الاصلاحات في زمن الكوليرا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واضح أن العنوان مع تصرف شخصي مقتبس من رائعة رواية الأديب الكولمبي غابرييل ماركيز ( الحب في زمن الكوليرا ) والتي تمثل الحب في زمن التقاطعات الاجتماعية والأمراض الوبائية&
أنه الحب والإصرار عليه والإخلاص له الذي طال ل 52عام من اﻻنتظار.
ومن مفارقات القدر ان العراق منذ عام 1963 أي بنفس سنوات الحب في زمن الكوليرا منذ 52 عام يحكم بوباء سياسي تدميري أقتسمته (الاحزاب القومية وحتى العقد الاخير حيث الاحزاب الاسلامية) مع التاكيد أن الخلل عند الاثنين ليس بالشعارات البراقة بل بالتنفيذ البائس.
ونحن نعيش ذروة البؤس العراقي في عصرنا الحالي حيث التراجع المرعب بكل الجوانب الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والآمنية وحتى الآنسانية وايضآ في تعريف معنى الوطنية مع هذا التراجع وأستيطان الفساد للمجاميع السياسية الحاكمة في الحكومة والبرلمان والأحزاب فقد برزت الحاجة الملحة للاصلاح فاخذ ( بعض ) من الشعب على عاتقه المطالبة بالاصلاح مدعومآ من المرجع الاعلى في النجف الاشرف، وفي لحظة تحول سياسي جذري نادر دفعت بالدكتور العبادي من موقع الشريك المقصر الى موقع قائد الاصلاح. مدعومآ بصوت الجماهير الصادحة اليه لا عليه فتحول الاصلاح المركزي الى مجموعة أصلاحات فارغة من المضمون شكلها أقرب الى رغوة الصابون التي لابد وأن تغسل يداك منها. وفي قمة التراجعات وذروة الخيبة الشعبية العراقية من الاصلاحات المزعومة صدرت شهادة فشل وسقوط النظام السياسي الحاكم في العراق مغمسة بموت أضافي للعراقيين حيث أنتشار مرض وباء الكوليرا ليكون عامل أضافي للفتك بالعراقيين بعد جبهات القتال مع داعش والتفجيرات بالاسواق والشوارع والبطالة وأكثر من ثمانية مليون عراقي تحت خط الفقر وغياب الستراتجية والسياسات المتوازنة وبديلآ عن ذلك تواجد سلوك أقتصادي وسياسي ودبلوماسي أقرب للعبث والضياع والتلاشي من أي وصف أخر !!.
إنها نتائج طبيعية لحكم الإقطاعيات السياسية ومافيات الحكم العائلية وعصابات الاحزاب وأبعاد الكفاءات المهنية وتغيب العلوم المتنوعة وفقدان العدالة الاجتماعية ومحاربة التنوع الثقافي وتغيب الوعي الفردي ومحاولة تحويله الى قطيع جمعي.
يقاد بخطبة هنا و( مكرمة ) هناك وباستفزاز طائفي عند الحاجة وأخر قومي عند الضرورة.&
لقد سقط العراق بيد هولاء الفاشلين ومعه غيب الكبير والكثير من الوعي والآرادة الفردية والجمعية.
ورجوعآ لرواية ( الحب في زمن الكوليرا) فلقد حولت هذه الرائعة الى فلم سينمائي بنفس الاسم أخرجه عام 2007 مايك نويل قام ببطولته ( خافيير باردم - جيوفانا ميزوغيورنو - بنجامين برات ) وشخصيآ عند مشاهدة الفلم فقدت التواصل مع روائح الأوبئة والكوليرا ودهشة المشاعر وأحساس العشق الذي عشته في قراءة ورق الرواية أنها وجهة نظر شخصية لكن مع ذلك سيبقى المشهد الآخير بعد 52 عام من الحب والكوليرا والفراق وثم لقاء العشاق حيث يركبون المركب وتنتهي الرواية أن المركب يستمر ذهابآ وأيابآ بالبحر دون أن يرسو رافعآ علم الوباء الآصفر..&
أنه أذن مركب العراق الذي عوض الحب في مركب الفلم بكراهية غير مسبوقة من الحكام للشعب و لن يرسوا هذا المركب حتى مع الاصلاحات المزعومة طالما بقيت هذه المجاميع العائلية الحزبية الفاسدة المتخلفة تتحكم بمقدرات البلد وبوعي البسطاء وحتى ذلك الحين سيبقى علم الوباء مرفوعآ في العراق مغمسآ بمرض الكوليرا الذي بدأ يفتك بالعراقيين.
&
Md-alwadi@hotmail.com
&التعليقات
الكوليرا الدينيه
محمود -لوا سالنا اصحاب انصاف العقول من اوصل هؤلاءالمجرمين واللصوص الى سدة الحكم سيقول المرجعيه(اذا كان لديه ربع ضمير حي).اهرب ياشباب بلادي بظل الحكم الشيعي ولتعلموا الحكمه الاهييه التي ابقت السلطه بعيدتا عنكم طوال قرون فلستم اهل لها.
احسد الكاتب
مؤيد ناصر -حقيقة انا احسد الكاتب على "شجاعته" .. لقد دافع بضراوة عن نظام المالكي الذي لم يكن ثمة في تاريخ العراق من هو اكثر فسادا و اجراما منه.. اول قائد يسلم ثلث اراضي العراق لعصابة مجرمة في صفقة رتبها مع سليماني، اول من اهدر اكبر ميزانية في العراق دون ان ينجز جسرا او جامعة او اي مشروع ، اول من مول مواكب اللطم من ميزانية الدولة... في حين قاتل صدام ، رغم اجرامه، بضراوه من اجل الفاو و لم يقل انها شيعية او انها صحراء قاحلة... هذا النوع من الكتاب من الذين يستطيعون تغيير اتجاههم 180 يثيرون الدهشة بقلة حيائهم
مع مراعاة فارق التوقيت
بسام عبد الله -صدقت، ابتلى الله شعوب العراق سوريا وليبيا واليمن بحكام أشبه بوباء مركب من الطاعون والكوليرا والسل لنصف قرن حرمونا وأنسونا كل شيء حتى أبسط الحقوق في الحياة شردوا الصالح والمتعلم والكفاءات وجمعوا حولهم الطالح والحاقد والحماقات أنسونا المحبة والإلفة والتعايش والعزة والكرامة وزرعوا الجهل والحقد والكره والذل والمهانة وتركونا بين مقابر جماعية ودمار وخراب وتشرد في البر والبحر يتفاوض على مصيرنا أشرس أعداؤنا ليغتصبوا أرضنا بعد عرضنا وعقيدتنا . عزاؤنا أن الأوبئة لا تعرف حدود وستطال من نشرها وثورات الشعوب تنتصر بالنهاية والظاهرة صحية وقد حدثت في اوروبا قبل قرن من الزمان بحسب فارق توقيت التخلف والإنحطاط.
الحكم المباد
كريم الكعبي -من اوصل العراق لما هو عليه ليس حكم العوائل ولا المتدينون انما حقبة طويلة من التخلف على ايدي الاقلية التي حكمت الاغلبية بالقتل والتعذيب والتهجير منذ اكثر من ثمانين عام اضافة الى ذلك مارست ونمت الطائفية بين اطياف الشعب العراقي وقربت من يسير بركبها وابعدت واعدمت الشرفاء والعقول الكبيرة والفلاسفة شعب عاش زمن تخلف وحروب دامية على فكر طائفي مقيت وحصار اقتصادي شارك فيه العربي والامريكي فما كانت النتيجة خرجنا لانتخابات طائفية ممتدة منذ عشرات السنين وشعب متخلف كما قال احدهم ( اعطاء الحرية لشعب متخلف الانتحار بعينه) فالمرجعية وقفت دائما مع مصالح الشعب في جثهم على الانتخابات وانتخاب الاصلح ومساندة المظاهرات لمطالبتهم بالاصلاح وليس تغيير العملية السياسية . عند ابعاد ازلام البعث والنظام السابق والسائرين بركب الممحيط الاقليمي ستكون العملية السياسية في الاتجاه الصحيح
عدم الخجل و الحياء
عبد اللطيف البغدادي -الشيء الذي تعودنا عليه في العراق هو عدم شعور الإسلاميين " الشيعة قادة و أحزابا وكتابا و إعلاميين بالخجل والحياء ويبدو مدّاح المالكي و طباله الوفي محمد الوادي ليس استثناء
بعد خراب البصرة
mo3taz -كل ما جاء بهِ الكاتب كنا قد تحدثنا عنه منذ فترة طويلة , وسبقنا الحديث عن خراب العراق آخرون . فأسمونا وأسموهم بعثيون ! ولم نكن بعثيين . أتساءل لماذا عندما نعري الفاسدين ونضع إبهامنا على رموز الطائفية والإنحطاط , ومروجي التخلف والخرافة , تستنفرون ؟ وتحولون كل هذه ( المُخزِيات الى مقدسات ) !! مالكم كيف تفكرون ؟ أيها الكاتب للعِلم وباء الكوليرا كان قد غزا عقولكم منذ سنوات قبل أن تنشروا عدواه في أبدان الشعب المُعذب ! وها أنتَ فسرت َلنا الماء بعد الجُهد بالماءِ .