طوّرت مجموعة من العلماء جهازًا جديدًا نتاج خمس سنوات من العمل البحثي من شأنه نقل العالم الإفتراضي إلى عالم أكثر واقعية من خلال محاكاة تسعة مشاعر إنسانية تسمح لمستخدمها بالتواصل عاطفيًّا مع الآخرين.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: في تطوّر تقني مثير يُنتَظَر أن ينقل مستخدمي الشبكة العنكبوتية إلى حقبة جديدة من التفاعل الإلكتروني، تماشيًا مع التقنيات المذهلة التي بدأ يشهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، سيتمكن عمّا قريب مستخدمو الإنترنت من التواصل ومعانقة بعضهم البعض، بفضل جهاز روبوتي جديد يمكن إرتداؤه ويخلق شعورًا لمستخدمه بالإتصال الجسدي في ما بينهم !

تشير اليوم صحيفة quot;دايلي تلغرافquot; البريطانية إلى أن هذا الجهاز الجديد الذي يُطلق عليه quot; iFeel-IM quot;، قام بتطويره علماء يابانيون - يقوم بمحاكاة أحاسيس من بينها دقات القلب، والمعانقة، وتلك الوخزات الخفيفة التي تصيب العمود الفقري لدى الأشخاص الذين يقومون بارتدائه. وتعقيبًا من جانبه على هذا الجهاز الذي قام بتصميمه دزميتري تسيتسيروكو برفقة مجموعة من زملائه، الأستاذ المساعد في جامعة تويوهاشي للتكنولوجيا في اليابان، quot; لقد حرصنا عند تصميمنا الجهاز على أن نضيف لمسة بشرية لعالم الفضاء الإلكتروني الأثيريquot;.

وتابع بقوله :quot; نحن غارقون في الإتصالات الحاسوبية ndash; مثل رسائل الـ sms والبريد الإلكتروني، ورسائل تويتس القصيرة عبر موقع تويتر، والتراسل الفوري، والعوالم الإفتراضية الثلاثية الأبعاد ndash; لكن لا يتواصل كثيرون مع بعضهم البعض عاطفيًا. وهو ما جعلني أتطلع لخلق تجربة غامرة بشكل متعمق، وليس مجرد إهتزاز تشعر به في قميصك حين تصلك رسالة sms. فالعاطفة هي ما تجعل الإتصالات نابضة بالحياةquot;.

ثم تنتقل الصحيفة لتقول إن هذا الجهاز الجديد هو نتاج خمس سنوات من العمل البحثي. وهو إذ يتكون من مجموعة معقدة من أجهزة الاستشعار، والمحركات، والهزازات، والسماعات المنسوجة في سلسلة من الأشرطة.

وتلفت إلى أن الباحثة ألينا نيفياروسكايا، من جامعة طوكيو، هي من قامت بتصميم برمجيات هذا الجهاز، التي تقوم بفك شيفرة الرسائل العاطفية الموجودة في نص مكتوب، ومن ثم إثارة رد الفعل المناسب داخل الروبوت.

وبحسب الصحيفة، فإن هذا الجهاز يتمتع بالقدرة كذلك على التمييز بين تسعة عواطف، من بينها، الفرح، والخوف، والاهتمام، والشعور بالذنب، والغضب، بدرجة من الدقة تبلغ نسبتها 90 %، وهو الأمر الذي يؤدي إلى توليد أحاسيس جسدية متناظرة مثل الضغوطات والحرارة أو الحماسة الزائدة لدى المستخدم.

وفي الوقت الذي ستمَكِّن فيه تلك التكنولوجيا الحديثة العلماء من إضافة آلية خاصة بالرغبات الجنسية، إلا أنهم لن يقدموا على ذلك، لكي لا يتشتت إنتباههم عن جوهرها المبني على العاطفة.