هزيمة مخزية و فضائحية جديدة و مخزية و فضائحية بطلها هذه المرة ليس جيوش نوري المالكي التي هربت بالدشداشة الخالدة أمام عصابات داعش و أخواتها، بل كان بطلها الجديد و المثير هو جيش دولة مسعود بارزاني أو قوات الفدائيين الكردية ( البيشمركة ) التي هربت لا تلوي على شيء أمام نفس الجحافل البائسة و المتخلفة التي أحاقت الهزيمة بجيش جمهورية حزب الدعوة و شركاه من أتباع النظام الإيراني الذين لم تفدهم أبدا تكتيكات الحرس الثوري القتالية و لا الأسلحة ألأمريكية و الروسية و لا أساليب العصابات و الجيوش الطائفية التعبانة وهم أساسا مجرد فرق إغتيالات بائسة كالعصائب و جيش المختار و البطاط و الوطواط و غيرها من الكتائب و الألوية، لقد سلم جيش البارزاني الذي يحرص على إقامة كردستان الكبرى بكل يسر وسهولة بلدتي سنجار وزمار و الآبار النفطية هناك كهدية لعصابة داعش و كعربون عن قوة و عظمة الجيش الكردي الذي تهاوت أركانه كشقيقه اللدود جيش نوري أفندي أمام عصابات بائسة و زمر تكفيرية وفشل فشلا ذريعا في حماية الشعب الكردي أو الطوائف و الأقليات , لتثبت تلك الهزيمة المرة عن فواجع و مصائب عديدة وعن عملية الخداع الكبرى التي يتعرض لها الشعب الكردي الشقيق وهو يضع مصالحه و مستقبله بيد قيادة لا تعرف كيف تقود و لا تمتلك زمام المبادرة وكل عدتها و عديدها الإحتماء بالعامل الدولي، فالمواجهة مع داعش قد كشفت المستور و أكدت الحقيقة العارية بأن الدولة الكردية وحمايتها من الأخطار مجرد وهم كبير و كبير جدا، و بأن تميز البيشمركة في حرب العصابات السابقة ضد الجيش العراقي أيام التمرد في ستينيات و سبعينيات القرن الماضي لايعني بأنها ستتمكن من الدفاع عن كردستان فضلا عن حماية مشروع دولة كردستان الكبرى، فالبيشمركة شربت من نفس الكأس التي تشرب منها جيوش الدول التي تتعرض للهزائم المنكرة و الشنيعة، وبرغم حرص الحكومة الكردية على إعطاء إنطباع بأن البيشمركة ستعود لتحرير الأماكن التي هزمت منها إلا أن الواقع الميداني بأن المهمة الرئيسية ستكون حماية أربيل وليس إسترجاع المفقود من الأراضي وهو نفس حال الحكومة العراقية التي إشترت السلاح من الشرق و الغرب و جيشت الجيوش و إستعانت بالفتاوي للتجييش الطائفي إلا أن النتيجة النهائية ستكون بكل تأكيد إجتياح مفاجيء و سريع قادم لبغداد لا محالة، فالسيناريو الدولي قد كتب بطريقة مشابهة للحالة الأفغانية وحيث تبرز فئة متعصبة تشعل سيناريوهات و ملفات الصراع الداخلي و يتيه البلد في نزاع داخلي وبمحفزات طائفية وعرقية و عشائرية فيما تجري عمليات النهب و السلب و التدمير لمقومات الدولة و المجتمع و الدخول في حروب إستنزاف داخلية لا تكرس سوى التخلف و العدمية، هزيمة البيشمركة في سنجار و زمار و تخليهم عن حماية الأقليات و الطوائف ستتبعها بكل تأكيد هزائم قوية قادمة ستطير أحلام العنصريين و الشوفينيين الذين يتصورون أنه بإنفصالهم عن العراق سيحققون الحلم الأزلي و يقيمون الدولة اليسوبرمانية، متناسين بأن حبال الوحدة الوطنية العراقية الجامعة المانعة هي المنقذ من الضياع و بأن النضال من أجل عراق قوي موحد فيه الشفاء للجميع وهو الوصفة الوطنية الجاهزة للعلاج.. لقد تعرض الجيش الكردي لهزيمة مذلة أمام زمرة من العصابات التكفيرية البدائية البائسة، فكيف سيكون الحال فيما لو كانت تلك المواجهة مع الجيش التركي أو الإيراني؟ الجواب واضح و لا يحتاج لبرهان إضافي... بسبب هزائم البيشمركة الثقيلة ستكون كردستان في مهب الريح..؟ و فتعلموا من التاريخ أيها الرفاق في كردستان الجنوبية، فالعراق الواحد الموحد هو حصنكم الوحيد، أما الجري وراء الأحلام التائهة فلا يحمل معه سوى الخسران المبين.. و إلى مزيد من الهزائم..

&

[email protected]