماذا لايسعون خلف مصالحهم مثل باقي الشعوب؟

واطلب من الأشاوس الذين سحبوا خناجرهم وسيوفهم ومسدساتهم... استعدادا لأطلاق شتائمهم... واقول لهم : بدلا من التهم الجاهزة بالعمالة والصهيونية وغيرها من شتائم القاموس العربي العامر بما لذ وطاب لمن يشتهي من الغوغائيين.. بدلا من الشتائم أجيبوني على أسئلتي التالية :

- أليس تنظيمات حماس والجهاد وحزب الله هي مجرد أدوات من المرتزقة والعملاء بيد إيران وسوريا؟

- ألم تضر هذه التنظيمات الإرهابية مصالح شعبها وتتسبب في مأساتهم؟

- باعتباركم عربا تقدسون الأمانة والشرف... أليس حماس والجهاد وحزب الله خانوا الأمانة وباعوا أنفسهم الى إيران وسوريا، وبالتالي فأنهم يستحقون العقاب؟

[email protected]