اطلق اخيرا موقع quot;ميدانquot; الذي يسعى من ورائه الى سد الفجوة بين الغرب والشرق الأوسط، من خلال السماح لمتحدثي اللغة الإنكليزية بقراءة المقالات الإخبارية التي تصدر في الأساس باللغة العربية، والعكس بالعكس.
القاهرة: يقدم موقع quot;ميدانquot; ومقره في سان فرانسيسكو ترجمات للمقالات الإخبارية باللغتين العربية والإنكليزية، في محاولة للمساعدة على تعزيز علاقات أفضل بين الجانبين.
ويقول عن إيد بيس، المؤسس الشريك والمدير التنفيذي للموقع، لصحيفة الغارديان :quot;هناك قدر كبير من الاهتمام الإعلامي المنصب على الشرق الأوسط، لكن بالنسبة للجزء الأكبر، فإننا ننظر إلى تلك الأنباء من خلال منظور وكالات الأنباء الغربية. لا تتاح أمامنا وسيلة جيدة لرؤية المحتوى الإعلامي الذي يُكتب باللغة العربية وتُمثل الطريقة التي تفهم من خلالها المنطقة تلك الأحداث بنفسهاquot;. هذا وتشير الصحيفة من جانبها إلى أن هذا الموقع غير الربحي سيقوم كذلك بتقديم ترجمات من الإنكليزية إلى العربية، وتوفير منتدى مجتمعي يسمح لمتحدثي كلا اللغتين بأن يتواصلوا مع بعضهم بعضًا.
ويعاود بيس ليقول: quot;بعيداً عن الوكالات الإخبارية مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) والجزيرة اللتينتقدمان برامج باللغتين العربية والإنكليزية، يعجز الأفراد الذين يتحدثون اللغة العربية عن الوصول إلى المعلومات التي تُكتب باللغة الإنكليزية. والهدف هو توفير مزيد من التبادل عبر وسائل الإعلام باللغتين الإنكليزية والعربيةquot;.
وتلفت الصحيفة البريطانيةإلى أن النظام المستخدم في هذا الموقع، والذي يخضع للتطوير منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، يرتكز على تقنية متقدمة في الترجمة الآلية قامت بتطويرها شركة IBM ، ويستعين بطاقم دولي مكون من 30 مترجماً ومحرراً للعثور على الأخبار وتجويد اللغة.
هذا وقد قامت العديد من المنظمات الإعلامية بإبرام اتفاقات شراكة مع خدمات الترجمة خلال السنوات الأخيرة للمساعدة في نشر ما تقدمه من محتوى معلوماتي إلى مناطق جديدة، وبخاصة في الدول القمعية مثل الصين، التي تُحجب فيها غالباً النسخ الإنكليزية للمواقع الإخبارية.
ومع هذا، فإن تلك العملية يمكنها أن تحظى كذلك باهتمام السلطات. وهنا، يشير بيس إلى أن الموقع سيلتزم سياسة الوضوح في ما يتعلق بتناوله للموضوعات ذات الطبيعة الجدلية، خاصة ً وأن الهدف من ورائه هو الحصول على صيغ دقيقة للأخبار والرأي لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.
ويضيف بقوله :quot; نحاول احترام الحدود الخاصة بحرية التعبير وعدم التحريض ضدها. فنحن نكن كل الاحترام للحدود العديدة والمتغيرة التي تضع تعريفاً لما يُمكن أن يتم التحدث عنه وكذلك توقيته ومكانه في المنطقةquot;.
وتستدرك الصحيفة في هذا الشأن بالقول إنه وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى اللغة على أنها عقبة كبرى أمام العلاقات الدبلوماسية والثقافية الأكثر نجاحاً، فإن الترجمة الآلية الصحيحة لطالما اعتبرت طموحاً لجيل كامل من التقنيين واللغويين. وبينما يتم إحراز التقدم في هذا الجانب بصورة بطيئة، بدأت الآن العديد من الجهات اتخاذ خطوات مهمة. حيث قامت عملاقة محركات البحث الأميركية quot;غوغلquot; نهاية العام الماضي بإطلاق تطبيق جديد للهواتف النقالة، يساعد في ترجمة الكلمات المنطوقة عبر مجموعة من اللغات.
وتلفت الغارديان في السياق ذاته إلى أن الحاجة لترجمة دقيقة قد تتحول إلى مسألة أكثر إلحاحاً عما كان في السابق، بفضل القرار الذي اتخذه العام الماضي منظمو الإنترنت، ويعنى بتزويد المواقع الإلكترونية عما قريب بإمكانية الحصول على أسماء في حروف هجائية جديدة من بينها الماندرين والعربية والسيريلية.
وبحسب ما قاله جورج ويمان، أحد مسؤولي موقع (ميدان)، فإن ذلك يعني أن الأنظمة التي تساعد الأشخاص في التغلب على حواجز اللغة، سوف تصبح أكثر شيوعاً. ويتابع حديثه بالقول: quot; كل ما يتم نشره على (ميدان)، يُترجم أولاً وقبل كل شيء بوساطة الآلات، ثم يُستعان بالعنصر البشري لإدخال التحسينات على ذلك المحتوى. نعمل الآن على تحسين جودة الترجمة الآلية إلى العربية. ومع مرور الوقت، ينبغي أن نكون قادرين على ترجمة مزيد من الأشياء بشكل أفضلquot;.
التعليقات