لست في صدد الدفاع عن کمال سيد قادر المرشح لمنصب رئاسة الاقليم، ولست أنوي التصيد في المياه العکرة کما قد سيسعى البعض لوصفي، لکنني أقول: هل أن رشق هذا المرشح بهذه الصورة المهينة مجرد حدث عادي في وسطquot;غير عاديquot;؟ الاکثر قبولا للترجيح هو أن الذي جرى فعل متعمد عن سابق قصد و إصرار من أجل توهين و تحطيم البعد المعنوي لهذا المنافس و الخصم القادم من أجل إزاحة متشبثا بمنصب يفترض أن يکون خارج دائرة و متناول المهيمنين عليه بوسائل و طرق ملتوية.

لعبة الفيفتي فيفتي بين حزب البرزاني و حزب الطالباني و التي ضاع في اروقتها و دهاليزها الکثير من الحقائق و الحقوق، تعود مجددا من أجل فرض مسعود البرزاني المحاط بجيش من المستشارين کرئيس لإقليم کردستان العراق، ومن المؤکد بأن حزب الطالباني الذي صار مجرد تابع لحزب البرزاني سوف يسعى بضراوة للدفاع عن ولاية ثالثة للبرزاني و يلحسون کل ماضيهم الطويل في التعرض لعائلة البرزاني، والغريب أن أفرادا من حزب الطالباني يتکلمون هذه الايام و بحماس فريد من نوعه في وسائل الاعلام المختلفة بخصوص أنquot;الحزبين القائدينquot;قد سمحا بفضاء و مساحة کبيرة للمعارضة کما هو الامر في إسرائيل و الهند کما زعم ذلك القيادي من حزب الطالباني متفاخرا وکأن منح المجال و الفرصة للحريات و المعارضة هو منة و کرم من جانب الحزبين المتسلطين على دفة الحکم في الاقليم.

حزب البرزاني الذي ينخره فساد کبير يستشري في مختلف مفاصله، يبرع في إستخدام المال و السلطة و النفوذ من أجل تعزيز حکمه في مناطق نفوذه وله خبرة و تجربة طويلة و کبيرة جدا بهذا المجال، أما حزب الطالباني الذي بات يتراجع القهقري أمام التقدم الکبير و الملفت للنظر لحرکة التغيير التي يقودها نوشيروان مصطفى و التي باتت تشکل أرقا للحزبين على حد سواء، فإنه يحاول من خلال مسايرة و مماشاة حزب البرزاني أن يحافظ على موطئ قدمه الضيق الذي بقي له في منطقة نفوذه السابقةquot;السليمانيةquot;، والتي باتت حرکة التغيير و قوى و احزاب معارضة أخرى تسحب البساط من تحت أقدامه لکن المشکلة الکبرى لحزب الطالباني أنه قد إنجرف هو الاخر في وحل الفساد و تمرغ فيه الى الحد الذي بات ينافس و يجاري الطرف الاخرquot;الاعرقquot;وquot;الاکثر أصالةquot;في مجال الفساد بمختلف أنواعه، لکن الذي يجب الانتباه إليه أن هؤلاء الذين کانوا بالامس يزعمون أنهم ضد حکم العائلة و العشيرة باتوا و کما يقول المثلquot;في الهوا سواquot;.

مشکلة الحزبين القائدين أنهما يتصوران بأنه بمقدورهما و في عصر العولمة و الثورة المعلوماتية لجم المعارضة و تحديدها و إستمرارهما في حکمهما المزمن للإقليم و المضي قدما في عملية خداعهما للشعب الکردي و القفز على الحقائق، نرى أن مسعود البرزاني و بعد الفشل الذريع الذي لحق به في سياسته غير السليمة بشأن سحب الثقة من نوري المالکي و التي إنتهت بتبادل الزيارات الحميمة و تبادل القبل و الولائم و کأن شيئا لم يکن، الاجدر به أن يتنحى جانبا و أن يعترف بخطأه الفاحش الذي قاده إليه جيشه من المستشارين المتخمين بکل شئ إلا الحصافة و الرؤيا السليمة.

کمال سيد قادر الذي يحاول أن يحفر في جدار صلب بمعول من خشب، يريد أن يبعث برسالة للشعب الکردي مفادها و مضمونها الکف عن تمجيد الشخص و جعله الها کما کان حال الشعوب في الفترات السابقة، واننا نعتقد بأن سيد قادر سيثبت عاجلا أم آجلا نجاحه في مهمته خصوصا وان الرجل يدرك جيدا تعقيدات الاوضاع و سياقاتها، لکن الذي يجب أن يدرکه الحزبان القائدان و البرزاني على وجه الخصوص أن هناك عشرات و مئات من أمثال کمال سيد قادر في طريقهم الى النور و الولادة وان البيض و الطماطة الفاسدة التي رشقوا بها هذا المرشح الشجاع و الجرئ لابد أن تکون من حصة من يرعى الفساد و يوفر الشرعية و الحماية اللازمة للمتورطين فيه!