فضاء الرأي

الاحتضار السياسي في العراق

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ممكن لأي مراقب دقيق يقرأ الهزيمة القريبة المقبلة للمجاميع السياسية الحاكمة في العراق منذ نيسان 2003 أنها كلحظات الاحتضار الاخيرة لحيوان هلامي عبث وعاث بمقدرات العراق والعراقيين فكانت النتائج كارثية بكل المقايس الانسانية والوطنية والدينية، وهذا واقع أسود ظلامي أشترك به عمال السياسة لكل المكونات العراقية. وماأشبه هذه الايام باخر ثلاث أعوام من حكم نظام صدام الساقط فلقد كانت حينها علامات أحتضار النظام واضحة للعيان رغم الضجيج الأعلامي وقرقعة السلاح المرتفعة ناهيك عن ضجيج خطابات النصر المزعوم.وايضآ أستعراضات فدائي صدام ومايسمى جيش القدس. قد يقابل ذلك في وقتنا الحالي أستعراضات من نوع أخر يحاول ابرازها د. العبادي لإنقاذ مايمكن أنقاذه من الانهيار المقبل من خلال أستعراضات (الاصلاحات) التي أثبتت الايام أنها أقرب للضجيج الأعلامي من محاولة تغير جوهر الكارثة، مع الاشارة الى أن العبادي لايتحمل هذه الكارثة وتفاصيلها بل هي نتاج طبيعي لفوضى الحكومات المتعاقبة التي سبقته مدعومة بدورات برلمانية شكلية أقرب الى القطيع بيد الراعي الذي يكون رئيس القائمة المعنية!.النظام السياسي الحالي في العراق أنتهى هذه حقيقة يجب التعامل معها من الآن. وقد تكون هذه النهاية نسبية بسبب ظروف الحرب المصيرية التي نواجهها مع الارهاب، لكن حتى هذه الحرب لن تكون عامل مساعد لاستمرار هذه القطعان بالتحكم بمقدرات البلد نحو القاع الاخير للهاوية.و معنى النسبية هنا أن السقوط سيكون ليس بضربة واحدة ولكن لن يطول الى عشرة ضربات بل سيثلم وفي أقرب فرصة جزء كبير من هذا النظام وسيبقى جزء أخر سجل مواقف مشرفة في جبهات القتال وحتى هذا الجزء سيواجه تحديات سياسية وأقتصادية أخرى ليس بالضرورة ينجح بها كما نجح في جبهات القتال.&ولابد من الآشارة إن التظاهرات الأسبوعية بشكلها (الترفيهي) الحالي ذات الأجندة المقلقة في بعض جوانبها لن تكون السبب في أسقاط هذه القطعان السياسية، بل ستكون كلمة الشعب في لحظة أنفجار تاريخية غير مسبوقة للكبت المتراكم.أن احتضار النظام كان ومازال بسبب حكم العوائل والعشائر والأحزاب والآنساب والاولاد&على حساب أبعاد الكفاءات وغياب العدالة الاجتماعية التي أدت بالبلد الى تدهور عسكري وأقتصادي غير مسبوق. لذلك أصبحت ضرورة ان تجهز نفس قاعة محاكمة صدام وضرورة أكبر لاسترجاع حبل المشنقة من (أحدهم) الذي سرقه دون وجه حق ووضعة بسادية غير مسبوقة في غرفة استقبال الضيوف في أحد قصور الشعب المسروقة التي أستولى عليها قطعان اليوم. أنها لحظات الاحتضار الآخيرة.جهزوا القاعة والحبل.&&Md-alwadi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سبحان الله كم تغيرت انت
كنت تطبل للمالكي -

واليوم تبشرنا بنهاية حكم الفساد والفاسدين

من نفس الكاس
محمود -

سوف يشرب المالكي من نفس الكاس الذي كان يقدمه لمعارضيه وسوف ترى بام عينيك عدالة السماء .وتذكر ان العدل اساس الملك والحكم.واين سيصبح المطبلون لهم.

خليك واضح
ابو رامي -

يا اخي خليك واضح فماذا تقصد بعبارة: (إن التظاهرات الأسبوعية بشكلها (الترفيهي) الحالي ذات الأجندة المقلقة في بعض جوانبها لن تكون السبب في أسقاط هذه القطعان السياسية، بل ستكون كلمة الشعب في لحظة أنفجار تاريخية غير مسبوقة للكبت المتراكم). فمن هم المتظاهرون ومن هو الشعب؟؟

قرفتني يارجل
كريم الكعبي -

المصيبة فيكم ايها الاعلاميون تنقلبون 180 درجة باللحظة قرفت مقالاتك على موقع عراق القانون التابع للمالكي والتطبيل له وجعلته مختار العصر والحاكم العادل الذي اعاد العدل المفقود منذ اكثر من 100 عام على يد ملة صدام . باعلامك الكذوب اوهمت البسطاء بهذه الشخصية السطحية التي اعادة البعثيين وفدائي صدام للعملية السياسية وقيادة دوائر الدولة التي نهبوها مع اعوانهم من السياسيين بمختلف العناوين

شكرا
للفيسبوك -

مثلك ومثل امثالك الطفيليين الذين جفت حناجرهم في التملق والتطبيل للطائفيه وللمجرمين من امثال المالكي وغيره من المتخلفين المازومين، شكرا للفيس بوك الذي يحفظ لنا ارشيف الاخرين، يحفظ نفاقهم ودجلهم.

مقاربة غير منطقية
محمد توفيق -

يقترب الكاتب في تحليله من القول ان النظام السياسي الحالي يحتضر أو قريب من ذلك ، وأعتقد ان هذا التحليل غير منطقي فلا العبادي ولا الأحزاب السياسية ققدوا قاعدتهم الشعبية الكبيرة الممؤثرة والتي تتمثل في تلك الأغلبية الشيعية السلبية الجالسة في البيت والتي لم تشارك في التظاهرات لحد الآن ، كما أن المرجعية لم تغسل أيديها تماماً من النظام أو تيأس منه حتى الآن ، وهي ما زالت تسنده وتدعوه الى الإسراع في خطوات الإصلاح الأمر الذي يتيح الفرصة أمام أحزاب النظام للعب بالكثير من الأوراق أو تناور بها في ساعات ( الضيج) ،أن اختيار العبادي كرجل لهذه المرحلة كان بمثابة الحلقة الذهبية للنظام الإسلامي برمته وطوق النجاة المرمي لحزب الدعوة المفلس، ويسمى بالإنكليزية (ذي غولدن بوي ) حيث نجح عن طريق المجاهرة بالإصلاحات في كسر حدة المطالب والمناورة لكسب عامل الزمن من دون أن يضحي بالمالكي ولا بالنظام لأنه يعلم علم اليقين أن المظاهرات الحالية مازالت محدودة ولن تسقط الحكومة وتأتي بحكومة أخرى، أما الورقة الثانية التي تحمي النظام من السقوط هو دعم المرجعية التي سوف يدفعون نحو تأليبها لاحقاً ضد المتظاهرين في حالة تأزمت الأمور أكثر عن طريق الخداع والكذب والتدليس بحجة أن التظاهرات مدعومة من أشخاص يسعون إلى تهديم النظام الإسلامي وإقامة نظام علماني في العراق بنفس الأسلوب والطريقة التي خدع بها القوميين والبعثيين المرجع الشيعي سيد محسن الحكيم في 1959 في أوج التظاهرات آنذاك عندما أوغروا صدره وقالوا له أن الشيوعيين سوف يلغون مهر النساء ، وأنهم يدعون الى إباحة زواج المحارم بين الأخ وأخته وبين الأب وأبنته، فاصدر فتواه المشهورة بتحريم الحزب الشيوعي والإنضمام إليه . ومرة أخرى أن النظام البعثي كان مفلساً لكنه لم يسقط بسبب المظاهرات بل بالدبابات الأمريكية ، وإذا أصبح النظام الحالي على شفير السقوط فإنه لن يدخر وسعاً لضرب الناس بالمليشيات المسلحة إذا لم يفعل الجيش ذلك ، مثلما فعل صدام حين زج مجاهدي خلق الإيرانية لقمع الإنتفاضة في عام 1991 عملاً بمقولة المالكي الشهيرة " ما ننطيها" .

لم يتوهم
كريم الكعبي -

مع احترامي لرايك وللرد الجميل الواقعي لكن اسجل اعتراضي بأن القوميين والبعثيين وغيرهم اوهموا الامام السيد محسن الحكيم. في تلك الظروف لم يقل اجرام الحزب الشيوعي من اجرام البعثيين والقوميين واذكرك بمقولتهم الشهيره يسيروا بمجموعات في الشارع ( بس هل الشعر ماكو مهر والقاضي نذبه بالنهر) فلا الامام الحكيم اوهموه في ذلك الوقت بتحريمة الانتماء لهذا الحزب ولا الامام السيستاني يوهموه الطبقة السياسية الحاليه وهو يدعو الى الدولة المدنية والى قيادات تكنوقراط لقيادة البلد بعيد عن المحاصصات الحزبية فهو غير مؤمن بمشروع الدعاة اطلاقا.. تقبل تحياتي

قدتكون صحوة ضمير
الدفاعي -

ارجو ان تكون صحوة ضمير وطني راجع الكاتب نفسه بعدما ما رأى خراب الطائفية للبلد واستشراء الميليشيات الفارسية ، وكذبة ادعاء الاحزاب الاسلامية بالمظلومية والدفاع عن الشيعة ..... حيث ظهر انهم على قلب واحد في العمالة والفساد والاستهتار بمقدرات الشعب.

تعقيب على الكعبي
محمد توفيق -

لي تعقيب على الأخ الكعبي واقول له أ ن الشعار المشهور " ماكو مهر بس هالشهر .. " الذي ذكرته كان قد رُفع عفوياً من قبل الناس كغيره من عشرات الشعارات العشوائية التي تُطلق أثناء المظاهرات ومنها أيضاً شعار " ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة" الذي لا دخل للشيوعيين به ، و شعار " زعيمنا التالي جلال الأوقاتي" لأن الزعيم الركن الطيار قائد القوة الجوية آنذاك كان شيوعياً ولو بحثت في جميع وثائق الحزب الشيوعي فإنك لن تجد دليلاً واحداً على أن الحزب دعى الى هذا أو ذلك من الشعارات ، و شعار " عاش زعيمي عبد الكريمي .. حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي .." دفع بالزعيم الى قبول إشراك الشيوعيين بالوزارة لم يكن موجهاً فأعطى الزعيم للحزب وزارتان: الإقتصاد للدكتور ابراهيم كبة والبلديات للدكتورة نزيهة الدليمي، وكانت أول إمرأة عربية تصل الى هذا المنصب . وأزيدك من الشعر بيتا ان الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء آنذاك هو من أصدر قانون الأحوال الشخصية عام 1959 الذي نص فيه على مساواة المرأة بالرجل ، والزعيم عبد الكريم ، كما تعرف ، لم يكن شيوعياً أبداً ، وقد أدى إصدار هذا القانون الى اغضاب المرجعية التي اعتبرته طعنة ومساساً بالشريعة الإسلامية . ورغم إصدار السيد محسن الحكين فتواه الشهيره " الشيوعية كفرٌ وإلحاد " لم يقم الحزب الشيوعي آنذاك بالرد عليه نظراً للزخم المليوني الهائل له في الشارع.