الكل ساكت عن تجاوزات المالكي المتواصلة بحق الاكراد، الاحزاب الشيعية الحليفة والصديقة والمرجعيات الدينية المعتبرة، كلها الزمت الصمت المطبق ازاء ما يتعرض له الشعب الكردي على يد رجل متسلط يريد ان يفرض ارادته القمعية على العراقيين بالقوة ويكرس حكما دكتاتوريا في العراق على غرار نظام بشار الاسد في سوريا، فهي تتدخل في كل شيء، وتحاسب الحكومة على الصغيرة والكبيرة، ولكنها عندما تأتي الى القضية الكردية والاجراءات المجحفة اليومية التي يتخذها المالكي بحق الشعب الكردي، تلزم السكوت المريب ولا تتصدى لها، وهذا الموقف السلبي من تلك المرجعيات والاحزاب الشيعية لا يحتمل غير ثلاثة تفاسير لا رابع لها ؛ اما انها تخاف"المالكي"وتخشى سطوته المتنامية، وهذا غير صحيح، لان معظم تلك الاحزاب تمتلك ميليشيات مسلحة قوية وبعضها خاضت معركة ضارية ضد الحكومة كالجيش المهدي، واما انها لا تريد فرط عقد التحالف الشيعي الذي يضمها وحزب المالكي، وهذا ايضا خطأ استراتيجي تقترفه تلك الاحزاب ان فكرت بهذه الطريقة، لان المالكي بشخصيته الاستحوازية، لايمكن ان يقيم اي وزن لهذا التحالف او اي تحالف اخر سياسي او طائفي اذا تعارض مع مصالحه السياسية وطموحاته الفردية التوسعية، وقد رأينا كيف انه تحدى اوامر المرجعية العليا ورفض الانصياع لها، عندما حذرته من ترشيح نفسه لولاية ثالثة، ونأتي الى الاحتمال الثالث لسكوت الاحزاب والمرجعيات الشيعية ازاء ما يفعله المالكي بحق الاكراد وغيرهم، وهو ان هذه الاحزاب والمرجعيات متواطئة مع المالكي وتشترك معه في هدف واحد وهو بسط السيطرة الكاملة على العراق وعلى مكوناته الرئيسة بدافع طائفي. واذا كانت بعض هذه الاحزاب تأخذ جانب المعارضة لسياسة المالكي، فانها لا تعدو عن كونها تمثيلية وتبادل ادوار من اجل ذر الرماد في عيون العراقيين، وهذه الاحتمالية تؤكدها الجلسة القادمة للبرلمان لاختيار المرشح الشيعي لرئاسة الوزراء، فاذا قام التحالف الوطني بالتجديد للمالكي، فان العراقيين قد قطعوا الشك باليقين عندئذ وادركوا ان التحالف والمالكي وجهان لعملة واحدة وهما يسعيان لهدف واحد وينفذان خطة واحدة ولا فرق بين المالكي وبين القادة الاخرين الذي يرفعون راية المعارضة...وان لم يكن التحالف مشتركا مع المالكي في التصعيد الخطير ضد الشعب الكردي، فلماذا لم يشجب الحصار الجائر الذي فرضه عليه وقطع الميزانية عن موظفيه، وهو ما لم يقم به اي حاكم دكتاتوري من قبل، ولماذا منع الطائرات التجارية الاجنبية بالهبوط في مطاري السليمانية واربيل في خطوة استكمالية في تشديد الحصار على كردستان..ولكن لماذا هذا التصعيد الخطير ضد اقليم كردستان وفي هذا الوقت بالذات؟ ولصالح من؟ ولماذا ترك"المالكي""داعش"لتبتلع مزيدا من المناطق العراقية، وهي في طريقها الى المنطقة الخضراء التي يقيم فيها، واتجه الى الاكراد؟ الأنهم الخاصرة الرخوة في الجسم العراقي؟ ام ان الاوامر من ايران قضت بضرورة افتعال ازمة جديدة مع الاقليم بعد ان اعلن الاخير عن عزمه في الاستقلال والانفصال عن العراق؟ الامر الذي اعترضت عليه ايران بشدة!..و مرة اخرى يلجأ المالكي الى لعبته المفضلة في اثارة الازمات، ولكن هذه الازمة من&النوع الثقيل، قد تطيح بالعراق ارضا ودولة وحضارة.. اوقفوا هذا الاخطبوط لكي لا يتوسع ويتمدد و يدمر كل شيء في طريقه، فاذا كان التحالف الوطني مازال يرجو منه الخير لصالح الشيعة والتشيع، فانه واهم، لانه لا يرى الا نفسه ولا يسمع الا صوته، ولا يعمل الا لمصلحته في التفرد بالحكم وقمع الاخرين، سواء كانوا سنة او اكرادا او شيعة.
&
التعليقات