من الاستغباء باسم التقاليد إلى الديمقراطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تعودنا على أن لا يكتفي المتحامل على ماضي أجداده بلعن السلفِ وشتمه في كل مناسبة، على اعتبار أنه يرى في السلفِ بأنه كان على باطلٍ في جميع ما قام به، متجنباً كالعادة تقدير الظروف الذاتية والموضوعية للغائبين، والأسباب والدوافع والحاجات الوجودية التي جعلتهم على ماهم عليه، بل ومن باب تهرب الشخص المعاصر عن أداء ما يتوجب عليه القيام به راهناً، يُحمّل الغابرين حتى تبعات تململه وتقاعسه هو وأتباعه الحاليين، وذلك حتى يخفّف عن ذاته عبئاً كان قد تهرب عن حمله في غابر الزمان أمثاله المتقاعسين.
حيث يُشبع الساسة والمثقفون ونشطاء الحاضِر قادة الكرد التاريخيين طعناً كلما بُحث موضوع غياب الدولة الكردية ومسألة تقهقر الكرد قومياً، فيرون بأن الراحلون لم يكونوا ليس فقط على مستوى وعيهم وتفكيرهم الحالي، إنما الأهم أنهم كانوا دون مستوى إدراك وفطنة معاصريهم آنذاك، وأنهم بالغوا في سذاجتهم الإيمانية فيما يتعلق بالغيبيات في زمن تمسك الآخرين بشروش العصبيات المعاشة، حيث أن ذلك السلوك الخدمي بنظرهم أشبه بالغباء الكردي المستساغ لدى الآخرين عبر التاريخ، وخاصة جيرانهم المسلمون، الذين لم يتنازل أحدهم قط عن خصوصيته القومية أو القبلية أو العشائرية، باستثناء الكردي، الذي انطلت عليه القصة الدينية سابقاً، والفكرة الاشتراكية لاحقاً، والديمقراطية راهناً!
كما أن الملامات ولعنات الذات تجددت منذ أيامٍ أيضاُ، أي في فترة احتفالات تركيا نهاية الشهر المنصرم رسمياً وشعبياً بمناسبة معركة (ملاذكرد) 1071 م التي انتصر فيها السلاجقة الأتراك على البيزنطيين، حيث عاد المثقف الكردي إلى جلد الذات على الخدمات التاريخية والتضحيات التي قدمها الأجداد لشعوب المنطقة والتي سرعان ما قام المخدومون من قبل الكرد بإنكار كل تلك التضحيات، ومنها فقد ذكر الكاتب بدرخان علي أن الترك أنكروا الدور البطولي للكرد في معركة "مَلاذكُرد" التاريخية، وأردف الكاتب بأن الحكومة التركية ومعها الأوساط الاكاديمية والثقافية التركية، لم تذكر أنه لولا مشاركة 10 آلاف فارس كردي، شكلوا أضعاف عدد المقاتلين السلاجقة، في جيوش السلطان السلجوقي ألب أرسلان، في معركة ملاذكرد لما تمكن السلاجقة من النصر، ولما ظهرت الامبراطورية العثمانية لاحقاً ولا تركيا المعاصرة بعدها!
ولكن بدلاً من الغوص في حروب الماضي والخدمات المجانية التي قدمها الفرسان الكرد للجيران على الدوام، أليس حريٌ بكرد الراهن الوقوف على الخدمات العسكرية لأنصار ومسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي منذ أعوام في سوريا وحتى الآن، فكيف نحاسب شخصاً أخطأ بحساباته السياسية منذ قرون، بينما ابن الحاضر يرتكب الحماقات المدمرة عياناً جهارا ولا يتم محاكمته على جريرته؟ فها هو حزب الاتحاد الديمقراطي مَن لديه الاستعداد للافتداء بمئات الكرد مجاناً في معارك الجيران، كمعركة الرقة راهناً، وقبلها معارك منبج التي قضى فيها على خيرة الشباب والشابات، ولاحقاً معركة دير الزور، بل وبكامل التبجح التنظيراتي يقول السيد نواف خليل الإيكولوجي المقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي، إن الهدف الرئيس بالنسبة لهم هو هزيمة داعش، داعياً إلى الأخذ في الاعتبار التحضيرات الحالية لمعركة دير الزور الكبرى والاستراتيجية حسب زعمه والتي ستحدّد مع معركة الرقة مستقبل سوريا برمتها، فيبدو أن السيد نواف وحزبه سيحاربون داعش نيابةً عن طاغية دمشق إلى أن يأتي دورهم ويستفرد بهم النظام كما جاء في القصة التراثية التي تتحدث عن حيلة الأسد (أسد الغابة) في أكله للبقرات الثلاث*، علماً أن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد سبق له أن حذّر الاتحاد الديمقراطي من مغبة تخبطه السياسي وتحالفاته اللاموفقة، كما أن فورد نفسه عاود القول في حديث له مع "ذا نشيونال" الأمريكية نهاية الشهر الماضي، بأنه "بعد طرد داعش من الرقة ودير الزور، هناك احتمالية كبيرة بأن تبدأ الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد هجوما ضد الأكراد ولن يحترموا وقتها وقف إطلاق النار"، كما أن أمير قبيلة "البقارة"، نواف البشير كان قد هدَّد هو الآخر في وقتٍ سابق من الشهر الماضي، بتنفيذ عملية عسكرية كبرى في الشمال السوري ضد الأكرد، بقوله:"بعيدًا عن لغة الدبلوماسية أقول للعصابات الكردية قريبًا سنعيد أمجاد 2004 وبطولات الفرقة الرابعة، وسنسحل رموزكم ونسلح العشائر، بل أكثر من ذلك"، وذلك في إشارة منه إلى تسليح نظام الأسد آنذاك للعشائر العربية ضد انتفاضة قامشلو في 2004 وقمعها بكل وحشية من قبل أرجاس النظام وأتباعه!
فلماذا إذن نتحدث عن معركة (ملاذكُرد) أو معركة (حطين) وغيرها من معارك السلف كُرمى الجيران، ونلوم الراحلين على استخدامهم واستغبائهم من قبل الآخرين، بينما قادة الحاضر في منظومة العمال الكردستاني ومن يدور في فلك تلك المنظومة لا يزالوان في أتم استغبائهم، طبعاً نقول ذلك ليس من باب التجريح، إنما بناءً على معيار الاستغباء نفسه الذي يستخدمونه بحق صلاح الدين الأيوبي أو غيره من قادة الكرد التاريخيين! بما أنه ليس بخافٍ على أحد الخدمات الجليلة والقرابين المجانية التي يقدمها الاتحاد الديمقراطي تارة لإرضاء النظام وحليفه الإيراني، وتارة لإرضاء الروس، ومع ذلك فمعظم نشطاء الثورة وحتى معظم الموالاة يتهمون وحدات الحماية الشعبية بأنها محتلة وأنها انتهكت وفعلت كذا وكذا، علماً أن تلك الوحدات تحرر لهم، وتعمل نيابةً عنهم على تحرير منطقة تلو الأخرى من تنظيم داعش! والسؤال فهل هنالك مؤشر واحد يدل على أن في يومٍ من الأيام سيقول أحدهم بأن هذه المنطقة حررها لنا الأكراد العملاء والخونة؟ أم كما حدث مع السلجوقيين سيُنسب التحرير لقواتٍ أخرى؟ وما على الشباب الكردي إلا الموت مجاناً باسم الأمة الديمقراطية السخيفة التي لن يذكرها أحد في يوم من الأيام، طالما أنها أمة خادمة وممسوخة وغير واضحة المعالم ولا هوية محددة لها.
وفي الختام نقول ما الفرق يا ترى بين أن يكون الكردي في موضع المستغبى باسم الدين ماضياً، وبين أن يكون مستغبى باسم الاشتراكية فترة لا بأس بها، وطبعاً من دون الوقوف عندها أو محاكمة العقل عليها، خاصةً في فترة القائد الأحمر جوزيف ستالين، وبين أن يكون الكردي مستغبىً في الوقت الراهن باسم الديمقراطية المزعومة التي لن تكون تبعات إيمان الكردي الأعمى بها أقل ضرراً من استغبائه الطويل باسم الدين والاشتراكية؟.
ــــــــــــــ
*القصة تحكي أنه "كان هناك ثلاث بقرات في الغابة واحدة سوداء و واحدة حمراء و واحدة بيضاء، وفي أحد الأيام اقترب الأسد منهن فإتحدن وإستعدن لمهاجمته فرفع الأسد الرايه البيضاء يطلب (التحدث معهن) فقال لهن أنا ملك الغابة ولا أحد يتجرأعلى رفض طلب مني وأنا هنا لأعرض خدمتي عليكن فأنا سوف أدافع عنكن لترعن في الغابة بسلام فوافقن الثلاث بقرات دون معارضة وفي اليوم الأول أتى الأسد إلى البقرتين الحمراء والسوداء فقال لهما: أنا لا أستطيع أن أحمي ثلاث بقرات، فالبقرة البيضاء لونها واضح في الليل والنهار وتسبب لنا المتاعب، أما أنتم فلونكم عاتم ولا خوف عليكم، فما رأيكم في التخلص من البقرة البيضاء ليسهل علي الدفاع عنكن، فوافقن البقرتين وبعد الموافقة هاجم الأسد البقرة البيضاء وأفترسها و فى اليوم التالى ذهب الأسد إلى البقرة السوداء وقال لها أنتي لونك ممتاز أما البقرة الحمراء لونها مغري وسببت لنا المتاعب ما رأيك أن أتخلص منها، فوافقت البقرة السوداء فذهب الأسد إلى البقرة الحمراء وافترسها، وفى اليوم الثالث جاء دور الأخيره أي البقرة السوداء، فجاء الأسد قاصدها فقالت له هل تأكلنى؟ فقال لها لقد أكلتك يوم سمحتى لى بأكل أختك البيضاء". وهنا لا نقول البتة بأن تنظيم داعش هو البقرة البيضاء، إنما المقصد أن الأسد لا يوثق جانبه بكل الأحوال سواءً إن كان هنالك بقرة بيضاء أم لم تكن موجودة بالأصل، أي سواءً ان وجد تنظيم داعش أم لم يكن موجوداً بالأساس.
التعليقات
شكراً لك على هذا المقال
عراقي متبرم من العنصريين -مقال في الصميم، بل إعتراف من كردي مثقف ومُلِمّ بالتاريخ، يفضح قومه بأنهم ليسوا إلا مجاميع من فِرَق الموت يستأجرهم هذا وذاك، ثم يبرز منهم بين الآونة والأخرى عنصرٌ هنا وعنصر هناك، ينسى أصله وحقيقته البدوية الغجرية ومهنته العريقة كقاطع طريق فيظنّ نفسه قائد شعب وحامل قضية، ويطمع بمكافأة ممّن سخّروه لارتكاب مجازر يندّ لها الجبين بقتل ملايين الأبرياء أطلق عليها كاتبنا المخدوع مصطلحات فروسية وبطولات وراحلين وشهداء، ثم يذهب إلى أبعد من هذا، فيتطاول على أسياده ويطالبهم بمنحهم الأراضي والمدن التي تواجَدَ هو و(ربعه) عليها ليس بأكثر من مائة عام، وبعد أن يكتُب تاريخاً ملفّقاً وبعد أن يرسم عَلَماً أصفراً كصَفار أسنانه، يطالبهم بدولة ودعم لهذه الدولة واعتراف بها !!! عَتَبي على أبناء عمومتنا الخليجيين الذين يظنّون بدعمهم اليوم فَرْعَ هؤلاء الشراذم في شمالنا العراقي أنهم سيَجنُون من ورائهم شيئاً ينفعهم، بل عجبي منهم كيف يُحسِنون الظّن بهم وهاهم اليوم قد انتقلوا من مرحلة التسخير إلى مرحلة تأسيس كيان لقيط لهم على أراضي بلدٍ آمنهم من خوف وأطعمهم من جوع وإذا بهم ينقلبون عليه هذا الانقلاب العقربي اللئيم؟!
بداية التاريخ الكوردي!
زبير عبدالله -في الخامس والعشرين من الشهر الحالي،يبدا كتابة،التاريخ الكوردي،وعلينا مثل بعض الاشجار،وبعض الحيوانات،الانسلاخ من جلده القديم،النظر الى الامام بعقل ،وجلد ،وارادة جديدة نحو المستقبل،جميع الشعوب تخطئ،وجميع الشعوب افتقرت القائد المنقذ في فترة من تاريخها،وان وجدت فالشعب لم يكن مهيئا....اورد لك مثالا بسيطا ،ذهب نواف الحسن ،رئيس عشيرة الملية ،الى حاجو الاب ،رئيس عشيرة هفيركا،والعائلة المعروفة،حاليا،في غرب كوردستان،،وعرض نواف عليه وبدعم من الفرنسيين،قيام دولة كوردية،قال له حاجو:انت شاب شجاع،ومندفع ،لكن انا وانت غير كافين لقيام كوردستان...كان نواف والذي كان يسميه العرب ابو بشيت،يمنع دخول العشائر والقبائل العربية دخول الجزيرة،وقصته مع شيخ الشمر معروفة،وختمه الحديدي هو الاخر معروف...قتل بعد جلاء الفرنسيين،وربطوه سحلا خلف السيارة...الايوبيين سمي الدولة الايوبية،والفاطميين الدولة الفاطمية،والعثمانيين الدولة العثمانية،،،لننسى وليبقى ذالك ملك التاريخ،ولن نفتخر به...القيادة الوطنية في كوردستان الجنوبية،بحاجة الى كل انواع الدعم،وليكن الجهد الكوردي منصبا الى ذالك لنجاحه.،على الشاذين،والخارجين عن الاجماع الكوردي ،العودة،الى عقلهم والسير وراء البرزاني،فهو المنقذ،وبابطال كوردستان من البيشمركة،يكتب التاريخ الكوردي الجديد ..وهذا هو الحل!
الإعلام التابع لسلطة
raman -النظام الأسدي لم ينتصر على الكورد ولن ينتصر، مهما قتل منهم وشرد. ولن تنفعه بشيئ كل ذاك السرك الإعلامي، الذي يسعى من خلاله خداع الناس، وإيهامهم بأن النظام إنتصر، وما على الكورد سوى رفع الراية البيضاء، وقبول الهزيمة والعودة لحظيرته، والعيش عبيدآ عنده من جديد.إن ما قلته ليست أمنية تراودني، وإنما قناعة راسخة مدعومة بالوقائع، ومستندة إلى تجارب التاريخ القريبة والبعيدة، حيث لم نقرأ في كتب التاريخ، بأن نظامآ قد إنتصر على شعبه ذات يوم.النظام الأسدي الفاجر وأبواقه الطائفية الرخيصة، يدعون بأن حربهم كانت ولازالت مع الإرهابيين الإسلاميين. وهذا مجرد كذب وإدعاء سخيف يجافي الحقيقة، ولا علاقة له بالواقع على الإطلاق. فأكبر ارهابي في المنطقة على الإطلاق، هو النظام الأسدي ومعه ملالي الفرس في قم، والعثماني الجديد اردوغان.
الكوردي المقاتل
raman -الكوردي المقاتل المدافع عن أرضه في وجه الغزاة نراهم كلما حرروا شبراً من براثن الاعداء يجلبون معهم المحبة والامان..وبدل ان تهرب الاهالي من امام قواتنا ،تجدهم يقبلون نحونا مبتسمين مستجيرين بنا من منجل الابادة ويرمون بيننا خمار استعبادهم ويحلقون لحى الابالسه التي فرضت عليهم .يأتون الاهالي الى قواتنا عطشى بدون زمزمية ماء لان يعرفون جيدا ان بمجرد وصولهم بين قواتنا سينطفيء لهيب عطشهم ..تأتي نسائهن مع فلذات أكبادهم يزغردن اهزوجة النصر والخلاص لان يدركن جيدا ان بندقية المقاتل الكوردي لا تزغرد الا للانسانية ولا تحصد بشكل عشوائي وهمجي اي رؤوس اينعت لان هذه الصفة لا تليق بالمقاتل الكوردي النبيل.عندما تدخل قواتنا أية مدينة لاجل تحريرها من خفافيش الظلام فأن اول ما تفكر به ان يحمي المدنيين ويحفظ كرامة الاهالي وتقديم العلاج للجرحى حتى لاسرى الاعداء وتوفير الماء والغذاء للمحتاجين والمتضررين وتوفير سقف لمن فقد مسكنه وتوفير الحد الممكن من الخدمات.. وبعد ان يضع الحرب أوزاره في تلك المدينة ..تلجأ قواتنا لأعادة الحياة بشكلها الطبيعي الى تلك المدينة أو البلدة وتمد اليد للناس للعودة الى ممارسة حياتهم اليومية بشكلها الطبيعي وعودة الاولاد الى مدارسهم ليتعلموا أبجدية القراءة التي تفتح أمامهم أبواب غد مشرق بعكس الذين عندما كان يدخلون مدينة يعيثون فيها الفساد والدمار ويسعون لنشر الفقر والجهل بغية استحمار اهاليها
إستفتاء الندامة
عبد الله العفريني -تاريخ بداية نهاية حلم الوهم الأفلاطوني البورزاني المسمى كردستان . سيصبح كابوس يطيح بآخر العائلات الديكتاتورية المجرمة واللصوصية وسيعرفون بأنه لم ولا ولن يوجد شيء أسمه كردستان.
حرية لارمينيا واشور
لا لاستكراد ارمينيا واشور -يوم الاستيفتاء الكردي في 25 - 09- 2017 سيكون يوم اعلان وفاة ما يسمى كردستان غير ماسوف عليه وسيكون يوم دفن الاحلام الامبراطورية الكردية احلام ابليس بالجنة حرية حرية لارمينيا واشور المحتلتين ولا لاستكراد الاراضي الارمنية والاشورية المحتلة
Be fair
Kamaran -Dear WriterYou seem conveniently forget talk about a similar parallel when it comes to Southern Kurdistan. Your pay master has rendered Kurdistan to a Turkish state, and even worse gave the Turks the Kurdish oil for the next 50 years. But for the salves of the corrupt Barzani and his mafia, this politics and for others to behave tactically in the face of the sanctions that Barazani and his master Ordugan has imposed on them, it is treason. I say it again, the Kurdish oil money has corrupted many so called writers and sadly your article is a stark example of this. My people have been denied their wages and yet Barzani pays people like for their cheap articles.