فضاء الرأي

المطلوب حكومة وحدة وطنية بين الرقبة والسكين

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مَن كان يخطر على باله أن كل ما كان يَبهرنا به الغرب، أوربا وأمريكا، من إيمان شديد وثابت يقدس الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، تكشفه لنا الشدائد، فنعرف أنه لمواكنيهم هم داخل بلدانهم، ولكنه، خارج حدودهم، كذب ونفاق، مصالحهم وحدها تتكلم، بلا مباديء ولا عدالة ولا أخلاق ولا ضمير.

يرفعون سيوف الحريات وحقوق الإنسان في زمن، ويغمدونها في زمن آ خر. يُسقطون بها (س)، وينصرون بها (ص).&

لا تصحو حميتهم وغيرتهم على دماء الأبرياء إلا حين يذبح قاتل متوحش محسوبٌ علينا عربيا ومسلما واحدا من أبنائهم. عندها ودون انتظار تغير طائراتهم غاضبة مجلجلة هادرة تصب أطنانا من القنابل الحارقة على مواقع أتباعه ومخازن سلاحه، &ثأرا للقتيل.&

ولكنهم يتشاورون، ويتبادلون الأفكار، ويتدارسون الحلول، ويخرجون من مؤتمر ليدخلوا في مؤتمر، ومن اجتماع إلى اجتماع، أياما وأسابيع وشهورا وسنوات، ودماء رجالنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا تتدفق، وأشلاء قتلانا، بمئات الآلاف، تتبعثر بين أنقاض البيوت المهدمة، والقاتل نفسُه يحرق أبناءنا وهم أحياء، وتبقى الجماهير (العريضة) في دولنا العربية تناشد مجلس الأمن الدولي، وحلف الناتو، والاتحاد الأوربي، والبيت الأبيض، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، ومجلس الأمن الدولي، أن يفوا بوعودهم بالعدالة والحرية وحقوق الإنسان، ويحترموا شرفهم وشرف شعوبهم، ولا من مجيب.&

يقتلون داعشيين في (عين العرب)، وعلى حدود أربيل، وفي الموصل، وتكريت، والرمادي، بلا هوادة، بأطنان القذائف والصواريخ، ثم يدعون داعشيين في سوريا وليبيا يصولون يجولون ويتسلحون ويتمولون بحرية وأمان.

يعمْون تماما عما ترتكبه مليشات الحشد الشعبي من ذبح وحرق وتهجير ونهب في المدن التي يدخلونها بعد أن تخرج منها داعش، وتصمت أجهزة إعلامهم عنها إلا قليلا يتناثر هنا وهناك في بعض الصحافة الغربية أو منظمات المجتمع المدني الغربية، لرفع العتب.

ويسكتون تماما عما ترتكبه إيران، في العراق وسوريا واليمن والبحرين وفلسطين ولبنان، من عبث بأمن الشعوب، ومن تخريب لحياتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأمنية، كدولة محتلة وغازية بمفهوم القانون الدولي .

والأغرب من الغرابة صمتهم عما يرتكبه نظام الملالي بأهل إيران من قمع وتكميم وتقطيع أيدٍ وألسنة ورقاب بما لا يختلف بشيء عما تفعله داعش من موبقات.

وفي سوريا، من ثلاث سنوات، تتساقط البراميل المتفجرة، وتستخدم الأسلحة المحرمة دوليا على المدنيين، وترسل دولة أجنبين حرسها الثوري ومليسات لبنانية وعراقية تابعة لها لمؤازرة الحاكم الأحمق على حرق المنازل ووتطيع الرؤوس والألسلنة والحناجر، وقادة الدول الغربية القادرة يرون ويسمعون ويطنشون.

وفي ليبيا، وكل أخبارها تصلهم بانتظام، تموت الناس بالمئات كل يوم بأسلحة تتدفق دون حساب، وتتمزق الدولة وتتحول إلى ماكنة تفريخ القتلة والجزارين، ولا يتحركون. ولا يكفون عن بيعنا حلو الكلام عن ضرورة الحوار باعتباره الخيار الوحيد، وعن الحل السياسي باعتباره، وحده، الكفيل بإنهاء (المشكلة). وكأن الذي حدث في ليبيا مجرد اصطدام سيارة بأخرى، أو عراك بين عابريْ سبيل.

بعبارة أخرى إن الداعشيين في ليبيا وحلفاءهم الإخوان وأنصار الشريعة فصائل (وطنية) لا يُسمح باستثنائها من الحكومة (الوطنية الموحدة). وبدون هذه الحكومة الوطنية الموحدة لا عون ولا دعم ولا مساندة لجيش الدولة الوطني، ولا لحكومته المعترف بها دوليا، ولا لبرلمانها المنتخب، وممنوع منعا باتا ونهائيا تسليح الجيش الوطني، لأنه يعقد الحل السياسي المنتظر.&

يعني أنهم لا يقبلون بحل سوى أن تتنازل رقبة الليبي عن دمها وآلامها، وأن تبوس خنجر جزارها (الوطني)، حتى وهو لا يتوقف عن قطع العشرات من الرؤوس، ومئاتها، يوما بعد يوم.

وأمس، وبعد انتظار طويل، أعلنت ست دول غربية هي فرنسا وإيطاليا وألمانيا واسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أنها " لن تسمح بإلقاء ليبيا في ظلمات التطرف، ودانت بشدة أعمال (الإرهاب) في ليبيا".&

وقالت في بيان " إن جريمة القتل الشنيعة لواحد وعشرين مصرياً في ليبيا على يد إرهابيين موالين لتنظيم (داعش) تؤكد مجددًا الضرورة العاجلة للتوصل لتسوية سياسية للصراع في ليبيا".

&ثم أشارت إلى إن " العملية التي تقودها الأمم المتحدة لغرض تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هي أفضل أمل لليبيين لمواجهة التهديد الإرهابي والتصدي للعنف ومعالجة عدم الاستقرار الذي يعيق عملية الانتقال السياسي والتنمية في ليبيا".&

&لاحظوا مقدار ما في هذا البيان من لؤم وخبث ونفاق. فقادة هذه الدول، أكثر من غيرهم، يعلمون علم اليقين بأن حلما من هذا القبيل يشبه كثيرا حلمي، أنا، الشخصي بأن أصبح ملكا على السعودية، أو رئيسا لوزراء السويد.

يريدون منا أن نستمر في جدل عقيم إلى يوم القيامة، هل الدجاجة من البيضة، أم البيضة من الدجاجة؟!.&

في حكمهم حرامٌ على أحد أن يعطي الجيش الوطني الليبي بندقية لصيد عصافير. ولكن المباح والحلال والضروري أن تتدفق الأسلحة المدمرة المتطورة لداعش والإخوان وأنصار الشريعة، حتى ومخابراتهُم النائمة معنا في غرف نومنا تعرف مصادرها، وطرق توصيلها. هذه هي المعادلة.

طبعا ليس من الصعب على أبسط البسطاء من الناس أن يدرك أن هذا (الغرب) المتحضر والمتنور لن يسمح بأن تهدأ ليبيا إلا بعد جرجرة الجيش المصري إلى هذه المغطسة، لإشغاله وبعثرة جهوده وسلاحه ورجاله على الرمال الليبية الحارقة، مع استمرار النفخ في نيران الحرائق المستمرة في سيناء، والمد بأعمار القتلة المأجورين، وإبقاء حالة القتل اليومي لضباط الجيش المصري وجنوده.

فبعد أن تمكنوا من سحق الجيش العراقي والجيش السوري، لم يبق أمامهم جيش عربي قوي ومتماسك سوى الجيش المصري فليتبعثر ويدوخ ويضيع.&

في مقابلة تلفزيونية ينقل الدكتور وسيم السيسي عن ديفيد بنغوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، قوله " إن قوة إسرائيل ليست في قنبلتها النووية، بل في قدرتها على تفتيت ثلاث دول محيطة بها، وهي العراق وسوريا ومصر، ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا بل على غباء الطرف الآخر". ورغم أنني لم أجد ما يعزز صدقية هذا النقل، إلا أن العقل السليم لابد أن يدرك أن هذا هو ما جرى، وأن هذا هو ما يجري. ولكن الفاعل الحقيقي ليس بنغوريون أبدا ولا أمريكا ولا غيرهما. عودوا إلى تاريخ المنطقة، منذ أوائل الخمسينيات وإلى اليوم، واستعرضوا الهزائم والحرائق والمجازر والمقابر الجماعية وخسائر الأموال والأرواح وخراب البيوت، ليس في العراق وسوريا وحدهما، بل في لبنان والكويت واليمن والسودان وفلسطين، بل في كل مكان آخر في المنطقة.&

ألم يبدأ التقاتل والتناحر والتآمر والتخابر والتناثر في هذه الأمة على أيدي البعثيْن اللدوديْن، بعث العراق والبعث السوري؟&

ولولا بعث العراق والبعث السوري هل كان الخميني وخليفته خامنئي وحرس ثورة الولي الفقيه وأحزابه ومليشياته العربية قادرين على أن يتجاسروا ويدنسوا تراب العراق، ويعبرون منه إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين؟ ولولا البعيون هل كان في إمكان هؤلاء المتاجرين بالطائفة والدين أن يجعلوا دولا كانت عزيزة وآمنة وناهضة وصامدة دولا فاشلة ومفلسة ودامية وفي طريقها إلى زوال؟. هل هذا كله فعله بنا بنغوريون؟ أشك في ذلك.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شعوب الجهل والتخلف
معن -

قد لا يتفق معي الكثيرين في هذا الطرح ولكن الشعوب العربية غير مهيأة لا ثقافيا ولا اقتصاديا للديمقراطية ، اغلب الشعوب لا زالت تحكمها القيم القبلية والعشائرية المتخلفة ، الأفضل لهم حاكم يحكمهم بالحديد والنار ويكونوا دول متقدمة على ديمقراطية كسيحة تدمرهم وتدمر اوطانهم وتستفز فيهم قيم الجهل والتخلف من تعصب ديني وعشائري ، اما الجانب الاسلامي لهذه الشعوب فقد اصبح معول هدم وفرقة وتناحر وذبح وحرق بدل ان يكون الاسلام دين يجمعهم ويوحدهم ويسمو بهم الى التطور والرقي .ولنا في الدول التي حكمها الطغاة خير مثال ..يأتي الاسلاميون الى الحكم فتدب الفرقة والتناحر والهدم والاحكام الشرعية التى ما انزل الله بها من سلطان والنتيجة دمار الاوطان ودمار الانسان باسم الدين والديمقراطية ... انظروا الى العراق وليبيا وسوريا واليمن .. والحبل على الجرار ..

إلى ابن بغداد
ن ف -

قيل في الموروث، الرجال أربعة: رجل يدري أنه يدري ، فذلك العالم فاسألوه ؛ ورجل يدري ولا يدري أنه يدري ، فذلك الناسي فذكروه؛ ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري ، فذلك الجاهل فعلموه؛ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ، فذلك الأحمق فاجتنبوه. **.

ايران هم السبب
OMAR OMAR -

ملخص المقاله.....في قلب المقاله يقول ان ايران هم السبب والدليل مايحدث في ليبيا وجر مصر وما حدث في الجزائر سابقا ولاحقا,,,,,, يعني تجيك التهايم وانت نايم

الارهابي جليل طماطة
نانسي عجر -

أفاد مصدر امني في ديالى، اليوم السبت، بأن قيادياً بارزاً في تنظيم داعش قتل بالكمين الذي نصب على الحدود الفاصلة بين المحافظة وصلاح الدين، فيما أشار إلى أن القتيل كان يقود دراجة نارية مفخخة. وكانت "قوة أمنية مشتركة مدعومة بالحشد الشعبي نصبت كميناً على الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين من جهة البو رياش (85 كم شمال بعقوبة) وقتلت الارهابي جليل طماطة من القيادات المعروفة في تنظيم داعش وهو يقود دراجة نارية مفخخة". وأضاف المصدر أن "طماطة مزارع يمتلك الاراضي الواسعة وانخرط في دعم تنظيم داعش الارهابي وأصبح من قياداته المعروفة ثم هرب باتجاه الحويجة بعد تحرير ناحية العظيم في تشرين الأول من العام الماضي"

عندما تشوب الفكر الطائفية
عراقي يكره المغول -

أتفق معك في تقييمك للتحرك الغربي المعادي لكن ما يتعلق بإيران لن يتقبله منطق منصف فأين موقع إيران من مطامع الغرب أهو في تمويل المقاومة اللبنانية التي أعادت المد الإسرائيلي في لبنان إلى جحوره وأوقفته عند حده أم في دعمها للأكراد بوجه داعش باعتراف مسعود الذي صرح بأن دعم إيران لوقف سقوط أربيل كان أسبق من أي دعم دولي. كما رأينا تحرير أمرلي وديالى وتكريت وسامراء ووقف زحف داعش نحو بغداد الذي لم يتم لولا الدعم الإيراني والسيستاني. تحدثت يا أستاذ أيضاً عن سوريا فمن خرب سوريا سوى مغول العرب وأسيادهم باستخدام المتأسلمين؟ أما مصر القوة الوحيدة المتبقية لنا والتي تورطت بالحرب القذرة مع داعش هل إيران مَن أوصل ليبيا إلى هذا الدرك الأسفل أم قطر وتركيا؟!

انا الاشوري اويد البابلي
Kamel Mikha -

تجيد الكتابة بلهجة قريش اي ما يسمى اللغة العربية الفصحى- بواسطة القران الكريم من خلال عربان الحضارة والفتح الالهي ولك اخجل من الذي يحتل ويشوه انتم عربان الفضيحة في العراق والمنطقة وحتى لا يفررح لملوم بدو الفرس- الكرمانجي الاكراد ومعهم الطورانيين الترك العثمانيين ولكم اخجلوا امريكا والكثللكة و86 مليون هندي احمر-ذبحوا وابيدو-اخجل وفعلا كل من يسكن امريكا اتعس منها ومن فعلها ويحب امريكا لانها داعشية قاتلة وقصة القوة وخاصة من كان من العربان والبعثيين الدجالين - ولك ابراهيم انت والتاريخ كوجا مرحبا -اخجل- ماا هذا الخريط والروس كم شاعر واديب ياا مسكين اليك معلومة اكثر الكواكب التي فيها حضارات هناك مجمموعة تحتل 40 كوكب ولها لغة قريبة للروسية او السللافية مسكين مع من تتحدث. الذي دمر العراق هو امريكا -اسرائييل الاكرااد -لانه لمصالحهم سلموه الى ايراان وجماعتها والمهم -انت لست مؤرخ ولا سياسي وانا كاشوري اعرف انك تعتقد العراق مال سائب مثل جماعة الدستور-الصفقة الذي كتبه الامريكي اليهودي نوح كولدمان واللاان المرحلة الخامسة ويمكن الاخيرة لاكمال التدمير ؟-ولكن ان تذهب وتتهجم على الروس وهم القادمون بمنطق التاريخ انصحك ان لا تحاول ان تتصدى للروس - وساعطيك امتحان - وسؤاليين ما معنى -كلمة بابل -واشور- والثاني ما معنى كلمة عرب واكراد -وخليك جنبنا كما يقال وخليك من روسيا بعيدة وباردة وشكرا ايلاف

جديرة بالتوقف
اماقلته عناتفاق 77 -

نعم نقطة مهمة اثرتها وهو لو ان الاتفاق بين بعث سوريا والعراق عاش واستمر لمما حصل ما حصل ولكن المجرم صدام بسبب رغبته الاسنثثار بالحكم خرب الاتفاق وتركنا نحن وسوريا للمصير الذي جعلنا فيه كرة قدم بين احذية ايران وامريكا والبعثيون الجدد اصحاب ماننطيها يرتكبون نفس الحماقات الصدامية بحيث جعلوا من العراق يلدا ممزقا ودولة هشة كئيبة وهم لو مخلصون لبلدهم لذهبوا الى مدنهم واعتكفوا في مايسمونه العتبات المقدسة وتركوا لحكلم لمن هو اقدر منهم واكفا منهم لايعرقون كيف يستعيدواالكهرباء وشوارع البلد متهرئة والتعليم صفر هولاء الجهلة ينجهون بالبلد الى المجهول ولا يريدوا ان يعترفوا بانهم غير قادرين على حكم البلد