يحتمل أن تكون هناك حياة في قمر يوروبا

تُعتبر جبال الثلج التي تطرز سطح يوروبا، قمر المشتري الذي يكسوه الجليد، أكثر الأسرار الجيولوجية إثارة في منظومتنا الشمسية، الزاخرة بالأسرار أصلا.

وطلع العلماء بنظرية جديدة تقول إن هذه التضاريس العشوائية هي النهايات الظاهرة من بحيرات تحت السطح يرتفع منسوبها فتسخن السطح. ومن شأن هذه البحيرات إن وجدت أن تنعش أمل مجموعة من العلماء الباحثين عن حياة خارج الكرة الأرض، يشد القمر يوروبا أنظارهم إليه منذ سنوات.

وقالت العالمة بريتني شمدت المختصة بدراسة هذا القمر في جامعة تكساس وصاحبة النظرية الجديدة أن أكبر احتمال لوجود حياة خارج كوكب الأرض هو في القمر يوروبا.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن العالم الجيوفيزيائي، دون بلانكنشب، المختص بالقمر يوروبا في جامعة تكساس أيضًا أن بحيرات كهذه يمكن أن توفر بيئة صالحة للحياة أو تقوم بدور القنوات لاجتذاب مركبات عضوية على سطح يوروبا إلى محيطه الأعمق بكثير.

وكان التلسكوب غاليلو الذي أطلقته وكالة الفضاء الأميركية عثر في التسعينات على أدلة قوية تؤكد وجود محيط عميق مالح يمتد عبر القمر يوروبا بأكمله تحت سطحه الجليدي. واثأر اكتشاف محيط يعوم عليه القمر يوروبا على الفور تكهنات بأن مثل هذه البيئة قد تكون صالحة لنشوء حياة. ولكن العلماء أوضحوا أن ذلك يتطلب أن تشق مركبات عضوية طريقها عبر الجليد. وان البحيرات الموجودة تحت السطح والعملية التي تؤدي الى وجودها ستوفر مثل هذه القنوات لمرور المركبات العضوية.

وقالت شمدت انه إذا كان القمر يوروبا صالحا للحياة سيتعين وصول المادة من السطح إلى عمق الداخل والى المحيط.

والمعروف أن سطح يوروبا بارد لا يسمح بوجود الماء السائل. ولكن عندما يتسرب الماء الدافئ إلى أعلى بتسخينه من حرارة الطبقة التحتية للقمر فانه يخترق جليد السطح ويكسِّره إلى خليط من الجبال الجليدية التي تصل أطوالها إلى أميال.

وقالت شمدت إنها عملية نشيطة تتناثر فيها المادة وتنقلب جبال جليدية وتمور محاليل ملحية. وقارن بلانكنشب العملية بطبخة موادها تلغي صاعدة نازلة.

وتوصلت شمدت إلى نظريتها بدراسة القطب الجنوبي الذي يضم نحو مئة بحيرة تحت السطح. وإذا وُجدت مثل هذه البحيرات تحت سطح القمر يوروبا فانها ستحوي من الماء ما يزيد على ماء البحيرات الخمس كلها، بحسب شمدت.

وقال الباحث كيفن هاند الذي يدرس القمر يوروبا في وكالة الفضاء الأميركية أن نظرية شمدت نظرية مغرية وأضاف أن quot;مما يؤسف له أن لدينا معلومات محدودة جدا من القمر يوروباquot;. وأقرت شمدت بأن الفكرة ما زالت نظرية.

ولكن هناك طريقة لاختبار النظرية بإطلاق مسبار جديد إلى القمر يوروبا يلقي نظرة تحت السطح باستخدام رادار قوي. وأمضى بلانكنشب أكثر من عشر سنوات يساعد وكالة الفضاء الأميركية على التخطيط لمثل هذه الرحلة. ولكن المشروع ما زال ينتظر التمويل.