اذا كانت فلسفة الصوم تهدف الى إدخال الصائم في تجربة روحية تسعى الى تهذيبه نفسياً واخلاقيا ً وسحبه من الانغماس في عالم الحياة اليومية وصراعاتها ومادياتها... فأن هذا الهدف الروحي يصطدم بسلوك غالبية المسلمين الرجال تحديداً الذين يضطهدون المرأة وينتهكون انسانيتها في هذا الشهر ويجبرونها على تهيئة اجواء ومستلزمات صيام رمضان بصورة قهرية مما يجعل صيامهم باطلا وغير مقبول!

فقد جرت العادة لدى المسلمين ان تقوم المرأة رغم اعباء العائلة والاطفال، ورغم انها صائمة.. ان تقوم المرأة بأعداد الفطور والسحور للرجل النائم المسترخي، بينما هي تدور في المطبخ مثل أي جارية مستعبدة، اذ المطلوب من المرأة سواء كانت زوجة أو أخت أو أم.. ان تعد الطعام داخل المطبخ لساعات طويلة وهي صائمة ايضا، والمطلوب منها ايضا الاستيقاظ قبل الفجر لأعداد السحور للرجل، و ان تتحول خلال شهر رمضان الى مجرد طباخ وخادم يوفر أشهى الأطباق ( وعلف ) الرجل بها!

وامام هذا الوضع البشع الذي تغيب عنه العدالة والمساواة، وتتصاعد فيه مشقة ومتاعب المرأة التي هي الأخرى صائمة وبحاجة الى الراحة والاسترخاء والدخول في الاجواء الروحانية لشهر رمضان.. يمكننا القول ان اكثرية صيام المسلمين الذكور باطل وغير مقبول، بل في شهر رمضان يتضاعف اضطهاد وظلم الرجل للمرأة وإرهاقها بأشغال المطبخ، ويزداد فيه أثم وذنوب الرجل!

من المؤسف ان الفكر الاسلامي أهمل تماما قضية العدالة والمساواة بين المرأة والرجل، بل اول من اضطهد المرأة وحولها الى جارية للمتعة الجنسية هم رجال الدين الذين تنتشر بين صفوفهم ظاهرة تعدد الزوجات اضافة الى زواج المتعة والمسيار والعرفي، والمسلمون انشغلوا في خلافاتهم الطائفية والترويج للدعوات العدوانية والإرهابية وتجاهلوا تنمية الجانب الأخلاقي والأنساني والدعوة الى العدالة والمساواة بين البشر!

[email protected]