يحتار المرء وهو يطالع مساهمات بعضquot; الكتبةquot; الذين لا يعجبهم العجب، فإذا لاح في الأفق تقارب بين الفصائل الكردية المتقاربة فكرياً وسياسياً وتنظيمياً ما ارتاحوا لذلك، وإذا تشكل تجمع سياسي يضع في أولية quot; نضالهquot; التأسيس للتقارب، ونبذ التحارب والتقاتل والفرقة التي أضحكت الجميع علينا، سجل هؤلاء المفتقرون إلى الموضوعية وشمولية النظرة عدم رضاهم وشكوكهم عن نجاح تلك التجربة التي لم تلد بعد،أو هي في طور التشكل والبحث، وإذا قرر حزبان أن يجمعا جهودهما ونشاطهما في قالب فكري وسياسي واحد نرى هؤلاء يمتشقون أقلامهم المريضة، ويعلنون حرباً عجفاء بحبر باهت على تلكquot; الأحلامquot; ويريدون رأس هذا التقارب بأي ثمن، ويشككون به، quot; متوقعينquot; أن لا محالة بخواء التجربة ولا جدواها، وأن هذه الولادة قيصرية، ولن يكتب لها النجاح بالمطلق استناداً إلى تجاربهمquot; النضاليةquot; والسياسية quot; العميقة مع الطيف السياسي الكردي، وينصبون أنفسهم دون وجه حق quot;قدّيسيquot; هذا النضال الذي ما مارسه سواهم!! وبالتالي لا يرون فائدة من توحيد أية فصائل سياسية كردية لأنهم quot; مسلوبيquot; خطأ فادح quot; مسلوبوquot; الإرادة دون أن يبرهنوا لقارئهم quot; العزيزquot; مَن سلب من هذه الفصائل إرادتها، وكم أفواهها، ولأنها لا تملك ndash; حسب زعمها أي مشروع تضعهquot; أمامها حتى تصل إلى غايتها وتحقق مآلهاquot;.

لمَ نشكك، ونرتاب من مجرد طرح مشروع أو فكرة حول توحيد الصف الكردي أو توحيد صفوف أحد التنظيمات الكردية التي تشترك بالبرامج أو المواقف، وحتى تتقاطع على مستوى quot;الاسمquot;؟؟ أليس من حق رفاق وأنصار والمقربين من هذه التنظيمات أن تدعو إلى وحدة صفوفها في زمن غدا فيه التفرق والتفريخ الحزبي وتشظي التنظيمات الكردية في سورية إلى حد يخجل منه الجميع، ومعروف أن هذا التشظي لم يأتِ عفو الخاطر، إنما كانت هناك أياد ساهمت بكل حيويةquot; وهذا حقهاquot; بزعزعة قناعة الشارع الكردي في سورية بجدوى هذه التنظيمات، وقطع التواصل معها جماهيرياً وإحجامها، وتقزيمها وبالتالي إفراغها من محتواها ومن الهدف الذي من أجله تأسست، وعلى أساسها وضعت مشروعها السياسي.

إن الذين يشككون حتى بأحلام الكرد من مثقفين ومتابعين سياسيين ومنخرطين في هذه الأحزاب، ليس من حقهم أن يتحدثوا عن هذه الأحلام ومشروعية مطلب الشارع الكردي من أجل توحيد quot; الحركة السياسية الكرديةquot; لأنهم يناقضون أفكارهم، وينطلقون من رؤية مضللة، مشوشة لم تقرأ الواقع بعناية، ووضعت نصب عينها معاداة أي تقارب كردي!!
وما يحز في النفس أن بعضاً من هؤلاء محسوب على خارطة هذه التنظيماتquot; المفلسةquot; والبعض الكثير خارج هذه الخارطة، لذا كان جدير بهم أن يعلنوا مواقفهم من غير إملاق، فتحسب أن بعض الـ quot; هؤلاءquot; ميت على الوضع المزري لهذه الأحزاب، وقلبه ينفطر على ما آلت إليه الأوضاع، ويبدأ بالتنظير المجاني، ويقدم حكمه الأفلاطونية من أجل تستمع هذه الأحزاب إلى رأيه بعد أن حرقتها نار الضلال، ويدعوها إلى سواء السبيل بعد أن ارتمت في quot; الأحضان الدافئة إياهاquot;
والأمر الثاني: ما الضير إذا كان من يدعو إلى التقارب الكردي quot; تنظيمياً وسياسياًquot; شخص يقيم هنا في أرض الوطن أو اضطرته ظروفه الخاصة لمغادرته، وبالتالي هو يتابع نضاله في ساحة أوسع وأرحب، وما علاقة الحنين والشوق والعاطفة بموضوع كهذا؟؟!!

هل مَن أدلوا بدلوهم كتبوا مواضيع إنشاء عن الحنين للوطن وأشجاره ومائه؟؟ حتى نحاسبهم على منسوب الخيال وجدّة الصورة الشعرية عندهم؟؟ أم كتبوا عن موضوع سياسي يهمُّ الشريحة الأوسع من الشعب الكردي، ومن حقهم أن يتناقشوا في أي أمر يهم شعبهم.

من الخطأ التشكيك بأي تقارب كردي والحط من شأنه لأنه يخلق حالة من القنوط واليأس بين الجماهير، وهي في غنى عنها في الوقت الحاضر على الأقل.
ولا يدّعي حصيف أن لوحة الأحزاب الكردية زاهية، ولا تعاني من حالة تشرزم مقيت، لكن يجدر بالجميع أن يترصدوا بصيص الخلاص من هذا الواقع، وإشعال شمعة الأمل عبر نقد لوحة الحركة بموضوعية وعقلانية ودراسة جميع الجوانب التي تعيق انعتاق الحركة، وخروجها إلى نور توحيد الجهود، ونور الاتفاق على المستوى الأدنى لتحقيق الأهم وهو وحدة الصف الكردي ورص الإمكانيات تحضيراً لاستحقاقات المرحلة.

هؤلاء الشكاكون بكل تقارب؟؟ هلَّا عرفونا على أجنداتهم هم؟؟ هل قدموا مشاريع وأفكاراً بديلة؟؟ أم تهيمُ كتاباتُهم في بوادي الجعجعة؟!