الحراك السياسي العراقي مازال يراوح في مکانه و مازالت التجاذبات السياسية المختلفة بالاضافة الى التأثيرات الاقليمية والدولية تهيمن عليها بشکل واضح، ومن دون شك فإن التفاٶل بحل او إنفراج مرضي للأزمة السياسية العراقية مازال أمرا بعيد المنال.
الازمة العراقية التي جاءت للوجود عقب نتائج إنتخابات مارس /آذار الماضي والتي فازت فيها القائمة العراقية بزعامة الدکتور أياد علاوي، وهي تتفاقم و تتخذ طابعا من التعقيد مع مرور الزمن بحيث ان آفاق الحل المناسب لها وبنظر مختلف الاوساط السياسية قضية يصعب التکهن بها. ولاريب من أن الاصطفاف السياسي العراقي بکل تحالفاته و إختلافاته و تراکماته و بحکم قوة التأثيرات الخارجية عليه سيما الاقليمية منها والتي تبرز فيها و بشکل واضح تأثير نظام ولاية الفقيه، لم يتمکن لحد الان و على الرغم من مختلف المشاريع و الطروحات التي قدمت من أجل إخراج الازمة من عنق الزجاجة، من حلحلة الازمة او دفعها بإتجاه يقود الى تحديد سقف واضح لحل زمني مناسب لها. ولعل إلقاء نظرة متفحصة على المواقف العربية المخلصة من جانب العديد من الزعماء و القادة العرب وعلى وجه الخصوص خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أکدت و تٶکد الحرص المتميز للعرب على العراق و قلقهم و توجسهم ريبة على مستقبل و مصلحة هذه الدولة الشقيقة، وحتى ان مختلف الاوساط الدولية تٶکد بأن الموقف العربي من الازمة العراقية و الاوضاع السياسية هناك، هو من أکثر المواقف حرصا و إلتزاما و شعورا بالمسٶولية على الشعب العراقي و ترى بأن التجاذبات الاقليمية و الدولية لو خففت قليلا من ضغوطاتها و تدخلاتها في الشأن العراقي، فإن العقلية السياسية العربية بمقدورها طرح المشروع المناسب و الملائم للأزمة العراقية و إخراجها من الطريق المسدود الذي وصلت إليه. وهنا، ليس بالامکان مطلقا التغاضي عن الدور السلبي و الخبيث للنظام الايراني في المشهد السياسي العراقي والذي و بإعتراف مختلف الاوساط السياسية و بموجب آراء معظم المحللين و المراقبين السياسيين، يلعب الدور الاکثر و الاکبر سوءا فيما يتعلق بتعقيد الازمة العراقية و جعل مسألة الحل المناسب لها أمرا تعجيزيا، ويقينا ان الغمز من النافذة الايرانية للعالم بشأن ان حل الازمة العراقية هو جزء من صفقة سياسية مطروحة على طاولة المفاوضات بين نظام الملالي من جانب و الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريکية من جانب آخر، ولعل إلقاء نظرة أخرى على تعقد المشهد السياسي في لبنان و سيره بإتجاه الازمة العويصة ناهيك عن ماجرى و يجري في البحرين و اليمن و فلسطين من دفع الامور بإتجاه التعقيد و التأزم، يدل وبوضوح من أن نظام ولاية الفقيه وهو يواجه عواقب و تبعات سياساته الداخلية و الخارجية الهوجاء و غير السليمة و المخلة بالامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، يسعى جهد إمکانه من أجل توظيف نفوذه في معظم تلك الاماکن التي أشرنا إليها(وعلى رأسها العراق) و استغلاله في المناورة و المساومة مع الغرب و أمريکا.
اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، ومن خلال متابعتنا المستمرة للدور السلبي للنظام الايراني في الدول العربية، و ماولده و يولده من حزازات و تأثيرات بالغة السلبية على السلام و الاستقرار في المنطقة ولاسيما تهديده المفرط للأمن القومي العربي و إصراره غير المسٶول على المضي قدما بهذه السياسة الخاطئة، نرى بأن إنتباه الفصائل السياسية العراقية المختلفة و الزعماء و القادة السياسيين في العراق لسلبية هذا الدور و آفاقه السوداء التي لاتحمل في داخلها أية بشائر خير للعراق، هو امر بات أکثر أهمية من أي شئ آخر وان الضرورة الوطنية العراقية و مصلحة العراق العليا تطلب و بشکل ملح العمل الجدي لإيجاد حل مناسب و متفق عليه للأزمة العراقية بعيدا عن الظلال الداکنة العفنة للنفوذ الايراني، واننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب وبمناسبة هذا الشهر الفضيل، ندعو کافة أبناء الشعب العراقي والشيعة منهم بوجه خاص، لدفع و حث الفصائل السياسية العراقية بإتجاه الوصول لإتفاق يخدم مصلحة العراق اولا و آخرا و يساهم بالمزيد من أبعاده عن مظلة الملالي التي لا ولن تبتغي أي خير او منفعة للعراق وشعب العراق.
*المرجع الاسلامي للشيعة العرب
التعليقات