الاسلاميون بشر. هم عرضة لكل ما يتعرض له البشر، لهذا ليسوا استثناء على الصعيد الانساني. فكما قدمت الثورة ألوف الامثلة على تضحياتهم ضد الطغيان الاسدي، كشفت الكثير من زيف الكثير من اصحاب الذقون من ملثمين ومبرقعين، ومن حملة الراية السوداء، بدلا من العلم الذي اختارته الثورة عنوانا لسورية الاستقلال والديمقراطية.

- هنالك فارق بين الاسلاميين وبين محترفي الاحتراب الجهادي، وكلا الطرفين الثورة، لم تتركهم بلا نقد وبلا تشهير أيضا على كافة المستويات.
- الثورة ضد الظلم والطغيان، لم تكن أبدا ثورة أيديولوجية فقط، لا يحتاج الكائن الانساني لكثير من اللغو، حتى يشعر أن كرامته مهانة على كافة الصعد. والاسلامي ليس استثناء أيضا.
- هنالك معادلة لا يريد بعض الناس من مثقفين وغير مثقفين فهمها، لكل من موقعه وغاياته وثقافته ومصلحته وأخلاقه، أن الثورة أية ثورة في التاريخ بعد أن تنطلق، وايا كانت اسبابها، هي ميزان قوى في النهاية. سواء كانت سلمية او مسلحة. كالطائفية التي ميزت النظام الاسدي في قوته.

- الاسلاميون تيار سياسي كبقية التيارات، يريد تحقيق برنامجه السياسي، لكن هنالك أقلية داخله تريد فرض هذا البرنامج بقوة السلاح، تحت مسمى الجهاد، هؤلاء بماذا اختلفوا عن أي نظام فرض على الشعب بقوة السلاح؟
- تضحيات المواطنيين السوريين من أجل حريتهم، لا يستطيع أي طرف معارض ادعاء، أن هذه التضحيات جاءت تلبية لنشاطه. نتيجة لواقع سورية الديمغرافي، كانت الغالبية من المضحين كما يقال هم من المسلمين السنة، لكن ليس لأنهم منضوون في تيار سياسي اسلامي. لأنهم مسلمين سينهلون من تاريخهم رمزيات الطهر والتضحية والعدالة والحرية. لكن هذه المسألة لاتعبر عن إدانة لهم بل تعبر عن إدانة لهذا النظام، ومن وقف معه علنا أو سرا، ممن يدعون اليسار والعلمانية، أنهم احتقروا مجتمعهم لصالح بسطار طائفي، بالتالي هذا المجتمع سيحتقرهم أيضا، وهم يستحقون.

- عندما يقوم النظام بمجازر ضد المدنيين وكل الناس دون تمييز، لسان حال بعضهم أنه يقوم بذلك لأنه نظام!! بينما إذا اتت ردة فعل على هذه المجازر من طبيعتها المجرمة والطائفية يصبح المجتمع هو الطائفي!
- مع ذلك نسبة تضحية الاسلاميين في ثورتنا السورية، أكبر بكثير من نسبة تضحيات التيارات الأخرى، لكنهم كانوا رديئين في تسويق نفسهم سياسيا بعد أن تعسكرت الثورة، هنا لا يتحمل المواطن العادي ولا الجندي المنشق هذه المسؤولية بل تتحمله أحزاب وتيارات وشخصيات إسلاموية كانت أقل كفاءة بتحويل هذه التضحيات، إلى انتصارات للحرية وقضيتها.

- تقصير المجتمع الدولي الفاضح في دعم قضية الحرية في سورية، وسماحه لكل انواع التطرف بالدخول إلى سورية، من تطرف الاحزاب الشيعية في العراق ولبنان، إلى تطرف القاعدة، وكل انواع التطرفات أن تدخل البلد وهذه المسألة لا تتحملها الثورة، لأنه كما قلت في البداية هنالك ميزان قوى دولي، أكبر من الجميع هو من يتحمل المسؤولية. لهذا مجتمعنا تليق به الحرية رغم كل هذا.. وستعلم الحرية وممارستها بعد أن يتحرر من هذه الطغمة ويعلمها لاجياله اللاحقه..لأنه مجتمع خرج من القمقم، وكسر الطوق المجرم.