يعكف علماء في مختبرات عدد من الدول المتطورة على تصميم روبوتات تستطيع التواصل مع البشر وتعليمهم مهارات اساسية مثل الأعمال المنزلية أو مفردات لغوية أو في العلاج بالتواصل مع الأطفال المصابين بمرض التوحد من خلال اللعب والمحاكاة وتبادل الادوار.
وما زالت المهمات التعليمية التي تؤديها هذه الآلات ذات البرمجة العالية مهمات أساسية تُنفذ في اطار تجريبي، وما زالت الروبوتات التعليمية قيد التطوير. ولكن النماذج المتطورة منها تعمل بقدرات ذاتية توفرها برمجيات الذكاء الاصطناعي مثل متابعة الحركة والتعرف على الصوت، حيث تضاهي البشر في بعض المهمات التعليمية.
ويقول باحثون ان التقدم في تطوير هذه الآلات يتحقق بوتيرة متسارعة حتى انها ستبدأ هي نفسها بالتعلم اثناء ممارستها التعليم لتقوم بدور المعلم الصبور، واسع الاطلاع. وستؤدي واجباتها بفاعلية في مجالات مثل اللغات الأجنبية أو العلاجات المتكررة التي تُستخدم لمعالجة مشاكل نمو مثل التوحد.
وبدأت بلدان حول العالم تختبر هذا المعلم الآلي في المدارس ومنها كوريا الجنوبية التي quot;تعاقدتquot; مع مئات الروبوتات لتعمل في وظيفة معلم مساعد وتجري تجارب على روبوتات تتولى تعليم اللغة الانكليزية.
هذه التطورات اثارت سجالات من النوع الذي يصادفه المرء في روايات الخيال العلمي.
وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن ميتشل ريسنك من مختبر الاعلام في معهد ماسيشوسيتس للتكنولوجيا قوله ان مبعث القلق من هذه المشاريع هو ان يتلقى اطفال في مرحلة النمو تعليمهم على أيدي روبوتات وان ينظروا الى التكنولوجيا على انها هي المعلم، أو الاستاذ أو السيد. ولكن غالبية علماء الكومبيوتر يؤكدون انهم لا يعتزمون صنع آلات تؤدي الى الاستغناء عن المعلمين ولا هم لديهم القدرة على تصنيع مثل هذا الروبوت.
وتقول باتريشيا كول مديرة معهد التعليم وعلوم الدماغ في جامعة واشنطن ان الأمل المعقود على الروبوتات هو انها ستكون قادرة على استكمال دور المعلم في الصف شريطة تطبيق التكنولوجيا المناسبة في مرحلة دقيقة من نمو الطفل.
التعليقات