يقول خبير ألماني إن فعالية فيروس ستوكس نت بنفس فاعلية الهجوم العسكري، حيث اعاد البرنامج النووي الإيراني عامين للوراء.
القدس، عواصم: قال خبير ألماني كبير في مجال الكومبيوتر، إن فيروس laquo;ستوكس نتraquo; قد نجح في إعادة البرنامج النووي الإيراني عامين للوراء، وإن فاعليته كانت بنفس مقدار فاعلية الهجوم العسكري، وربما أفضل لعدم وجود خسائر بشرية ولا حرب، ومن وجهة النظر العسكرية laquo;هذا نجاح مبهرraquo;.
وقال رالف لانجر، وهو واحد من أوائل الخبراء الذين حللوا شفرة laquo;ستوكس نتraquo;، في تصريحات نقلتها صحيفة laquo;جيروزاليم بوستraquo;، الصادرة باللغة الإنجليزية في إسرائيل، أمس، إنه يجدر بإيران أن تتخلى عن أجهزة الكومبيوتر التي أصابها الفيروس، الذي وصف بأنه laquo;الأكثر تعقيدا وعدوانية في التاريخraquo;.
واعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاثنين ان العديد من الات الطرد المركزي التي تنتج اليورانيوم المخصب في مصنع نطنز في وسط البلاد واجهت quot;مشكلاتquot; بسبب quot;برامج انزلت على تجهيزات الكترونيةquot;، في اشارة محتملة الى الفيروس المعلوماتي.
واضاف احمدي نجاد، اول مسؤول ايراني يقر بتعرض البرنامج النووي الايراني مؤخرا لفيروس معلوماتي، انه تمت تسوية المشكلة.
وقال الرئيس الايراني ردا على سؤال حول المشاكل التي واجهها برنامج تخصيب اليورانيوم quot;تمكنوا بشكل محدود من اثارة مشكلات في عدد من الات الطرد المركزي بواسطة برامج معلوماتية انزلت على قطع الكترونية لكن خبراءنا تمكنوا من التدخل ولم يعد في استطاعتهم القيام بذلك اليومquot;.
ولم يكشف احمدي نجاد الجهة التي يتهمها بالوقوف وراء هذا العمل كما انه لم يستخدم كلمة فيروس.
واصيبت ايران منذ الصيف بفيروس معلوماتي جديد بالغ التطور، وهو يصيب بعض البرامج المعلوماتية ولا سيما تلك التي تضبط سرعة دوران محركات المنشآت الصناعية. وبحسب عدد من الخبراء فان هذا الفيروس استحدث بشكل اساسي لاستهداف المنشآت النووية الايرانية ولا سيما الطاردات المركزية.
وكشف تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق ان انشطة تخصيب اليورانيوم التي تقوم بها ايران شهدت توقفا موقتا استمر يوما واحدا على الاقل في تشرين الثاني/نوفمبر.
واجهزة الطرد المركزي هي اجهزة اسطوانية مضبوطة بشكل دقيق تدور بسرعة تفوق سرعة الصوت لفصل احد نظائر اليورانيوم المستخدم لانتاج الوقود النووي، وفي حال تخصيبه بشكل أعلى يمكن ان يستخدم كمادة انشطارية في قنبلة نووية.
وقالت الوكالة الذرية في تقريرها quot;يوم 16 تشرين الثاني/نوفمبر، لم يتم تغذية اي من اجهزة الطرد المركزي بسادس فلوريد اليورانيومquot;، الا انه لم يوضح سبب توقف عمليات التخصيب.
وسادس فلوريد اليورانيوم هو غاز سام، وهو اليورانيوم المستخدم في عمليات التخصيب.
ومعظم الاجهزة في محطة نطنز تستخدم لانتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب المستخدم لانتاج الوقود النووي.
وقال التقرير ان محطة اصغر كثيرا من محطة نطنز بدأت ايران بعمليات تخصيب اليورانيوم فيها الى نسبة 20% في وقت سابق من هذا العام لانتاج النظائر المشعة للاغراض الطبية، لم يتوقف عن العمل.
ولم يتمكن مسؤولون الوكالة الدولية بعد تحديد مدة التوقف في 16 تشرين الثاني/نوفمبر بالضبط وتراوحت التقديرات ما بين يوم كامل او ربما اكثر.
وقالت السلطات الايرانية للمفتشين انه في 22 تشرين الثاني/نوفمبر تم تغذية اجهزة الطرد المركزي باليورانيوم.
وسارعت ايران الى استبعاد احتمال تعرض برنامجها النووي لهجوم فيروسي، وقالت ان توقف العمل سببه مشاكل فنية.
ويعتقد الخبراء بصحة النظرية بان التوقف في عمل اجهزة الطرد المركزي سببها فيروس ستاكسنت الي تسلل الى اجهزة الكمبيوتر في منشات ايران النووية.
ويشتبه في ان اسرائيل هي التي صممت هذا الفيروس لتخريب برنامج ايران النووي الذي يعتقد الغرب انه مجرد غطاء لبناء قنبلة نووية رغم نفي ايران ذلك.
وقال مارك هيبس من مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي ان نظرية اختراق الفيروس لبرنامج ايران النووي quot;ممكنة جدا بسبب المشاكل الفنية التي يمكن ان يتسبب بها لانظمة التحكم باجهزة الطرد المركزيquot;.
واوضح ان quot;اجهزة الطرد حساسة للغاية واذا قمت بتعطيلها فانك تسبب في تعطل عدد كبير من اجهزة الطرد المركزي الاخرىquot;.
ويرى المحللون ان معدات التخصيب الايرانية تعاني من الكثير من العيوب مما يجعلها اكثر عرضة لهجوم بفيروسات كمبيوتر.
ومعظم اجهزة الطرد المركزي الايرانية، والمسماه بي-1 او اي ار-1، تستند الى طراز يعود الى السبعينات، وهو طراز معرض للعطل باستمرار.
الا ان مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قال انه quot;من المرجح جدا ان يكون توقف الاجهزة سببه الجهود للتغلب على مشاكل فنية مزمنةquot;.
وقال انه quot;يبدو ان فيروس ستاكسنت ساهم في هذه المشاكل، ولكن اجهزة الطرد المركزي بي-1 تعاني من مشاكل على اية حالquot;.
واشار هيبس من معهد كارنيغي الى ان ايران يمكن ان تتخلى قريبا اجهزة الطرد بي-1 او اي ار-1 واستبدالها باجهزة افضل واكثر تقدما.
وطبقا لتقرير الوكالة الدولية يوجد في محطة نطنز حاليا 8426 جهاز طرد مركزي من طراز اي ار-1، بانخفاض عن 8856 جهازا في نهاية اغسطس. وتقتصر عملية التزويد بالمواد النووية على نصف هذه الاجهزة اي 4816 جهازا.
وابلغت ايران الوكالة الدولية انها تعتزم خفض عدد الاجهزة من طراز اي ار-1 الى النصف في موقعها الثاني لتخصيب اليورانيوم في فوردو قرب مدينة قم والذي لم تعلن ايران عن وجوده الا بعد ان اكتشفته اجهزة الاستخبارات الغربية.
وراى ديفيد اولبراتي من معهد العلوم والامن الدولي في ذلك مؤشرا على ان ايران قررت تقليل دور مقع فوردو كمحطة تخصيب.
الا ان هيبس قال quot;ربما نرى تخلصا صامتا من برنامج اي ار-1quot; والتحول الى نماذج اكثر تطورا.
واضاف ان الغرب سعى الى quot;وقف برنامج ايران النووي او على الاقل الى ابطائه بشكل كبير، لان ايران ستجد صعوبة في شراء مواد مثل الفولاذ الخاص وكربون فيبر اللازمةquot; في البرنامج النووي، بعد ان فرض عليها عقوبات دولية.
التعليقات