فضاء الرأي

قراءة مختلفة للتاريخ (8)

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لئن برر المؤرخون تقصيرهم الفاضح في تأريخ الوقائع الهامة جداً في مسار التاريخ في الإتحاد السوفياتي بشكل خاص بحجة العمل السري الذي اعتاد عليه الحزب الشيوعي والإعلام الموجه فمثل هذه الحجة تنتفي في العالم الرأسمالي حيث الطبقة الرأسمالية لا تتوانى عن إعلان خططها في تطوير نظامها الرأسمالي كي يكون أشد ضراوة وآمكن سيطرة على المجتمع وأكثر جلباً للأرباح الوفيرة السهلة .

معلم تاريخي هو الأبرز في التاريخ الحديث حيث ينهي نظاماً اجتماعيا  ليحل محله فوضى اجتماعية عارمة دون أن يتواجد له ذكر في التاريخ إلإ في كتب نادرة متخصصة ألا وهو خروج الولايات المتحدة من معاهدة بريتون وودز (Brittonwoods) وهي المعاهدة التي كانت الولايات المتحدة نفسها قد دعت إلى عقدها في العام 1944 قبل نهاية الحرب العالمية الثانية والتي اشترطت على الدولة العضو في المعاهدة أن توفر غطاء ذهبيا يصل إلى 20% من قيمة كتلتها النقدية . كان الهدف الرئيسي للمعاهدة هو الحؤول دون أن يظهر هتلر آخر يشعل الحروب وينفق عليها بأموال زائفة لا غطاء لها . من سخرية الأقدار هي أن الولايات المتحدة وهي الداعي الرئيسي لعقد مثل تلك المعاهدة في العام 1944 هي أول من انسحب منها في العام 1971 كي تنفق على حربها في فيتنام دولارات غير مغطاة بالذهب . ما أنكرته على هتلر حللته لنفسها !!

كان التورط الأحمق للرئيس الأميركي لندون جونسون (Lyndon Johnson) طيلة فترة ولايته 1963 – 1969 في الحرب في فيتنام بهدف الانتصار السريع والحاسم في الحرب . ولتحقيق ذلك وظف كل ماكينة الحرب الأميركية في تلك الحرب الخاسرة . في آخر عام من ولاية جونسون كانت كل القوى العسكرية لأميركا تحارب في فيتنام 550000 عسكري وهو أكبر ما تستطيع الولايات المتحدة تجنيده مجهزين بكل أنواع الأسلحة من دبابات وطائرات وبوارج حربية واستخدام مختلف الأسلحة المحرمة دوليا كالأسلحة الكيماوية والجرثومية والنتيجة لم تكن هزيمة أميركا المذلة فقط بل كان ما هو أسوأ من ذلك بكثير ألا وهو إفلاس الدولة الأغنى في العالم، الولايات المتحدة الأميركية . في انتخابات 1969 فاز الجمهوريون بقيادة ريتشارد نكسون (Richard Nixon) تحت نداء وقف الحرب في فيتنام . لم ينجح نيكسون في ذلك لكن وتحت ضغط النفقات أضطرت الادارة الأميركية إلى سحب أكثر من نصف قواتها من فيتنام . ورث نيكسون عن لندون جونسون خزائن فارغة من المال فكان أن استعان بجورج شولتس (George Shultz) كوزير للخزانة وهو الأخصائي الرفيع في الإدارة المالية لكن شولتس لم يكن لديه حيلة في معالجة إفلاس دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية كان العنوان العريض لإفلاسها هو الخروج من معاهدة بريتون وودز في العام 1971.

لكن ما معنى خروج الولايات المتحدة من معاهدة بريتون وودز !؟

ليس لذلك الخروج أي معنىً آخر غير الإفلاس . لكن كيف لدولة رأسمالية عظمى أن تفلس !؟ لا يمكن أن يكون ذلك، فالرأسمالية تقوم أساساً على تحويل قوى العمل (Labour Power) المتجددة يومياً في العمال إلى بضائع تستبدل بنقود وبذهب . أي أن الدولة الرأسمالية تغتني يوميا وتزداد غنىً يوماً بعد يوم . التفسير الوحيد لإفلاس الولايات المتحدة هو فقط أنها لم تعد دولة رأسمالية ولم تعد تحول قوى العمل الأميركية إلى بضائع ونقودا جديدة .

نعم الولايات المتحدة الأميركية لم تعد دولة رأسمالية وإلا لما اضطرت إلى الخروج من معاهدة بريتون وودز . لم تعد دولة رأسمالية لسببين رئيسيين :

السبب الرئيسي الأول وهو أن جميع الدول المحيطية قد نجحت في تحقيق استقلالها وفك روابطها مع المركز الرأسمالي المتروبولخلال ثورة التحرر الوطني العالمية 1946 – 1972، وهو ما يعني أن هذه الدول المستقلة لم تعد مصرفاً لفائض الإنتاج في المركز المتروبول ، فائض الإنتاج الذي يمثل فائض القيمة محل ربح الرأسمالي فيعاف الرأسمالي تجارته الرأسمالية التي لا تجلب له ربحاً ويقلع عنها .

السبب الرئيسي الثاني وهو أن الإدارة الأميركية بعد الرئيس روزفلت وقد تأكد لها أن الثورة الشيوعية قد تعاظم خطرها بعد الحرب على النظام الرأسمالي في العالم أخذت تكرس كل مقدرات أميركا في مقاومة الشيوعية . فكان أن أغدقت الأموال على أوروبا الغربية بعد الحرب مباشرة وقد مالت شعوبها إلى النظام السوفياتي الذي برهن على أنه أقوى الأنظمة بوجه هتلر فوصلت المساعدات بموجب مشروع مارشال إلى دول أوروبا الغربية إلى 12,5 مليار دولار وهو ما يعادل 500 مليار دولاراً حالياً . وثبتبالتجربة  للإدارة الأميركية أن مقاومة الشيوعية لا تنجح إلا ببناء النظام الرأسمالي حيث يتماثل الخطر الشيوعي وهو ما فعلته في اليابان وفي ألمانيا الغربية . وقد امتد ذلك في النمور الأسيوية التي كانت كوريدورات للثورة الشيوعية كما امتد أخيراً إلى الصين بعد زيارة نكسون في العام 1972 . وهكذا باتت أميركاتستورد بضائعها من الخارج، من شرق آسيا بصورة رئيسية، وعمال أميركا لا يعملون في الإنتاج الرأسمالي وهو إنتاج البضائع تحديداً . لم تعد قوى العمل في أميركا تتحول إلى بضائع تم نقود وذهب وراحت تلك القوى بدل ذلك تنصرف في إنتاج الخدمات التي لا قيمة تبادلية لها ولا تتحول إلى نقود ووصل إنتاج الخدمات حتى في الثمانينيات من القرن الماضي إلى 80% من الإقتصاد الأميركي. ولذلك وجدت أميركا نفسها مفلسة لا تستطيع أن توفر الذهب المطلوب لغطاء عملتها وهو ما أرغمها على الخروج من معاهدة بريتون وودز وانسحب ذلك إلى مديونية فلكية تعاني منها أميركا اليوم تصل إلى 20 ترليون دولاراً . ليس ثمة ما يجعل لمرء السويّ يستشيط غضباً كمثل أولئك القوم غير الأسوياء الذين ما زالوا يصرون على أن الولايات المتحدة دولة رأسمالية إمبريالية رغم ديونها الفلكية، وكأن الرأسمالية لم تعد تنتج ذهباَ بمثلما خبرتها البشرية خلال القرون الثلاثة الأخيرة !!

ذلك الإعلان كان إعلاناً تاريخيا أنهى مرحلة تاريخية ليس في أميركا وحدها بل وفي العالم كله . إعلان بهذه الأهمية، إعلان نهاية النظام الرأسمالي في العالم لم يؤرخه المؤرخون وحجتهم بالقطع ستكون أن المحللين الاقتصاديين لم يحللوا مثل هذا التحليل فكيف يؤرخه المؤرخون والتحليل الاقتصادي ليس من مهنتهم . نعم التحليل الاقتصادي ليس من مهنتهم لكن انتقال التاريخ من مرحلة تاريخية إلى مرحلة تاريخية أخرى هو من صلب اختصاصهم، فإن لم يكن تمرحل التاريخ من اختصاصهم فماذا تبقى لهم من اختصاص خاصة وأن إقتصاديين من ذوي الشأن في أميركا نفسها كانوا قد أشاروا إلى انهيار النظام الرأسمالي في بداية السبعينيات .

بعد إعلان الإدارة الأميركية عن خروجها من معاهدة بريتون وودز تدهور سعر صرف الدولار في أسواق الصرف الحرة في السنة التالية لدرجة خطيرة مما اضطر الادارة الأميركية لأن تعلن رسميا عن خفض قيمة الدولار (Devaluation) إلا أن ذلك لم يجد فتيلا فاستمر تدهور سعرالصرف دون توقف في العام 1973 حيث رأى جورج شولتس وزير الخزانة أن خفضاً آخر يمكن أن يوقف التدهور إلا أن ذلك لم يفلح فأعلن خفضا ثان في نفس العام دون أدنى نجاح في معالجة الموضوع الأمر الذي أفزع نيكسون خشية أن يكون الأمر هو فعلاً انهيار النظام الرأسمالي وليس علةً في الدولار وهو ماجعله يستبدل وزير الخزانة جورج شولتس وهو الإداري المالي الرفيع بوليم سيمون (William Simon)  المعروف بتعصبه للنظام الرأسمالي والغيور عليه مثل نيكسون نفسه .

ماذا عسا تعصب وليم سيمون للنظام الرأسمالي وغيرته عليه يفعلان في هذا الشأن !؟ هل يستطيع أمهر الأطباء أن يعيد الحياة للميت !؟ حبذا لو أبقى نيكسون على جورج شولتس وزيراً للخزانة مستمراً في ضبط الإنفاق فلا تصاب الولايات المتحدة بسرطان التضخم النقدي كما حالها اليوم .

حالما تسلم وليم سيمون منصب وزير الخزانة في مايو أيار 1974 وجه دعوة إلى وزراء المالية في الدول الرأسمالية الأغنى، بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان لاجتماع يعقد في واشنطن عل لديهم ما يمكن أن يعدي الأزمة "العارضة" للنظام الرأسمالي. وقد تم الاجتماع في نوفمبر 1974 في مكتبة وزارة الخارجية الأميركية وكان ما سميّ بعدئذٍ بمحادثات المكتبة . وكان أن بدأ الحديث سيمون نفسة متسائلاً .. إذا انهار النظام الرأسمالي في الولايات المتحدة فما عساه يكون مصير النظام الرأسمالي في بلدانكم !؟ فكان جواب الوزراء الأربعة هو الإنهيار بالطبع . 

أن يبدأ وزير الخزانة الأميركي وليم سيمون بمثل ذلك التساؤل الحدي المفاجئ حول انهيار النظام الرأسمالي ليس لأن هذا المتعصب للنظام الرأسمالي لديه بعض الظن من حقيقة انهيار النظام الرأسمالي إنما كان هدفه جر الوزراء الأربعة إلى المغامرة بكل التدابير المعقولة وغير المعقولة لمعالجة "بعض الخلل الطارئ" في النظام الرأسمالي . وهو ما كان فعلاً حيث قرر الوزراء الخمسة مسودة قرارات في غاية الأهمية سيجتمع رؤساء الدول الخمسة غلى مستوى القمة ليعلنوا تلك القرارات على الملأ والتي ستؤسس لنظام عالمي جديد يظنه بعض الحمقى أنه نظام رأسمالي مع أنه في الحقيقة النظام المعاكس تماماً للنظام الرأسمالي .

تلكم القرارات التي سيعلنها رؤساء الدول الخمسة فيما بات يعرف باسم (G 5) في السنة التالية 1975 هو ما سيكون موضوع مقالتنا اللاحقة .

 

 

 

 

 

                                

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الانهيار لم يوثق
علي البصري -

كان المفروض ان يهلل الاتحاد السوفيتي ومعسكره والصين الماوية اذا شعر ان الراسمالية قد انهارت فعلا عام 1975 ويستفاد من حدث كهذه لانه خصم والحرب الباردة على اشدها لكن الاعلام والخطاب السياسي لم يعلن ذلك بل كانت المؤشرات تشير الى قرب انهيار الانظمة الاشتراكية التي انهارت في 1991 واذا كان النظام الراسمالي انهار فعلا فماذا تسمي الانظمة الاقتصادية الان ؟ وما مقدار تقاربها مع الاقتصاد الاشتراكي المنقرض ؟ ثم هل هناك حركة عمالية الان تطالب بتطبيق الفكر الشيوعي وفي اي بلد ،وهل هناك احزاب اممية شيوعية في مستوى تصورك للاخذ وتبني تطور سياسي واقتصادي ،دراساتك تهتم بالماضي فقط ولاتلامس الحاضر فاراك تهتم بشخص ستالين وحقبته وتعتبر ان كل شيء قد انتهى بموته وكأن الشيوعية قد ماتت بموته ...تقديري واعتباري لثقافتك العالية ولشخصكم الكريم ..

الصديق العزيز علي البصري
فؤاد النمري -

أنا أكتب عن قراءة مختلفة للتاريخ كي أتساءل ىمعك لماذا لم يؤكد أحد حتى اليوم انهيار النظام الرأسمالي أو حتى لم يشر إليه حتى من قبل عتاة الشيوعيين بالرغم من ستالين كان قد أكد ذلك في قرارات المؤتمر العامالتاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي في نوفمبر 1952 وقال القرار "أن النظام الإمبريالي سينهار في وقت قريب"وهنا أشاركك الملاحظة التي تقول .."اراك تهتم بشخص ستالين وحقبته وتعتبر ان كل شيء قد انتهى بموته وكأن الشيوعية قد ماتت بموته " -لكن ما حيلتنا إذا كان التاريخ يقطع بهذا الأمر حيث ماتت الثورة الشيوعية بموت ستالينالبورجوازية الوضيعة السوفياتية اشتد عودها في الحرب فقامت في انقلاب ضد الشيوعية في العام 1953 بدءا باغتيال ستالين وما تلاه وصولا إلى انقلاب عسكري في العام 1957 وطرد كل قيادة الحزبالحزب الشيوعي لم يعد يحكم الاتحاد السوفياتي في صباح 6 آذار حين تم فصل 12 عضواً ستالينياً من المكتب السياسيأهم مطاعن التاريخ المتداول هو تجاهل انهيار النظام الرأسمالي في السبعينيات وهو موضوع الجزء التاسع من قراءتي للتاريخسقوط نظام اجتماعي ليس بحاجة لشهود وقائع السقوط هي الشهود وسأتوقف عندها في المقال القادم تحياتي للصديق العزيز علي البصري

اضواء
خوليو -

ارى في سلسلة هذه المقالات الجيدة اضواءً تنير سبب أزمة النظام الراسمالي الحالي ،،صحيح انه لم يعلن احد انهياره ولكنه موجود في غرفة الانعاش ان لم يتدخل طبيب اقتصادي ماهر لانقاذه ،،مديونية أميركا هائلة وعجز ميزانيتها كبير كما يعترفون بها هم انفسهم وهذا العم ترامب يات بتصريحات متقطعة تقول انه يريد اعادة العافية لاميركا أولاً،، يهدد بقطع المساعدات عن هذا او ذاك البلد لان خزينته فارغة ومديونة،، فعندما وصل للبيت الأبيض شاهد تلك الخزينة الفارغة،، فزار السعودية والخليج وحصل على أموال كبيرة بصفقات منعشة ( الشاءعات الظريفة على شبكة التواصل تقول ان كل ما حصله الذين امنوا منذ انشاء عقيدتهم عن طريق الجزية من الذين كفروا أعاده ترامب بزيارة واحدة ) ولا يمر يوم من تصريح له لا يقول فيه أميركا أولاً وإيجاد فرص عمل للاميركيين أولاً،، الا يدل هذا على أزمة خانقة للنظام الراسمالي ؟ صحيح ان الخزينة فارغة الا ان هناك مجموعات تحتكر المال مثل أعضاء نادي بلدينبرغ حيث يجتمعون كل عام في بلد معين ويمنعون وساءل الاعلام من معرفة ما يجري في اجتماعاتهم ،،هم من أغنى رجال العالم وربما هم الذين يخططون ويحكمون من الظل ،،البعض اطلق عليهم حكومات الظل فعلاً ،،والسؤال الان هل سيتدخل هولاء في اخر لحظة لإنقاذ النظام الراسمالي لان اعلان موت هذا الاخير سيؤثر علم مملكتهم الخفية التي لا تنموا وتسيطر الا في الأنظمة الرأسمالية . ربما الكاتب الكبير الاستاذ فؤاد عنده الجواب .

فلسفة لكن
أين البديل؟؟ -

وما البديل عن النظام الرأسمالي في غرفة الانعاش وعن النظام الاشتراكي في مقبرة الاموات؟؟؟

عزيزي خوليو
فؤاد النمري -

أكتب اليوم لأطعن في التاريخ المتداول لأن الجميع ما زال يعتقد أن النظام الرأسمالي ما زال قائماً يعمل بينما هو في الحقيقة قد مات واندثر في السبعينياتثمة مائة برهاناً وبرهان على اندثار النظام الرأسمالي منها واحد يكفي وهو أن جميع المبادلات التجارية تجري بحساب الدولار بل وان جميع عملات مختلف الدول مدولرة أي مكفولة بالدولارلكن الدولار لا يمتلك قيمة معلومة وبلده الأصلي الولايات المتحدة أعلنت في العام 1971 أنها لم تعد تكفل قيمة الدولار وكان الدولار قد عانى من تدهور في سعر الصرف 71 - 1973 حتى كان اجتماع الخمس الأغنى أول مرة 1975 وتكفلوا شفاهة بالحفاظ على القيمة المعلنة لعملاتهم وهو ما يعني أنهم يكفلون سعر الصرف وليس القيمة عن طريق المضاربة في أسواق المال وليس عن طريق امتلاك الغطاء الذهبي او البضاعيما لا حاجة بنا لشرحه هو أن الرأسمالي يمتهن الاتجار بقوى العمل من أجل تركيم المال لكن عندما لا يكون المال معروف القيمة بالتحديد فلماذا يدفع عشرة دولارات لتعود إليه بعد حين بقيمة 7 دولارات او ثمانية . سيقلع إذاك عن تلك التجارة تجارة قوى العمل وتحويلها إلى بضاعة، سيقلع عن الانتاج الرأسمالي تأميناً لأموالهالمقال القادم رقم 9 سيعنى بهذا الموضوع تحديدا للعزيز خوليو كل الود والتقدير

تحية للرفيق النمري
رشاد الجورجاني -

تحية للرفيق النمري، دائما تتحفنا بتجليلاتك العميقة التي لا غبار عليها، وتتمتع بنسقية كبير سواء على مستوى تمرحل التاريخ الذي تقترحه، أو مظاهر التغير الاجتماعي والاقتصادي في كل مرحلة مرحلة.سؤال لك هو من هم الاقتصاديين من ذوي الشأن في أميركا الذين كانوا قد أشاروا إلى انهيار النظام الرأسمالي في بداية السبعينيات ؟ومن يشير لنفس الأمر اليوميا ريت توجهني لعناوين كتبهم لأن الموضوع يهمني كثيرا، شكرا لك.

الرفيق العزيز رشاد الجيور
فؤاد النمري -

أسعدتني إطلالتك على القراءة المختلفة للتاريخترددت في كتابة العبارة التي تقول .. بعض الإقتصاديين من ذوي الشأن أشاروا إلى انهيار النظام الرأسمالي . ترددت كثيراً لأن من حق القراء أن يسألوني عن أسماء أولئك الإقتصاديين كما تسألني حضرتك فعندما أجيبهم لم أعد أتذكر فذلك شبهة في صدقيتيفي الحقيقة أنني عندما كتبت لأول مرة عن إعالان رامبويية قبل سنوات طويلة قرأت عن اقتصادي أميركي ذي شأن أشار إلى انهيار النظام الرأسمالي في العام 72 او 73 ولعل ذلك كان السبب الماشر لقيام نيكسون باستبدال وزير الخزانة جورج شولتس بوليم سيمونمكان الخيار أمامي أن أكتب تلك العبارة واتحمل الجواب السلبي على سؤالك أم لا أذكره فلا يثور تساؤل كتساؤلكولما كنت متأكدا من حقيقة اقتصادي أميركي معروف آنذاك أن أشار إلى انهيار النظام الرأسمالي لذلك كان واجبي أن أذكر ذلك واتحمل الجواب السلبي على سؤالكفي الجزء التاسع سأبرهن ‘لى أن النظام الرأسمالي انهار تماما ولم يعد له أثر يذكر تحياتي للرفيق الجيورجاني