في لقاء مؤخرا في لندن مع مسؤول غربي يهتم بملف الشرق الأوسط عامة والملف السوري على الأخص احتدم الجدل حول من يحق له حضور مؤتمر جنيف الثاني المقرر عقده في 22 يناير كانون الثاني 2014 المقبل.

ولتبرير مشاركة ايران في المؤتمر قال المسؤول من له مصلحة في الملف السوري ومن له وجود على الأراضي السورية يحق له المشاركة في مؤتمر جنيف 2 لكي يكون من ضمن الموقعين على الاتفاق النهائي وليلتزم بشروط الاتفاق في حالة التوصل الى اتفاقية تتعلق بانهاء الأزمة السورية.

حسنا ورائعا والآن وحسب قاعدة من له مصلحة في الملف السوري ومن له وجود على الساحة يحق له المشاركة فمن الضروري ان يتم توجيه الدعوة لايران وحزب الله وكتيبة ابو فضل العباس والقاعدة وجبهة النصرة والجيش السوري الحر وتعساء داعش واغبياء عصابة النكاح الجهادي او الجهاد النكاحي وفيلق القدس والجماعات الكردية المسلحة المتعاونة مع النظام وعصابة المجازر التي يقودها بشار الأسد ويجب ايضا توجيه الدعوة لممثلين عن الشبيحة والقتلة والمجرمين وكل الفئات الحليفة التي تحارب دفاعا عن بشار الأسد والتي تحارب ضده. ويجب توجيه الدعوة للكذبة المخضرمين من أمثال وليد المعلم وبثينة شعبان وفيصل مقداد وبشار الجعفري وعمران الزعبي وبشار الأسد ذاته.

القاعدة ليست ضد بشار الأسد بل حليفة له:
قبل عامين في ديسمبر 2011 هز انفجاران بسيارتين مفخختين العاصمة السورية دمشق، فسارع نظام دمشق بابتهاج وحماس بالإعلان عن أن تنظيم القاعدة هو المسؤول عن تلك العملية التي تزامنت مع وصول وفد المراقبين العرب إلى سوريا، والذين هرع النظام بسرعة فائقة لنقلهم لزيارة موقع التفجيرين. فالسؤال هل كانت هذه مسرحية جديدة من مسرحيات النظام؟ أم أن القاعدة أتخذت موقفا جديدا داعما لبشار الأسد وعصابته؟ تساءل الكثيرون في ذلك الوقت كيف استطاعت القاعدة دخول دمشق واستطاعت ان تختار موقع مناسب وتترك سيارات مفخخة وتختفي ان لم يكن ذلك بتخطيط مسبق وتعاون تنسيقي مع مخابرات النظام. للنظام السوري خبرة طويلة في التعاون مع القاعدة حيث كان يرسل مئات الانتحاريين الى العراق في الفترة 2003-2009.

الاعلام السوري لا ينفك عن الاشارة للقاعدة ومحاربة القاعدة لاقناع الغرب انه يحارب الارهاب ليرسم صورة مغلوطة عن الثورة ضد النظام ولكن هذه الأكذوبة بدأت تتآكل من شدة الاستهلاك حيث لا يقتنع أحد ان القاعدة تحارب النظام خاصة في ظل تقارير متتالية انها تحارب الجيش السوري الحر. محاولات النظام الكاذبة للظهور كأنه يقف مع اميركا في مكافحة الارهاب لم تعد مقنعة وتذكرنا بمسرحيات ابو عدس ومجموعة شاكر العبسي لخلق بلبلة مصطنعة في لبنان. ليس النظام السوري فقط الذي استخدم القاعدة لأغراض سياسية فايران استغلت القاعدة في مناوراتها الاقليمية المعروفة. القاعدة خدمت ايران وروسيا والنظام السوري ولهذا يجب ان تحضر مؤتمر جنيف الثاني كلاعب رئيسي على الساحة.

خدمات جليلة لدمشق:
لا شك ان القاعدة وداعش وجبهة النصرة قدمت خدمات جليلة للنظام السوري سياسيا واعلاميا وساعدت النظام على الايحاء بأن الانتفاضة الشعبية ضد النظام من أجل الحرية والكرامة على أنها صراع طائفي ديني.
وهنا يجب الاشارة لتقريرهام ظهر في الأهرام الاسبوعية الناطقة باللغة الانجليزية اواخر شهر اكتوبر الماضي ومما جاء فيه أنه quot;من غرائب الأمور ان النظام السوري لا يقصف المواقع التي تسيطر عليها القاعدة والفئات المنتسبة لها والتي الآن تزاود على النظام في العمل على اضعاف الجيش السوري الحر وتشويه المعارضة واعطاء الفرصة تلو الأخرى للنظام ليكذب انه يحارب الارهاب.quot;

وتقول مصادر موثوقة في المعارضة انهم اكتشفوا نمطا جديدا في التطورات على الأرض. كلما شعر النظام انه في مأزق، فجأة تقوم فئات القاعدة بافتعال اقتتال مع الأكراد او الجيش السوري الحر لتخفيف الضغط عن النظام. ويحاول البعض تفسير ذلك بأن النظام استطاع اختراق القاعدة او أن القاعدة شكلت تحالف وروابط مع اجهزة الاستخبارات السورية.

لذلك سوف لا نستغرب اذا ما تم توجيه الدعوة للقاعدة وحلفاءها للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 للمساهمة في انقاذ نظام بشار الأسد. العالم وزوجاته الأربعة يعرف الآن ان بشار ألأسد متورط شخصيا بجرائم حرب ضد الانسانية حسب التقرير الأممي الأخير.


لندن