فضاء الرأي

العراق ولقاءات إستجداء الدول

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 إذا وقعتَ في حفرة عميقة فتوقف عن الحفر " If you fall in  a deep hole, stop digging"  
واقع حال العراق الحالي كحفرة عميقة تتطلب الكثير من الأستجابات الحقيقة لإنتشال شعبه من الذل الذي رافق العملية السياسية منذ وصول الطبقة السياسية  التي لاتملك  أكثر من طرح مبادرات وإصدار بيانات ولقاءات لإستجداء الدول الأجنبية بإيجاد و" إنتقاء حلول" لهم ولشعبنا المُهجّر،حيث يرى الكثيرون أن هذه البيانات واللقاءات تلقي الظل على رغبات لا تعبر في واقعها عن الشعب العراقي . أما متى سيخرج العراق من الحفرة ويتسلق سُلَم الحضارة ، فذلك مالانعرفه حالياً . 
تقمص شخصيات علمية ودينية لأدوار ليسوا أهلاً لها ، ليس جديداً على من دخل واقع العلم والدين من سطحيته وبعدما طَلبَ منهم الناس الأيضاح والتفسير وجرأة التنفيذ ، إنجرفوا الى حفرة عميقة لا مخرج لها. 
العالم الفيزيائي والفنان لوناردوا دافنتشي Leonardo da Vinci (1452–1519)  كان أول من أدخلنا علم الفضاء وجاذبية الأرض والطيران الشراعي ، ومن التندر في العراق أن يرى الناس تشبه كاظم فنجان الحمامي وزير النقل العراق الحالي بشخصية لوناردوا دافنتشي ، بل وتفوق على شخصيته  في خيال لايدل على عقل متزن ، خاصة بعد تصريحه(( أن الناس لايعلمون أن أول المطارات والمركبات الفضائية في كوكب الأرض كانت قد أنشئت  في ذي قار-  جنوب العراق قبل 5000 خمسة ألآف سنة قبل الميلاد )).
وجه الخلاف هو أكاذيبهم ومعرفتنا بأكاذيب مؤازريهم ، وترويج عقودهم الورقية وإدراكنا لخفاياها ،  أموالنا وحصانتهم ، ثم أصواتنا وسرقاتهم . وبعد إنعدام أهلية الطبقة القيادية المنتخبة وفقدان القيمة المجتمعية بوصول عناصر لاتمتلك ذرة من العلم عراقية ولاتمتلك عقولها إلا خلق الأزمات وزرع الفتن والولاء المصطنع لإئتلاف أو تيار طائفي وأحزاب غير خدومة ، تخدع مواطنيها وهم ليسوا أسعد حالاً ممن يساندونهم .    
وهنا ننتقل الى الثقافة المجتمعية لأناس يتشدقون بإنتمائهم الى منظمات ومؤسسات خدمية دولية لاتعرف تلك المنظمات أي شيء عنهم ولا حتى أسمائهم وهم يلصقونها بصورهم وأعلامهم وإنجازاتهم التي لاتتعدى زخرفة المطابع  . 
الثقافة المجتمعية الجديدة تتخلى كلياً عن الجانب الأخلاقي والعلمي والمدرسي والجامعي وشهادات بكالوريوس ودكتوراه الغير موثقة أوالمعترف بها من أي جامعة ويملكها حتى لو كان المدعي بالدكتوراه عمره أقل من 20 سنة .
 بنظرة فاحصة أخرى  لإعلان رئيس ائتلاف متحدون، أسامة النجيفي، دعمه لمبادرة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، التي طرحها، يوم 20 شباط 2017 ، تجد سلسلة من النفاق المتمكن والتودد والتقرب المفتعل وترحيب  جاء في بعض نصوصه " مرحلة مابعد تحرير مدينة الموصل وتتضمن  29 فقرة " و تنتفخ كبالونات هوائية يأملون منها أن تنطق وتنطلق وتتلون كمركبات الفضاء ، وفقرة أخرى " تتضمن ترحيباً بالأفق الوطني الجاد، ورؤية مشجعة، هدفها وضع الحلول والارتقاء بالعمل الوطني، وتفكيك الأزمات والمشاكل التي تعصف بالبلد. كما تضمنت "ضرورة فتح حوار جاد وفاعل مع الأطراف في كردستان من أجل الوصول إلى حلول تنفع واقع العراق وشعبه" . 
هذا ماتجده منذ عام 2004  في بياناتهم المكررة كل شهر أو شهرين لامتصاص غضب الشارع بنشر الأتفاقات الخادعة اللا مخلصة والصادرة من مذاهب التفرقة العنصرية لغرض تحصين مواقعهم وتأهيل أنفسهم ، وخلالها تصدر بيانات ونصوص في إتفاقيات ورقية وفقرات إتفاق لاضوابط لها وتباع الى الأمية أو لمن يقرأ .  
ومن جملة المبادرات الأتكالية الخيالية ولايعرف الناس لمن توجه في الخارج ، يأتي الى الأذهان ، رغبة نفسية في تفضيلهم الهيمنة الأجنبية ولإستجداء الدول ولقاء ممثليها وتفويضهم ، وهم يفقون  بلايين الدولارات على أنفسهم وعلى عقود شراء معدات عسكرية يدفعون 4 الى 6 أضعاف قيمتها الأصلية . ولايستطيع أحد أن يفهم لغة الأستجداء التي  تشمل مبادرات هوائية " فتح صندوق دولي لدعم حملة الإعمار في جميع المناطق المتضررة" " تبرعات مؤسسات دولية صديقة  " وضرورة مسك الأرض في المناطق المحررة والمناطق المتنازع عليها". 
جمل يتعمد واضعيها الغموض وسطور مبادرات لاتخرج عن إطار الكذب ، واسئلة كثيرة تدور في عقل المواطن بلا أجوبة عن الطبقة السياسية التي تنهش من جسد العراق نهباً للمال العام لمدة 13 ، ترافقها بيانات المراوغين من خبراء تزويق الكلمات . و بلا شك أن هذه الطبقة هي مثار إستعجاب وإستهجان الناس في العراق ودول خارجية عديدة . وبعد ظهور حقائق  رهيبة عن السلطات الثلات " محط تركيزي " تبين أن إستجداء الدول " بفتح صندوق دولي لدعم حملة الإعمار في جميع المناطق المتضررة" توضح إتكالية  معظمهم على إنسانية دول لدعم الأعمار وهم يسرقون ويهربون اموال العراق الى الخارج وأجهزة مكافحة الفساد عندنا جرّدتها الحكومة من أية فاعلية، وأصبح عملها مجرد استطلاعات إعلامية  لمغزى التمثيل النيابي الشعبي . وقد تجلى لنا ذلك خلال سنوات خدمتهم البرلمانية منذ عام 2008 ، التي لم تكن أكثر من مهاوشات ومهاترات وتهديدات واستجوابات تتعلق بإختلاسات داخل وخارج قبة " وأمرهم شورى بينهم". والآن أصبحت المطالبة بسحب الثقة من أعضائه متأخرة و طلب التصويت على إقالتهم أصبح بعيداً عن الواقعية والأنتخابات القادمة وشيكة .
ولعل أكثر مايثيرني في الأنسان الخالي الوعي ، عنصريته وإستفحال مرضها يوماً بعد يوم في ظاهرة مخالفة وواضحة لكل الدعوات السماوية وإنسانيتها وكل العلوم الرياضية والفيزيائية والطبية ، رغم مرور عصور من إنغماس البشرية والتبشير بها.


باحث وكاتب سياسي 
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ايران سبب بلاء العراق
نجم5 -

ايران اوعزت الى حكومة السليمانية التابعة لها بالسيطرة على كركوك لخلق مشاكل للعبادي لانه استقبل الجبير ولايقاف تحسن العلاقات العراقية السعودية السؤال لماذا الان لان الزيارة قد ينتج عنها تحجيم النفوذ الايراني الشيطاني في العراق انظر الان ماذا حصل الاكراد يشتمون بعضهم ويشتمون الحكومة والحكومة تقول كذا وكذا انها فتنة ايران سيدة الفتنة من فتنة الحسين التى عملتها هي الى حد اليوم سيدتك ايران الان تجلس تتفرج والدجاج او الديكة تنتف ريش بعضها

زعيم صريح
فول على طول -

يحكى فى مؤتمر صحافى لأحد زعماء العالم الثالث ..سألوة عن المعارضة فى وطنة ..فأجاب لا توجد معارضة فى وطنى بالمرة ...قالوا لة أنهم يقيمون مؤتمرات بالخارج يعارضونك فيها وينددون بسياستك ..أجاب الزعيم قائلا : كلهم لصوص وقتلة وما أن يستولون على الحكم حتى يسرقون كل شئ وينهبون حتى الهواء ويبيعون الأرض والعرض ...سألوة : وماذا عنكم أنتم يا من تحكمون الان العالم الثالث ..؟ أجاب : نعم نحن لصوص ولكن معتدلون نسبيا ...نحن لا نسرق كل شئ بل نترك بعض الشئ لأصدقائنا . ..سيدنا الكاتب هل ترى أن هذا بعيدا عن العراق أو ليبيا أو سوريا أو أو أو ...؟ شعوب تستحق حكامها . شعوب ترضع ثقافة عنصرية مقيتة ...ثقافة تكرة كل شئ ..شعوب تكرة حتى نفسها لأنها ترضع الكراهية من المهد الى اللحد ....هل سمعت عن انسان عاقل يفجر نفسة ؟ ما مدى الكراهية التى وصل اليها هذا الكائن حتى يفجر نفسة ؟ لا أمل فى الشفاء ....

أحسنت ولكن...
محمد البدري -

أحسنت وأجدت يا عزيزى الكاتب، ولكن اسمح لى أن أقول انك تصرخ فى واد. أجد وضعنا الحالي فى العراق يشبه الدولة العثمانية فى آخر عهدها عندما أطلق عليها الغرب لقب (الرجل المريض), العراق اليوم يجب أن يطلق عليه لقب ( الرجل المحتضر). لا أوجه اللوم للحكومة بقدر ما أوجهه للشعب الذى أصيب بمرض الجهل منذ سقوط الحكم الملكي ومجيء الزعيم عبد الكريم قاسم الى الحكم، فبدأ ضباط الجيش من الجهلاء والطامعين بالحكم، وطمع البكباشي المقبور ناصر بثروة العراق، فقتلوا الزعيم خيانة وغدرا، ومنذ شباط الأسود من عام 1963 وأمور العراق تتدهور من سيء الى أسوأ، فحكم العراق طاغية العصر صدام الأثيم، وحول شعب العراق الى قطعان من الغنم يسوقها كيفما يشاء، وبدد ثروات العراق فى ملء جيوب عائلته وحزبه ، حزب القتلة والسراق. ثم زج العراق فى حروب راح ضحيتها ملايين من القتلى والمعوقين، وسقط العراق (العظيم) تحت أحذية جنود أمريكا وحلفائها، وجاءت طبقة جديدة من الحكام لا خبرة لها بالسياسة، وبعضهم متلهف لسرقة ما يستطيع وكيفما يتاح له. وظهرت الطائفية التى كانت فى دور السبات لتقوم بأبشع الأدوار بدفع من سياسيين ومشايخ لم نكن قد سمعنا بهم قبلا، ومنهم من كانوا من خدم صدام وجلاوزته، وضيقوا الخناق على الشعب الجاهل المسكين، بينما دفعوا بعوائلهم الى خارج العراق يحملون الملايين وربما البلايين من الدولارات النفطية، لا تأخذهم رأفة بالجوعى والمرضى من أقربائهم وجيرانهم من أبناء شعبهم المغلوب على أمره. ثم ظهر بيننا خليفة جديد، أطلقه الأمريكيون من احدى معتقلاتهم، فجمع حوله اللصوص والقتلة من داخل العراق وخارجه، يبشرون بدولة اسلامية إمتدادا لدول الأمويين والعباسيين والعثمانيين ، فأعادوا العراق الى عهد فظيع أسوأ من العهود الماضية. واليوم العراق يصرف البلايين من ايراداته النفطية فى معارك دموية مهلكة لم يشهد لها العراق مثيلا من قبل. والآن وقد بدأت نهاية الدواعش تظهر للعيان، بدأت تلوح فى الأفق بوادر مصائب جديدة أطلق عليها اسم : ما بعد داعش!!!. ترى هل تحصل معجزة فيخرج العراق من غرفة الانعاش سليما معافى؟ أشك فى ذلك ولكنى أتمناه.

افعال حشد السيستاني المشينة
حميد -

الحشد الشعبي بالعراق أخذوا أغنام أهل ألمناطق ألمحررة وذبحوها لكي يقهروهم ويضيقوا عليهم معيشتهم .. لم يفعلها ألامريكان وفعلها هؤلاء ... ويلهم من رب العباد وعليهم من الله ما يستحقون وحسبنا الله ونعم الوكيل ..اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك فإنهم لايعجزونك .. آمين