براغ: ساعدت الهواتف المتنقلة quot;الموبايلquot; في إنقاذ الكثير من الناس عن طريق طلب المساعدات العاجلة أو تحديد مكان حدوث الكارثة أو التنبيه من أخطار توشك على الوقوع أو في إيصال ما يجري من أحداث في الدقائق الأخيرة على طائرة مختطفة، لكنها في المقابل، وكما في أي إنجاز تقني وعلمي آخر، استخدمت في الاتجاه المعاكس، أي في القيام بعمليات إرهابية للقتل والتدمير.

الحديث في الهاتف اثناء القيادة قد يؤدي إلى كوارث

ففي الحادي عشر من مارس/آذار، مثلا من عام 2004 استخدمت الهواتف المحمولة لتنفيذ سلسة من التفجيرات الإرهابية في محطة للقطارات في أسبانيا، فيما وقفت الرسائل النصية المرسلة من quot;موبايلquot; وراء حادث قطار مأساوي وقع في كاليفورنياquot;.

لقد قتل في هجمات مدريد 191 شخصا وجرح 2050 وقد حركت هذه التفجيرات السياسة العالمية، وكان من تداعياتها سحب القوات الأسبانية من العراق. أما خلف هذا الدمار فقد وقف جهاز صغير جداً، لأن العبوات التي تحتوي على الديناميت تم تفجيرها بأجهزة هواتف متنقلة.

إن جهاز الهاتف الذي حرك المتفجرات اشتراه احدهم من محل لم يعلن عن اسمه مع نحو عشرين جهاز آخر، وقد استخدم الإرهابيون بعضها في الأحاديث الهاتفية العادية، ولذلك اعتقل بعضهم لاحقاً بعدما جرى تحديد أماكن وجودهم بناء على المعطيات التي بثتها أجهزتهم، كما إن الإرهابيين يتفقون وينسقون في ما بينهم عبر شبكات quot;الموبايلquot; أيضًا، وقد تمكنت أجهزة المخابرات من التنصت على المكالمات التي تحدث بها إرهابيون أثناء هجمات بومباي في عام 2008.

شراء الشرائح المسبقة الدفع يتطلب هوية

عمدت بعض الدول بعد هذه الأحداث الدامية إلى العمل بنظام تسجيل الشرائح الخاصة بالهواتف المحمولة بشكل إجباري، ففي سنغافورة مثلاً تم العمل بذلك في عام 2005 كرد فعل على عمل إرهابي جرى فيه استخدام هذا النوع من الهواتف، كما يتحتم الآن على مستخدمي هذه الطريقة أي الشرائح الهاتفية المسبقة الدفع تسجيل هوياتهم في بريطانيا وفي ألمانيا. أما في ماليزيا فقد تم العمل بهذا الأمر بعدما تم إعلام وسائل الأعلام عبر رسالة نصية من مجهول عن مقتل زوجة رئيس الحكومة مع أن ذلك لم يكن صحيحًا.

إن الطريقة الأكثر راديكالية للتصدي للتهديدات القائمة بشان احتمال وقوع عمل إرهابي يمكن أن تكون من خلال إغلاق شبكات الهاتف تمامًا، فبعد التفجيرات الإرهابية التي وقعت في لندن توقفت شبكات الهواتف quot;الموبايلquot; عن العمل لبعض الوقت، غير أن الحكومة نفت أن يكون ذلك قد تم بناء على توجيه منها، ويقال إن شبكات الهواتف توقفت أيضًا بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في موسكو لان الحكومة خشيت من وقوع المزيد من الانفجارات باستخدام الهواتف المتحركة، ولم يتم التوقف عن ذلك إلا بعدما تم تلقي معلومات تفيد بأن الانفجارات وقعت عن طريق انتحاريين.

رسالة هاتفية تقتل 25 شخصًا

يوم الجمعة من 13 أيلول/ سبتمبر من عام 2008 اصطدم قطار عند لوس انجلوس بقطار شحن، وقتل من جراء ذلك 25 شخصا فيما جرح 130. أما سبب الحادث فلم يكون التاريخ المشؤوم، وإنما عدم انضباط السائق الذي قام قبل 22 ثانية من الحادث بإرسال رسالة هاتفية، ولم ينتبه إلى الضوء الأحمر المشتعل، لأنه كان يتطلع باستمرار إلى شاشة الهاتف، ولذلك لم يبدأ فرملة القطار.

إن التعليمات المعول بها في السكك الحديدية تحظر على السائقين إرسال الرسائل الهاتفية خلال قيادة القطارات، ومع ذلك فقد أرسل سائق القطار كما تم التأكد لاحقا رسالة في الساعة 16:22:01 فيما وقع الحادث الساعة 16:22:23.

ولم يكن ذلك كل شيء فقد أجاب أيضا على ما يبدو على رسالة تلقاها قبل ذلك بوقت قصير. وقد وصلته خلال مناوبته في ذلك اليوم المشؤوم 21 رسالة فيما أرسل هو 12 وقد تم التأكد من ذلك لاحقا بعد أن كتب أصحاب الرسائل الذين وصلتهم منه ردا عليها بعد يومين من الحادث. ويتم التكهن أيضا بان الهواتف المتحركة وقفت أيضا وراء العديد من حوادث القطارات غير الواضحة الأسباب.

وتعتبر الهواتف المحمولة خطرة للغاية أثناء قيادة السيارة، ووفق بحث جديد فان المكالمات الهاتفية أو إرسال الرسائل النصية، مسؤولة عن مقتل 16000 شخص في الولايات المتحدة في الفترة بين 2001 2007 أما في عام 2008 فقد اعتبرت الهواتف المتحركة، وراء كل ثامن حادث قتل فيه أشخاص أثناء قيادة السيارة.

هل يمكن للهواتف المتحركة أن تسقط الطائرات؟

في العاشر من كانون الثاني يناير من عام 2000 سقطت طائرة بعد وقت قليل من إقلاعها في منطقة نيدرهاسلي السويسرية، وقد قتل في الحادث جميع ركابها العشرة. أما النتيجة النهائية الرسمية للتحقيق فكانت: الإخفاق البشري للطيار.

وتسود حتى الآن الكثير من علامات الاستفهام في الحادث، غير أن البعض يتحدث عن أن الهاتف المحمول كان وراء ذلك. وبغض النظر عن صحة ذلك أم لا فإن العديد من الدول بعد ذلك حظرت استخدام الهواتف المتنقلة على متن الطائرات.

وقد تبين من التحقيقات بان الطيار الآلي كان مشغلاً بعد وقت قليل من الإقلاع، وانه توقف عن العمل في اللحظة التي لم يكن فيها الطيار مستعدًا للقيادة، وقد توافقت اللحظات والدقائق التي توقف فيها الجهاز عن العمل مع الوقت، الذي كان فيه احد الركاب يرسل رسالة بالهاتف المتحرك، في حين كان مسافر آخر يتحدث بالهاتف.

وعلى الرغم من أن الحكومة السويسرية لم تورد هاتف quot;الخلويquot; سبب لسقوط الطائرة، فان ذلك كان احد الأسباب التي جعلت العديد من الشركات تحظر تشغيل الهواتف على متنها، ولاسيما أثناء الإقلاع والهبوط. وتسود عمليات تشكيك كبيرة بشان تهديد الهواتف المتنقلة لأمن الطائرات، ورغم ذلك فان الشركات تحظره كنوع من التدابير الاحترازية.

الأخطار قليلة، لكنها حقيقية

من المؤكد وجود أخطار بالحدود الدنيا، لذلك فالخلوي الذي يتم الحديث منه أو إرسال رسالة أو يبلغ عن الشبكة فقط يخلق في الطائرة مجالا كهربائيًا مغناطيسياً، الأمر الذي يمكن له أن يساهم وإن كان ذلك لا يعتبر محتملا جدًا في إحداث إشكالات في أجهزة الملاحة، وفي نظام الاتصالات بين الطيار والأرض والأجهزة التي على متن الطائرة في حال عدم تحصينها بشكل كامل من مثل هذه التأثيرات.